نصيحةٌ للصَّائمين - سيدي الشيخ محمد عبدالله رجو حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحةٌ للصَّائمين
الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
قال حُجَّةُ الإسلامِ الإمامُ الغزاليُّ رحمه الله تعالى في معرض حديثه عن آداب الصيام:
لا تظنَّ إذا صُمْتَ أنَّ الصَّومَ هو تركُ الطَّعامِ والشَّرابِ والوِقاعِ، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: «كَمْ مِنْ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الجُوعُ» [رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى].. بل تمامُ الصَّومِ بكفِّ الجوارحِ كلِّها عما يَكرهُ الله تعالى، فينبغي أن تَحفظَ العينَ عنِ النَّظر إلى المكاره، واللِّسانَ عن النُّطقِ بما لا يَعنيك، والأذنَ عن الاستماعِ إلى ما حرَّمهُ اللهُ عزَّ وجلَّ؛ فإنَّ المستمعَ شريكُ القائل وهو أحدُ المغتابينَ، وكذلك تَكفُّ جميعَ الجوارحِ كما تَكفُّ البطنَ والفرج.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنَّما الصوم جُنَّةٌ، فإذا كان أحدكم صائماً فلا يرفُث، ولا يَجهل، فإنِ امرؤٌ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائمٌ) [الحديث رواه البخاري ومسلم].
ثمَّ اجتهدْ أن تُفطرَ على طعامٍ حلالٍ، ولا تستكثرْ فتزيدَ على ما تأكله كلَّ ليلةٍ، فلا فرقَ إذا استوفيتَ ما تعتادُ أن تأكلَه دفعةً واحدةً أو دفعتين، وإنَّما المقصودُ كسرُ شهوتك، وتضعيفُ قوَّتك لتقوى بها على التقوى.
فإذا أكلتَ عشيَّةً ما تداركتَ به ما فاتَك ضَحوةً، فلا فائدةَ من صومك، وقد ثقُلت عليك معدتُك، وما وعاءٌ أبغضُ إلى الله عزَّ وجلَّ من بطنٍ مُلِئَ من حلالٍ، فكيف إذا مُلِئَ من حرامٍ؟!
فإذا عرفتَ معنى الصَّومِ فاستكثِرْ منه ما استطعتَ، فإنَّه أساسُ العباداتِ، ومفتاحُ القرُباتِ.
قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلَّم: (كُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ، وَالصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) [الحديث رواه الإمام مسلم رحمه الله تعالى]. وقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلَّم: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، يَذَرُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ جَرَّايَ [أي: مِن أجلِي] فَالصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) [رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى]. وقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: (فِي الْجَنَّةِ بَابٌ يُدْعَى الرَّيَّانَ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ إِلَّا الصَّائِمُونَ، فَإِذَا دَخَلُوا مِنْهُ أُغْلِقَ) [الحديث رواه البخاري ومسلم]
(يُنظر: بداية الهدايةِ لحُجَّةِ الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله تعالى).
اللهم أعنَّا على الصِّيام والقيام، وغضِّ البصرِ وحفظِ اللسان، واجعلنا من عُتَقاء شهر رمضان برحمتك يا أرحم الراحمين..
وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً، والحمد لله ربِّ العالمين.
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://t.me/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات