شروطُ صحَّةِ الاعتكاف - سيدي الشيخ محمد عبدالله رجو حفظه الله
شروطُ صحَّةِ الاعتكاف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين.. وأفضلُ الصلاةِ وأكملُ التَّسليمِ على سيِّدِنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
سؤال: ما هي شروط صحَّةِ الاعتكاف؟
الجواب: الاعتكافُ مستحبٌّ على مدارِ العامِ، وهو في رمضانَ أشدُّ استحباباً، وفي العشرِ الأواخرِ سنَّةٌ مؤكَّدةٌ.
وإنما يصحُّ الاعتكافُ بشرطينِ أساسيَّينِ:
الشرطُ الأولُ: النيَّةُ؛ وذلكَ عندَ ابتدائِهِ، بأنْ ينويَ المُكْثَ في المسجدِ مُدَّةً معيَّنةً للتَّعبُّدِ، تحقيقاً للسُّنَّةِ؛ فلو دخلَ المسجدَ لغرضٍ دُنيويٍّ، أو لمْ يخطرْ في بالِهِ أيُّ قَصْدٍ، لم يُعتَبَرْ لَبْثُهُ في المسجدِ اعتكافاً شرعياً.
الشرط الثاني: اللَّبْثُ في المسجدِ؛ وينبغي أن يستمرَّ اللَّبْثُ مُدَّةً تُسمَّى في العُرفِ اعتكافاً.
ويدخلُ في هذا الشرطِ شروطُ جوازِ اللَّبْثِ في المسجدِ؛ وهي: الطهارةُ منَ الجنابةِ، والطهارةُ منَ الحيضِ والنفاسِ، وخلوُّ الثوبِ والبدنِ من نجاسةٍ يُحتمَلُ أن يتلوَّثَ بها المسجدُ.
فإنْ خرجَ منَ المسجدِ لغيرِ عُذْرٍ انقطعَ اعتكافُهُ، أي: بَطَلَ.. أمَّا إذا خرجَ لعُذرٍ وعادَ لم ينقطعْ، وكان في حُكْمِ المُتتابعِ.
قال الإمامُ الشافعيُّ والأصحابُ رحمهم الله تعالى: ومَنْ أرادَ الاقتداءَ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلَّمَ في اعتكافِ العشرِ الأواخرِ من رمضانَ، فينبغي أن يدخلَ المسجدَ قبلَ غروبِ الشمسِ ليلةَ الحادي والعشرينَ منهُ، لكيلا يفوتَهُ شيءٌ منه، ويخرجَ بعدَ غروبِ الشمسِ ليلةَ العيدِ، سواءٌ تمَّ الشهرُ أو نَقَصَ، والأفضلُ أنْ يمكثَ ليلةَ العيدِ في المسجدِ حتى يصلِّيَ فيه صلاةَ العيدِ، أو يخرجَ منهُ إلى المصلَّى لصلاةِ العيدِ.
ويستحبُّ أن يكونَ الاعتكافُ في المسجدِ الجامعِ الذي تُقامُ فيه الجمعةُ ـ وهذا بالنسبةِ للرِّجالِ ـ حتى لا يضطرَّ إلى الخروجِ إليها؛ فإنِ اعتكفَ في غيرِهِ فمِنَ الجمعةِ إلى الجمعةِ.
والغايةُ منَ الاعتكافِ هيَ جمعُ القلبِ على اللهِ تعالى، والمؤمنُ عليهِ أنْ يغتنمَ كلَّ فرصةٍ تُعينُهُ على جمعِ قلبِهِ على حضرةِ مولاهِ سبحانه وتعالى، والله تعالى يقولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} يعني: ادخلوا في تعاليمِ الإسلامِ كلِّها جُهْدَ استطاعتكم.
وفَّقكم اللهُ تعالى للاعتكافِ وللمعنى المقصودِ من الاعتكافِ، وهو التجرُّدُ للهِ وجمعُ القلبِ على اللهِ سبحانه وتعالى.. والاعتكافُ من أعظمِ الوسائلِ لذلك.
وصلى الله على سيِّدِنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبِهِ وسلَّمَ تسليماً، والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.
سيدي الشيخ محمد عبد الله رجو حفظه الله
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://t.me/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات