أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           زوَّدك الله التقوى، وغفر ذْنبك ويسَّر لك الخير حيث ما كنت           
العودة   منتديات البوحسن > المنتديات العامة > القسم العام

القسم العام المواضيع العامة التي ليس لها قسم مخصص

إضافة رد
قديم 09-11-2011
  #1
سامر
محب متألق
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 160
معدل تقييم المستوى: 16
سامر is on a distinguished road
افتراضي المعارضة السورية إلى أين؟!. (ديرالزور أنموذجاً)

المعارضة السورية إلى أين؟!. (ديرالزور أنموذجاً)

أضيف بتاريخ : 8 أيلول 2011 الساعة 8:20:29 AM

الباحث عدنان عويّد


بعيداً عن المواقف القبليّة في التنظير السياسي، وعن التحليلات الذهني المجردة، لما يجري في سورية، وانطلاقاً من المشاهدة الحية والمباشرة لما يجري في ديرالزور، وهي المحافظة التي شكلت ولم تزل تشكل إحدى بؤر التوتر من بين المحافظات السورية مع حماة وحمص وإدلب، سأقوم بتسليط الضوء وبكل موضوعية عما يجري فيها من فعل وردود فعل ما بين السلطة والمعارضة، مع اعتقادي بأن ما يجري فيها من أحداث لا يختلف كثيراً عما يجري في حماة وحمص وإدلب، مع وجود بعض الفروقات الطفيفة تفرضها طبيعة التركيبة الاجتماعية والدينية لهذه المحافظة أو تلك.
ديرالزور من المحافظات التي كانت إحدى بؤر التوتر في أحداث الثمانينيات من القرن الماضي بسبب العلاقات الأسرية والعشيرية والقبلية التي تربطها بالتركيبة الاجتماعية في العراق من جهة، وبسبب حب الكثير من أبنائها لشخصية صدام حسين المعادي للنظام السوري آنذاك من جهة ثانية، ولغياب فهم آلية الحراك السياسي الذي كان سائدا آنذاك من قبل أفراد الشعب السوري بشكل خاص والشعب العربي بشكل عام من جهة ثالثة، هذا الحراك الذي غالباً ما لعبت على أوتاره السعودية والأردن ومصر وبعض القوى الفلسطينية وأمريكا تحت مظلة البعد الطائفي، والذي كان حامله الاجتماعي وحطب وقوده معاً في سوريا ومنها ديرالزور، تيار (الإخوان المسلمون) وبعض القوى اليسارية والقومية.
لقد دفعت ديرالزور الفاتورة غالياً من أبنائها، وهذا شكل جرحاً عميقاً في جسد المجتمع الديري، ظل ينزف حتى هذه اللحظة. هذا إضافة لما دفعته بعض التيارات السياسية المناوئة للسلطة من ملاحقة وسجن، كان من أبرزها تيار الإخوان، والحزب الشيوعي جناح رياض الترك، والاتحاد الاشتراكي الديمقراطي جناح الجراح... الخ. والمؤسف آنذاك أن كل هذه القوى التقدمية والعقلانية التقت مع الإخوان في عدائها للنظام، وهنا تأتي المفارقة!!.
على العموم، لقد ظلت سورية بعيدة عما جرى في الساحة العربية من ثورات شعبية أسقطت نظاميين (مصر وتونس)، وفجرت شبه حروب أهلية، تقوم في تركيبتها الاجتماعية والسياسية على العشيرة والقبيلة (ليبيا واليمن)، إلى أن فجرت الموقف قضية أطفال درعا في آذار الماضي، هذا الموقف الذي شكل شرارة انطلاق المظاهرات المنددة بالطريقة التي مورست من قبل أحد الأجهزة الأمنية ضد هؤلاء الأطفال، علماً أن هناك أصوات واعية ومثقفة كانت قد ارتفعت تطالب النظام بالإصلاح السياسي والإداري منذ تسعينيات القرن الماضي، وراحت تتبلور أكثر فأكثر مع استلام بشار الأسد الرئاسة. وعلى الرغم من أن السيد الرئيس بشار الأسد قد أشار في كلمة القسم أمام مجلس الشعب بضرورة الإصلاح، واعتماد مبدئي الشفافية والمصداقية قاعدتين رئيسيتين لهذا الإصلاح، الذي ألح عليه بيان ربيع دمشق، إلا أن شيئاً من هذا لم يحدث، حيث برر التأخر السيد الرئيس في كلمته الأولى بعد انطلاق المظاهرات واتساع رقعتها بإهمال القيادة السياسية، وهو تبرير لم يرضِ الكثير في الواقع، لا من المعارضة ولا من البعثيين أنفسهم، الذين اعتبروا أن تقصير قيادتهم في انجاز الإصلاح هو نوع من عدم المبالاة بقضايا المجتمع وتنميته، وبالتالي دفع سوريا إلى ما وصلت إليه اليوم من احتجاجات وأعمال عنف تمارس في الشارع السوري الذي عرف باستقراره وأمنه عالميا.
إن المتابع لأحداث سورية يجد أن مجموعة من العوامل لعبت دورا هاما في تأجيج الشارع السوري بشكل عام، ومنه الشارع الديري موضوع قراءتنا هذه بشكل خاص. أهمها:
أولاً- ما جرى في الساحة العربية من ثورات أسقطت بعض الأنظمة العربية، شجع الشارع السوري ومنه الديري على الخروج والاحتجاج على ما يعاني منه، مثل البطالة والفساد وقمع الرأي الآخر وقانون الطوارئ وغياب حرية الإعلام والتعددية الحزبية..وغير ذلك من مطالب استجاب النظام لمعظمها.
ثانياً- استغلال هذه الاحتجاجات الجارية في سوريا من قبل قوى داخلية وخارجية لا تريد الخير والاستقرار في سورية، راحت تشجع وتدعم هذه الاحتجاجات عبر وسائل إعلامها ومالها وعلاقاتها الدولية مثل:
1- تيار المستقبل في لبنان لأسباب تتعلق بعلاقة عبد الحليم خدام بهذا التيار من جهة، ورغبته في الانتقام من النظام السوري الذي يدعم حزب الله والمقاومة الوطنية في لبنان التي أبعدت هذا التيار عن السلطة في الانتخابات الأخيرة. حيث تبين أن هذا التيار لا يدعم المعارضة لوجستيا فحسب، بل ماديا أيضاً، ويأتي السلاح في المقدمة.
2- السعودية من تحت الطاولة ومن فوقها، عبر قنوات البث الطائفي (الوصال) والعربية ولـ (B.B.C ) وغيرها. هذا إضافة لمواقفها المؤيدة لسعد الحريري، وكرهها لحزب الله وإيران حلفاء سورية الاستراتيجيين، ثم كرهها وحقدها على النظام السوري الذي يرفض دائما التخلي عن علاقاته مع إيران رغم كل الإغراءات التي قدمتها السعودية وحلفاؤها عربيا وعالميا وبخاصة أمريكا .
3- قطر الدولة الصديقة لسورية التي ارتفعت أسهمها في الساحة الشعبية العربية المقاومة، وبخاصة بعد دعمها للمقاومة اللبنانية في حرب تموز. تبين للمتابع أن حكومة هذه الدولة انقلبت وقناتها (الجزيرة) مائة وثمانين درجة في مواقفها من سوريا، وهذا يدل على أن قرارها ليس بيدها، لذلك كان على النظام السوري برأيي أن يدرك مسألة أساسية، وهي كيف تستطيع دولة أن تكون صاحبة قرار، ولديها اكبر قاعدة أمريكية في المنطقة دون أي مقابل مادي، بل هي التي تقوم بتمويلها وليس أمريكا. ثم لها علاقات علنية ومباشرة مع الكيان الصهيوني العدو اللدود لقضايا أمتنا العربية. وهذا برأي ما ينطبق أيضاً على :
4- تركيا، عضو الحلف الأطلسي، التي تقوم على أراضيها قاعدة أمريكية مؤجرة، ولها علاقات استراتيجية مع الكيان الصهيوني، وهي مستعدة أن تقدم أي شيء للغرب وأمريكا من أجل أن تكون عضوا في الاتحاد الأوربي. هذا عدا عن طموحها في الاتجاه الآخر، وهو أن تعيد مشروع عثمنة المنطقة، وبرغبة أمريكية وخليجية، للوقوف أمام المد إلايراني!.
5- أمريكا والغرب الحلفاء الإستراتيجيون للكيان الصهيوني، والذين لم يسكتوا يوماً عن إدانة سوريا والعمل على معاقبتها، إما دعما للكيان الصهيوني بسبب مواقف سوريا الداعمة للمقاومة. أو بسبب علاقاتها الاستراتيجية مع إيران.
أما استغلال هذه الاحتجاجات على مستوى الداخل السوري فيمكن إجمالها بالتالي:
1- هناك إجماع شعبي على رفض قانون الطوارئ وما تركه من آثار سيئة على حياة قطرنا لخمسة عقود ونيف من الزمن، حيث أصبحت حرية الرأي والتعبير، وإلغاء الأحكام العرفية، وحرية الصحافة، والتشارك في السلطة، ومحاربة الفساد والسطوة الأمنية التي فرضها قانون الطوارئ وأحداث الثمانينيات من القرن الماضي، هاجساً حقيقاً، ساهم في بلورته والتعبير عنه بصوت عالي، ما جرى من ثورات على الساحة العربية وبخاصة في مصر وتونس.
2- هناك قوى اجتماعية ذات طابع ثقافي وأكاديمي ( كتاب رسامون فنانون دكاترة محامون مهندسون وغيرهم)، طالبوا عبر بيان ربيع دمشق بضرورة الإصلاح في سوريا، ووقفت إلى جانبهم شرائح واسعة من الأنتلجينسيا السورية في الداخل والخارج أيضاً دون الإعلان بشكل مباشر عن قناعاتها عبر بيانات أو قنوات إعلامية .
3- هناك قوى سياسية منظمة مناوئة للنظام لإعتبارات تتعلق في طبيعة المطالب الإصلاحية التي أشرنا أليها قبل قليل، والتي كان بعضها يطالب بها منذ فترة السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي كما أشرنا في موقع سابق، وهي الأحزاب التي جمعها تحالف (التجمع الوطني الديمقراطي الذي تأسس عام 1980)، وقد لوحقت هذه الأحزاب سياسياً وقضائياً في سوريا. حيث وجدت ما يجري في سوريا من حراك شعبي، فرصة للظهور والتعبير عن قناعاتها من جديد. هذا دون أن ننكر مشاركة أحزاب المعارضة السورية التي تشكلت مع بداية العقد الأول من القرن الحالي في هذا الحراك الشعبي المناهض للنظام، وهي (أحزاب جبهة الخلاص الوطني الذي تأسس في الخارج 2009، وحركة العدالة والبناء 2006، وغيرها).
4- هناك أيضاً القوى الكردية المنظمة في أحزاب لها أجندات قومية خاصة بها مثل: (حزب الحداثة والديمقراطية، الذي تأسس عام 1996، وحزب الوحدة الديمقراطية الكردي الذي تأسس عام1970). وهما حزبان محظوران من النشاط السياسي، ويهمهما في الحقيقة أن تتسارع وتيرة الحراك الشعبي في سورية بغية إضعاف النظام، رغم أن النظام يعرف أهداف هذه الأحزاب، وقد سارع إلى منح عشرات الآلاف من الأكراد الجنسية السورية التي تجاهل كثيراً عبر السنوات الماضية منحها.
5- حزب (الأخوان المسلمون) وهو الحزب الذي فجر أحداث الثمانينيات من القرن الماضي، والذي أصدر الرئيس الراحل حافظ الأسد بحقه القرار رقم 49 لعام 1980، القاضي بتطبيق عقوبة الإعدام بحق من يثبت انتماءه له. الأمر الذي أدى إلى تشرد قسم كبير من عناصره خارج سورية. ها نحن نجده اليوم يسعى للملمة نفسه بالداخل أو بالخارج بهذا الشكل أو ذاك، إما من خلال تحالفه مع عبد الحليم خدام في تشكيل جبهة الخلاص التي انفك عنه فيما بعد، أو عبر لقاءاته مع بعض أصوات المعارضة اليسارية والليبرالية وغيرها من شيوخ عشائر أو نشطاء لحقوق الإنسان في الخارج أيضا، كما ظهر لنا في المؤتمرات التي عقدت في تركيا وغيرها. ينشط أفراده بشكل فاعل في المظاهرات الحالية، ويتعاطف مع فكره الكثير من نشطاء الحراك الشعبي الحالي في سوريا بسبب طبيعة الوعي الديني الذي يشكل حيزا كبيرا من مساحة الوعي العام للمواطن. وهذا التوجه الديني في الحراك هو من يلقى الدعم التركي والخليجي وحتى الأمريكي والأوربي اليوم في سوريا.
6- هناك قوى اجتماعية واسعة ضمها الحراك الشعبي بسبب حالة البطالة التي تعيشها، وهي قوى تحمل شهادات علمية ( ثانوية عامة وجامعية)، شكلتها سياسات التعليم الإلزامي وشبه المجاني التي نهجها النظام منذ استلامه السلطة، ولم يعد بمقدوره استيعابها في مؤسسات الدولة، علماً أن حالة البطالة ليست مشكلة خاصة بسوريا وحدها، بل هي مشكلة دول العالم بأسرها.
7- هناك قوى اجتماعية حاقدة لأسباب كثيرة، منها من يعود حقده إلى أحداث الثمانينيات من القرن الماضي، ومنها من له موقف من الأجهزة الأمنية، ومنها من تضررت مصالحه بسبب النهج الاقتصادية التي تبناها النظام مع استلام السيد الرئيس بشار الأسد، وهو (اقتصاد السوق الاجتماعي) الذي خطا باتجاه اقتصاد السوق بالضرورة، وساهم في إفقار الكثير، وهناك من يكره النظام بسبب علاقاته مع إيران وحزب الله، وقد لمسنا الكثير من الهتافات في المظاهرات التي تشير إلى ذلك، وغالباً ما تعبر هذه الشعارات عن نفس طائفي .
8- وهناك أخيرا قوتان اجتماعيتان رغم قلة أفرادهما، إلا أنهما لعبتا دوراً هاماً وخطيراً في أحدث سوريا الحالية وحراكها الشعبي وهما:
الأولى: التيار الوهابي السلفي التكفيري، ومعظم أفراده جاءوا من العراق، وهم من السوريين الذين فروا إلى العراق لمحاربة أمريكا عند احتلالها العراق.
الثانية: مجموعة من الأفراد الخارجة عن القانون الاجتماعي والقضائي.
والملفت للنظر في تقويم وضع هاتين القوتين هو: إن القوى الأصولية التكفيرية عملت لنفسها في مواجهة الدولة تحت مظلة آيدولوجية تكفر النظام، الذي اعتبرت أن مقاومة هذا النظام واجب ديني وأخلاقي، وهي القوى التي مارست عنفا مسلحا وصل إلى مرحلة التنكيل والتمثيل في الجثث، انطلاقاً من قناعة لدى هذه القوى الأصولية بضرورة التمثيل بضحاياها حتى لا ترتاح أنفسهم بعد موتها. وهي قوى أعتقد بأنها تحركت بفعل قناعاتها وليس بفعل آخر (بغض النظر عن مرجعياتها ومصادر تمويلها خارج القطر). وأكثر ما تركزت هذه القوى في مدينة أبو كمال على مستوى محافظة ديرالزور، وفي حماة وإدلب وريف دمشق على مستوى القطر، وكانت تطمح لتشكيل إمارات إسلامية في سوريا، وقد غررت بعدد لا بأس به من السورين المتدينين بالإنظمام إليها كما تبين لنا من اعترافات بعض عناصرها على الفضائية السورية.
أما القوى الثانية المسلحة وهي القوى الخارجة عن القانونين الاجتماعي والقضائي، فهي القوى التي حركتها أجندات ومرجعيات كثيرة بسبب رعونتها وسطحيتها وجهلها. وأهم هذه المرجعيات التي استغلتها، بعض الشخصيات المعارضة التي لها ارتباط بالخارج، حيث مدتها بالمال وبعض السلاح,، وكذلك بعض شخصيات المعارضة في الداخل السوري، حيث جعلت منها شخصيات قيادية في هذا الحراك الاجتماعي، وهذا ما لمسناه، في مظاهرات ديرالزور، حيث كانت هذه القوى هي التي تقود المظاهرات في الشوارع، ثم هي ذاتها من قام بأعمال الحرق والتخريب لممتلكات الدولة والحزب وترويع الأهالي. ومن الطريف في الأمر أن القيادة السياسية في محافظة ديرالزور التقت هذه القيادات وحاورتها في أسباب تظاهرها، فكان لها مطلب واحد هو: (إسقاط النظام).
لقد وِجِهَتْ هذه القوى الخارجة عن القانون في ديرالزور في الفترة الأخيرة (منذ نهاية شهر تموز) بالعمل على وضع الحواجز والمتاريس داخل أحياء المدينة وفي شوارعها الرئيسة، ويبدو أن هناك توجها قد تم في هذا الاتجاه على مستوى محافظات حماة وإدلب وحمص أيضا، الأمر الذي يدل على أن هناك أمراً قد صدر إلى هؤلاء لفرض عصيان مدني في هذه المحافظات، فالمحزن والمؤسف معاً أن هذه القوى قامت بأعمال تخريب لممتلكات الدولة من أحجار أرصفة الشوارع، إلى أعمدة الكهرباء، إلى مقاعد أرصفة الشوارع، إلى حاويات القمامة، وإلى كل ما استطاعت أياديهم النيل منه من أجل وضع المتاريس وتقطيع أوصال المدينة وعرقلة الحياة فيها. كما راحوا يشكلون دوريات مسلحة في شوارع وأحياء المدينة، ونقاط تفتيش للمواطنين، واجبروا المواطنين على إطفاء الإنارة ليلاً، وقاموا بالتعدي على من يفتح باب رزقه. كل ذلك ساهم في انتشار الخوف، وتحويل المدينة إلى مدينة أشباح، انتشرت فيها الأوساخ، وبدأ الناس يفتقدون الخبز والطعام وهم في شهر رمضان، الأمر الذي دفع قسماً كبيراً من الأهالي إلى مغادرة بيوتهم والهروب إلى الريف أو المحافظات الأخرى الآمنة مثل الرقة الحسكة وحلب ودمشق، الأمر الذي جعل بعض البيوت عرضة للسرقة والنهب. كل هذه المعانة دفعت الأهالي إلى مطالبة المسؤولين في محافظة ديرالزور بضرورة التدخل لحل المشكلة قبل أن تنتشر الجريمة والأمراض بسبب تراكم الأوساخ، فكانت الدعوة التي وجهها بعض رجال عشائر ديرالزور عن طريق القناة الفضائية السورية بضرورة دخول الجيش. فكان دخوله رحمة للمواطنين، حيث قام بإزالة المتاريس وأعاد الحياة الطبيعية إلى المدينة، ولاحق رجال هذه العصابات ونال من بعضهم، ولم يزل يلاحق من تبقى منهم.
أمام هذه المعطيات يظل السؤال المشروع يطرح نفسه وهو: إلى أين تتجه المعارضة في سوريا؟ .
من خلال متابعتنا لما يجري في ديرالزور، والكثير من القراءات التي تناولت الملف السوري عبر وسائل الإعلام المختلفة، وأشير هنا إلى القراءة القيمة للدكتور أسعد أبو خليل، (ملاحظات عن المعارضة السورية)، التي تناول فيها بعض مواقف قادة ومنظري المعارضة السورية في الداخل والخارج, نستطيع القول:
1- إن المعارضة السورية في الداخل وعبر مظاهراتها الشارعية، تبين لنا من خلال شعاراتها التي غلب على الكثير منها الطابع السوقي، حيث ركزت على شتم الرئيس وزوجته ووالده والبعثيين، وهي شعارات تميل إلى (الهوسات) أكثر منها شعارات تتضمن مواقف مسؤولة عن مستقبل بلد، هذا إذا ما استثنينا بعض الشعارات التي كانت تطالب بالحرية ووحدة الشعب السوري، ومع ذلك نجد مطلقيها أنفسهم يطلقون في المقابل أيضاً شعارات تخالفها في المضمون تحمل بعداً طائفياً وقومياً ضيقاً.
2- إن المعارضة في الداخل غير منظمة وغير منسجمة مع نفسها، لا أيديولوجيا ولا سياسياً ولا حتى طبقيا، وهي لم تمتلك بعد القدرة على تحديد وضبط توجهاتها، أو طرح مشروعها البديل الذي يمكن أن يتفق عليه الجميع ولو مؤقتاً .
3- إن من قاد المظاهرات في الشارع خلال كل هذه الفترة شخصيات لا تنتمي للسياسة أصلاً، وهي غير منظمة وأغلبها من الشخصيات الخارجة عن القانون التي غُرر بها أو دُفعت لها أموال، وهي بعد استخدام قسم منها السلاح ومارس التخريب، أصبحت ملاحقة من قبل الدولة، وقد أساءت باستخدامها السلاح للمعارضة ذاتها، وبخاصة الجانب السلمي والعقلاني منها.
4- أن استخدام المعارضة السلاح وضعها بالضرورة في مواجهة الدولة والمجتمع معا، فهناك الكثير من الضحايا الأبرياء الذين راحوا ضحية رعونة المعارضة المسلحة. وللحقيقة نقول هنا: إن استخدام السلاح من قبل المعارضة لم يأت عبثاً من قبل المعارض أومن يمدها من الخارج بالمال والسلاح، فالهدف من استخدام السلاح هنا هو التركيز على ضرب عناصر قوى الأمن والجيش بغية السعي لشق الجيش. لقد لمست المعارضة في أحداث الثمانينيات من القرن الماضي، أن النظام لم يسقط بسبب قوة الجيش وتماسكه، رغم استخدام السلاح، الذي طال آنذاك طال المدنيين أكثر من العسكريين، لذلك راحت المعرضة المسلحة تركز في هذه الأحداث على قتل العسكر بهدف شقه، وبالتالي إضعافه والنيل من النظام.
5- إن المعارضة في الخارج غير منسجمة أيضاً، بل حدث فيها انشقاقات، هذا عدا كون بعضها قد أعلن ارتباطه بأمريكا وحتى إسرائيل مثل الغادري ورضوان زيادة وعبد الحليم خدام والبيانوني.. الخ. وهذا يشكل عقبة كبيرة أما تقدم المعارضة إن الارتباط بالخارج أمر مرفوض على كافة الأصعدة، وهو في المحصلة فعل خيانة للوطن .
6- إن تضخيم ما يجري داخل سورية من قبل أصوات المعارضة في الخارج، أو شهود العيان في الداخل، وارتباطهم وتنسيقهم مع قنوات الخليج التي راحت بدورها تشتغل بعيداً عن الحيادية والمهنية من خلال فبركتها الأحداث، وانحيازها الكامل لكل ما يصلها من المعارضة بعجره وبجره، أفقد في الحقيقة المعارضة الكثير من مصداقيتها لدى جمهور الداخل السوري، لأن ما يشاهده الداخل لا ينطبق في الكثير من الأحيان مع ما تبثه تلك القنوات وما يقدم لها من أحداث مزيفة أحيناً ومبالغ في التعبير عنها في أحيان أخرى
7- لا شك أن هناك مطالب محقة من قبل المعارضة العقلانية، وقد استجاب النظام لها من حيث إلغاء قانون الطوارئ، أو إصدار قانون حرية الأحزاب، وقانون حرية الإعلام، وقانون الانتخابات، ومحاربة الفساد، إضافة إلى الكثير من المشاريع التي أعلنتها الدولة في الآونة الأخيرة. إن كان على مستوى العمالة، أو تنشيط اقتصاد السوق الصغير والبحث عن هوية اقتصادية جديدة للبلد تخدم تطلعات الفقراء، أو حتى على مستوى ما صدر من قوانين ومراسيم تتعلق بالتعليم والزراعة والصناعة وغيرها. كل ذلك يشير إلى أن الدولة بدأت تعمل بجد بما يخدم المواطن ومشاركته في قرارات البد وتنميته، وهذا يتطلب من قوى المعارضة العقلانية في سوريا وخارجها أن تعيد حساباتها من جديد في مسألة مواقفها من النظام، والبحث عن وسائل لمد الجسور والتواصل معه حفاظاً على البلد ومصلحته ومستقبله، وعليها أن تدرك أن الثورات فعل سيرورة وصيرورة تاريخيتين، ترافقها إرادات حرة مسلحة بالوعي الثوري وفهم طبيعة الظروف الموضوعية والذاتية التي تحرك الثورات، وليس التسلح بشعارات تفتقد إلى أبسط مقومات نهوضها وتطبيقها في الواقع.
إن سوريا رغم كل ما تريده المعارضة منها، فهي دولة قدم نظامها الكثير من الخير للبلد، رغم كل التحديات التي تعرض ولم يزل يتعرض لها من الخارج. وهذا يدفعني للقول أخيراً: إن ما يتعرض له النظام في سورية اليوم من عداء أعلنته كل قوى الشر عالمياً وعربياً وداخلياً، ومن تجييش إعلامي غير مسبوق من قبل قنوات هذه القوى الشريرة للنيل منه، هو دليل قاطع على أن النظام أفضل بكثير من الأنظمة التي تدعي حرصها على الشعب السوري، في الوقت الذي تفتقد فيه أدنى معطيات المصداقية مع شعوبها.




http://www.azora-alfurat.com/ShowNews.php?id=9447
سامر غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-11-2011
  #2
أبو أنور
يارب لطفك الخفي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 3,299
معدل تقييم المستوى: 19
أبو أنور is on a distinguished road
افتراضي رد: المعارضة السورية إلى أين؟!. (ديرالزور أنموذجاً)

اللهم الطف بنا وببلدنا وسائر بلاد المسلمين
__________________
أبو أنور غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-06-2011
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,180
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: المعارضة السورية إلى أين؟!. (ديرالزور أنموذجاً)

اللهم امين اللهم امين
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-15-2018
  #4
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,180
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: المعارضة السورية إلى أين؟!. (ديرالزور أنموذجاً)

دير الزور اصبحت لعبة بيد كل عابث ومطية لكل من اراد اعتلائها
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
واشنطن مولت سرا المعارضة السورية عبدالقادر حمود القسم العام 0 04-18-2011 02:10 PM
التكايا في ديرالزور عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 1 10-14-2009 12:11 PM
صور لأمطار ديرالزور عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 4 09-24-2009 10:45 PM
أسواق رمضان في ديرالزور عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 1 09-05-2009 06:10 AM
الدعوة في ديرالزور محمّد راشد ركن وادي الفرات 9 03-01-2009 03:54 PM


الساعة الآن 09:15 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir