منتدى الإحسان

منتدى الإحسان (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=13)
-   -   حجة الإسلام الغزالي (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=1467)

عبدالقادر حمود 11-13-2008 12:35 PM

حجة الإسلام الغزالي
 
حجة الإسلام الغزالي


حياته – جهوده العلمية – النتقادات الموجهة إليه



أ – أبو ياسر الشامي




التمهيد:


عصر الإمـــام الغزالي رحمه الله.

ويشتمل على:
أولا: الحياة السياسية.
ثانيا: ظهور الباطنية والاحتلال الصليبي.
ثالثا: الصراع المذهبي.
رابعا: الحالة العلمية في عصر الغزالي.


التمهيد:


عصر الإمام الغزالي:

عاش الغزالي في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري، أي في العصر الذي يسميه المؤرخون: العصر العباسي الثالث، والواقع من سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، إلى أربع وسبعين وأربعمائة للهجرة [ 33-474هـ ] وفي الفترة التي تليها().

أولا: الحياة السياسية.

في هذا العصر ضعفت الخلافة العباسية، وكانت تتدرج نحو الهاوية نتيجة الصراع بين دولة بني بويه الباطنية، ودولة السلاجقة السنية وانتهى الصراع بانتصار السلاجقة ودخولهم بغداد وبسطهم سلطانهم على العراق وذلك قبل ولادة الغزالي بثلاث سنين، وكان ذلك بقيادة مؤسس دولتهم ركن الدين أبي طالب، المعروف بطغرل بك الذي مثل أمام الخليفة العباسي القائم بأمر الله فمنحه لقب السلطان.
وأصبحت السلطة الفعلية في يد السلاجقة، واقتصر أمر الخلافة العباسية على السلطة الروحية أو الظاهرية الشكلية(.






ثانيا: ظهور دعــوة الباطنية وانتشارهـا

وبدء الاحتلال الصليبي لبلاد المسلمين


وفي هذا العصر أيضاً انتشر دعاة الباطنية في غرب العالم الإسلامي وشرقه، و أخذوا يدعون إلى إسقاط الإمارات السنية وعلى رأسها الخلافة العباسية، وقد استطاعوا إفساد عقائد الأمة وإثارة الفتن والقلاقل، ومضوا يغتالون الشخصيات السنية المعادية لهم، فقتلوا مئات القادة من الوزراء والعلماء والسلاطين.
وممن ذهب ضحية هذا الغدر الباطني الوزير نظام الملك السلجوقي الذي قتل سنة 485هـ، والوزير فخر الملك الذي قتل سنة 500هـ (.
وحينما كان الباطنية يعيثون في الأرض فساداً يقتلون أركان دولة الإسلام من علماء وأمراء وصلحاء، كانت الحملات الصليبية تنشر وباءها في بلاد الإسلام، وكأنما كان الفريقان على ميعاد(.




ثالثا: الصراع المذهبي
وفي هذا العصر انتشر مذهبان كبيران كان لهما دور كبير في النهضة الثقافية والعلمية.
المذهب الحنبلي الذي أنتج علماء مخلصين ودعاة عاملين، اشتهروا بحماسهم واجتهادهم في جذب جماهير العامة إلى صفوفهم، كما اشتهروا بقدرتهم على إثارة المعارضة أمام الاتجاهات والعناصر التي لا يرضون عنهم متحملين في ذلك ألواناً قاسية من الاضطهاد والأذى.
و إلى جانبهم قام الأشاعرة الشافعية الذين اشتهروا بثقافتهم العميقة وقدرتهم على مواجهة تيار الفلسفة والعقائد الباطنية، وقد أنجبوا في هذه الفترة علماء أفذاذاً كالجويني والغزالي و إلكيا الهراسي.
ومنذ النصف الثاني للقرن الخامس الهجري دخل أشياع هذين المذهبين في صراع مذهبي استنفد جهود الجميع في ميادين لا طائل تحتها، قسم الأمة إلى فرق متناحرة متنافرة، ودحر قضاياها الرئيسية إلى هوامش اهتمامات هذه المذاهب والفرق

عبدالقادر حمود 11-13-2008 12:40 PM

رد: حجة الإسلام الغزالي
 
وقد تحول هذا الصراع المذهبي إلى فتنة دفعت الأمة ثمنها ضحايا بشرية كثيرة وخسراناً فكرياً وروحياً ومادياً كبيراً




رابعا: الحالة العلمية.
مع كل ما ذكرناه سابقاً، كانت هذه الحقبة الزمنية تتسم بنهضة علمية شاملة، فازدهرت فيها الدراسات الإسلامية في التفسير والحديث والأصول والفقه والفلسفة والمنطق بفضل تلاقي حضارات الأمم المختلفة.
ولقد كانت للسلاجقة دوراً كبيراً في هذه النهضة - إضافة لدورهم التاريخي في مقاومة الغزو الصليبي والتصدي للخطر الباطني – فقد قاموا بإنشاء المدارس ودور العلم في كل مكان وصل إليه سلطانهم، كما اعتنوا بالمدرسين والباحثين عناية فائقة وأجزلوا لهم الأعطيات، وكانوا يرون أن العلم من أهم الأسلحة التي تتسلح بها الأمة لتصد أي عدوان يأتيها من الكائدين لها والطاغين عليها.
وقد كان الفضل الأكبر في ذلك للوزير السلجوقي نظام الملك الذي أسس المدارس النظامية في أنحاء العالم الإسلامي

في هذا العصر المليء بالأحداث ولد الغزالي ونشأ وترعرع ولما اشتد عوده عزم على أن يشق له طريقاً وسط هذه الأحداث، ويترك بصماته العلمية في حياة الناس.

المبحث الأول
حياة الإمام الغزالي الشخصية
وفيه مطلبان:
المطلب الأول: اسمه ونسبه وأصله وأسرته وبلدته
المطلب الثاني: نشأته – طلبه – تحصيله.

المبحث الأول: حياة الإمام الغزالي الشخصية:
المطلب الأول: اسمه ونسبه وأصله وأسرته وبلدته:
أولاً: اسمه ولقبه:
هو أبو حامد، حجة الإسلام، زين الدين محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الغزالي الشافعي([1]).
سمي بـ ( الغَزَّالي) لأن أباه كان غزَّالاً يغزل الصوف، وقيل لأن أصله من قرية (غزالة) من قرى طوس فيكون (الغزالي) بتخفيف الزاي.
ثانياً: مولده ووفاته وبلدته:

ولد الغزالي في الطابران سنة 450هـ الموافق لـ 1058م، وتوفي فيها سنة 505هـ الموافق لـ 1111م .
والطابران إحدى بلدتي طوس، وفي مدينة طوس يوجد قبر هارون الرشيد وقبر الإمام علي الرضا، وفي سنة 617هـ، دمرتها جحافل المغول تدميراً كاملاً لم تنهض منه، وبنيت فيما بعد على مقربة منها مدينة ( المشهد ) وذلك في القرنالثامن الهجري، وتحيط بمدينة المشهد قبور كثيرة منها قبر الغزالي وقبر الرشيد وقبر الإمام الرضا
ثالثاً: أصل الغزالي.
اختلف الباحثون في أصل الغزالي أعربي أم فارسي؟ فهناك من ذهب على أنه من سلالة العرب الذين دخلوا بلاد فارس منذ بداية الفتح الإسلامي، ومن الباحثين من ذهب إلى أنه من أصل فارسي
وأقول: و هذا لا يزيد في مكانة إمامنا الغزالي ما دام أنه نشأ مسلماً وتكلم العربية وخدم لغة القرآن وشريعة الإسلام، إذ إن إثبات العربية
لأصله لن يضيف له مجداً في مجتمع شعاره: (( لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى))
و(( ومن أبطأ به عمله، لم يسرع به نسبه ))
رابعاً: أسرة الغزالي:
1)- أبوه: كان رجلاً فقيراً، صالحاً، يغزل الصوف ويبيعه في دكانه بطوس، فيأكل من كسب يده، وكان يطوف على المتفقهة ويجالسهم، ويتوفر على خدمتهم، ويجد في الإحسان إليهم، والنفقة بما يمكنه، وكان إذا سمع كلامهم بكى وتضرع إلى الله أن يرزقه ابناً ويجعله فقيهاً، ويحضر مجالس الوعظ، فإذا طاب وقته بكى، وسأل الله أن يرزقه ابناً واعظاً، فاستجاب الله دعوته، فرزقه بأبي حامد الذي صار أفقه أهل زمانه وبأخيه أحمد الذي صار واعظاً مؤثراً .


ولما حضرته الوفاة وابناه صغيران أوصى بهما إلى صديق له من أهل الخير، وقال له: إن لي لتأسفاً عظيماً على تعلم الخط و أشتهي استدراك ما فاتني في ولدي هذين، فعلمهما، ولا عليك أن تنفق في ذلك جميع ما أخلفه لهما(





عبدالقادر حمود 11-13-2008 12:51 PM

رد: حجة الإسلام الغزالي
 
)- عمه: هو الشيخ أبو حامد أحمد بن محمد، الغزالي القديم الكبير، كان عالماً مقدماً مناظراً، ألف في الجدل والخلافيات ورؤوس المسائل توفي سنة 435هـ، قال ابن السبكي وقد وافق هذا الشيخ حجة الإسلام في النسبة الغريبة والكنية واسم الأب، ثم بلغني أنه عمه، فقيل لي: أخو أبيه، وقيل: عم أبيه أخو جده)
3)- أخوه: هو أبو الفتوح مجد الدين أحمد، كان واعظاً مليح الوعظ وكان من الفقهاء غير أنه مال إلى الوعظ فغلب عليه، ودرس بالمدرسة النظامية نيابة عن أخيه أبي حامد لما ترك التدريس زهادة فيه، طاف البلاد، وكان مائلاً إلى الانقطاع والعزلة، توفي بقزوين سنة 520هـ.
ومن مؤلفاته: الذخيرة في علم البصيرة - ومختصر الإحياء (






المطلب الثاني: ( نشأته – طلبه – تحصيله ):
مرَّت حياة الغزالي بعدة مراحل هي:

المرحلة الأولى: مرحلة تربيته الأولى على يد أحد المتصوفة.
المرحلة الثانية: دراسته وتلمذته على يد الإمام الجويني المجدد في المذهب الأشعري ( مضموناً ومنهجاً ).
المرحلة الثالثة: اتصاله بنظام الملك السلجوقي وتدرسيه في نظامية بغداد التي أنشأت خصيصاً للدفاع عن مذهب أهل السنة.
المرحلة الرابعة: خروجه من بغداد بعد الأزمة الروحية التي تعرض لها.
المرحلة الخامسة: عودته إلى التدريس في نيسابور حتى وفاته عــــام
( 505هـ - 1111م ).
أولاً: مرحلة تربيته على يد أحد المتصوفة ( بدايات طلبه العلم ):
لما حضرت والد الغزالي الوفاة وابناه صغيران أوصى بهما إلى صديق له متصوف من أهل الخير، وقال له: إن لي لتأسفاً عظيماً على تعلم الخط، وأشتهي استدراك ما فاتني في ولدي هذين فعلمهما, ولا عليك أن تنفق في ذلك جميع ما أخلفه لهما
ولما مات الأب أقبل الوصي على تعليمهما إلى أن فني ذلك النذر اليسير الذي خلفه لهما أبوهما، وتعذر على الوصي القيام بقوتهما فقال لهما: ( اعلما أني أنفقت عليكما ما كان لكما، وأنا رجل من الفقر والتجريد بحيث لا مال لي فأواسيكما به، و أصلح ما أرى لكما أن تلجآ إلى مدرسة – كأنكما من طلبة العلم – فيحصل لكما قوت يعينكما على
وقتكما، ففعلا ذلك، وكان الغزالي يحكي عن هذا ويقول: ( طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله ) (
ثم إن الغزالي قرأ طرفاً من الفقه ببلده على أبي حامد أحمد بن محمد الطوسي الراذكاني(
ودفعته همته العالية إلى طلب العلم في آفاق أوسع فسافر إلى جرجان، وهناك تتلمذ على أبي القاسم إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي وعلق عنه (التعليقة) ثم عاد إلى طوس وفي طريق العودة قطع عليه الطريق.
يقول الإمام أسعد الميهني: فسمعته يقول: قطعت علينا الطريق وأخذ العيارون جميع ما معي ومضوا، فتبعتهم، فالتفت إلى مقدمهم وقال: ارجع ويحك وإلا هلكت.
فقلت له: أسألك بالذي ترجو السلامة منه أن ترد علي تعليقتي فقط، فما هي بشيء تنتفعون به؟ .
فقال لي : وما هي تعليقتك ؟
فقلت: كتب في تلك المخلاة، هاجرت لسماعها وكتابتها ومعرفة علمها، فضحك وقال: كيف تدعي أنك عرفت علمها، وقد أخذناها منك فتجردت من معرفتها، وبقيت بلا علم، ثم أمر بعض أصحابه فسلم إلى المخلاة.
قال الغزالي: فقلت هذا مستنطق أنطقه الله ليرشدني به في أمري، فلما وافيت طوس، أقبلت على الاشتغال ثلاث سنين، حتى حفظت جميع ما علقته، وصرت بحيث لو قطع علي الطريق لم أتجرد من علمي
ثانياً: مرحلة تلمذته على الإمام الجويني مجدد المذهب الأشعري:
ولم تقف طموحات الغزالي العملية، عندما حصله، فسافر إلى نيسابور، وهناك تتلمذ على إمام الحرمين الجويني ولازمه، وجد واجتهد حتى برع في المذهب والخلاف والجدل، والأصلين والمنطق وقرأ الحكمة والفلسفة، و أحكم كل ذلك، وفهم كلام أرباب هذه العلوم، وصنف في كل فن من هذه العلوم كتباً أحسن تأليفها وأجاد وضعها.
قال إمام الحرمين يصف تلامذته: ( الغزالي بحر مغدق، وإلكيا أسد مخرق، والخوافي نار تحرق ).
واستمر الغزالي ملازماً لإمام الحرمين حتى مات سنة 478هـ
يقول الدكتور ماجد عرسان الكيلاني: ( والتحاق الغزالي بإمام الحرمين لا يمكن فصله عن طبيعة الغزالي نفسه وعن التيارات الفكرية آنذاك، فإمام الحرمين أشعري شافعي، والأشاعرة كانوا يتصدرون الاتجاهات الفكرية، ولذلك كانوا أكثر جاذبية لنفس الغزالي الشاب، ولعقله المتطلع إلى المعرفة والانتماء ) (

ثالثاً: اتصاله بنظام الملك السلجوقي وتدريسه في نظامية بغداد التي أنشأت خصيصاً للدفاع عن مذهب أهل السنة:
لما مات إمام الحرمين رحمه الله خرج الغزالي إلى المعسكر قاصداً للوزير نظام الملك، إذ كان مجلسه مجمع أهل العلم، فناظر الأئمة في مجلسه وقهر الخصوم وظهر عليهم، فاعترفوا بفضله وتلقاه الصاحب بالعظيم، وولاه تدريس مدرسته ببغداد فقدم بغداد سنة 484 ودرس بالنظامية فأعجب الخلق علمه وكماله وفضله
وفي بغداد انصرف إلى دراسة الفلسفة دراسة عميقة، فطالع كتب الفارابي وابن سينا بصورة خاصة، وألف على إثر ذلك كتابه (مقاصد الفلاسفة) ، الذي يدل على إطلاعه وسعة علمه بالفلسفة ثم صنف بعد ذلك كتابه (تهافت الفلاسفة) فأبطل مذاهبهم.
وصنف في هذه الفترة أيضاً كتباً في شتى الفنون، فصنف في الأصول والفقه والخلاف.
رابعاً: مرحلة خروجه من بغداد بعد أزمته الروحية التي تعرض لها (488هـ).
ثم إن الغزالي بعدما علا صيته في بغداد وبزَّ الأقران وصار مطمع طلاب العلم، وملجأ أهل السنة في رد ضلالات الفلاسفة الباطنية، عزف عن الدنيا وأبهتها وخرج من بغداد سنة 488هـ إلى الحج بعد أن استناب أخاه في التدريس .
ثم دخل دمشق سنة 489هـ، فأقام بها أياماً، ومن ثم توجه إلى بيت المقدس فجاور به مدة، ثم عاد إلى دمشق واعتكف بالمنارة الغربية من الجامع،وبها كانت إقامته، فقام بالشام مدة، وهو معتكف على العبادة، وألف في هذه المرحلة (إحياء علوم الدين ) و(الأربعين في أصول الدين)
و أما مدة إقامته في دمشق فقد قال في المنقذ من الضلال: ( ثم دخلت الشام و أقمت فيها قريباً من سنتين )
ثم قال: ( ثم رحلت منها إلى بيت المقدس، أدخل كل يوم الصخرة وأغلق بابها على نفسي )
ثم يقول: ( ودمت على ذلك مقدار عشر سنين )
أي متنقلاً بين دمشق والقدس والحجاز ومصر والإسكندرية وغيرها.
@ ثم ترك الغزالي دمشق و أخذ يجول في البلاد، فقصد مصر و أقام بالإسكندرية مدة، واصل بعدها تجواله.
@ والتقى الغزالي في دمشق الفقيه نصر ابن إبراهيم المقدسي سنة 489هـ و أخذ عنه


.................................................. .........

يتبع ان شاء الله مع عودة الغزالي من عزلته حتى وفاته


عبدالقادر حمود 11-16-2008 06:48 PM

رد: حجة الإسلام الغزالي
 
خامساً: عودة الغزالي من عزلته حتى وفاته:
وبعد عودته من دمشق اتجه إلى بغداد وعقد بها مجلس الوعظ وحدث بكتاب الإحياء، ثم رجع إلى مدينة طوس ولازم بيته
قال في المنقذ من الضلال: ( ثم جذبتني الهمم، ودعوات الأطفال إلى الوطن، فعاودته بعد أن كنت أبعد الخلق إليه فآثرت العزلة به أيضاً حرصاً على الخلوة، وتصفية القلب للذكر ) (
@ ثم إن الوزير فخر الدين بن نظام الملك حضر إليه وطلب منه أن يدرس في نظامية نيسابور و ألح عليه حتى استجاب له، و أقام في التدريس مدة حتى اغتيل فخر الدين رحمه الله بيد باطني سنة (500)، فاعتزل الغزالي التدريس، و أقام في بلده طوس وبنى مدرسة وزاوية بجوار بيته، وعكف على التعليم والتربية (، ولما استوزر السلطان محمد بن ملك شاه أحمد بن نظام الملك سنة (500هـ )، طلب الوزير من الغزالي الرجوع إلى بغداد وكان محله في المدرسة النظامية لم يسده من يماثل الغزالي وكتب الوزير قوام الدين بن نظام الملك، رسالة للغزالي يبين فيها حرص الخليفة على رجوع الغزالي إليها، ولكنه اعتذر.

وبقي في طوس يدرس ويفيد ويربي الطالبين (
و ألف في هذه المرحلة كتابه المستصفى سنة (504هـ ) .
@ وكان الغزالي لم يتفرغ لدراسة الحديث فأقبل عليه في آخر حياته واستدعى أبا الفتيان، عمر بن أبي الحسن الرواسي الحافظ الطوسي، و أكرمه وسمع عليه صحيحي البخاري ومسلم (
قال عبد القاهر الفارسي: ( وكانت خاتمة أمره إقباله على حديث المصطفى ومجالسة أهله، ومطالعة الصحيحين البخاري ومسلم اللذين هما حجة الإسلام ) (
وممن سمع الغزالي عنهم الحديث: أبو سهل محمد بن عبد الله الحفصي، سمع منه صحيح البخاري (
والحاكم أبو الفتح الحاكمي الطوسي سمع منه سنن أبي داود (
وقرأ صحيح البخاري ومسلم على عمر بن عبد الكريم ابن سعدويه (
وسمع من أبي عبد محمد بن أحمد الخواري، كتاب ( مولد النبي، كما سمع من محمد بن يحيى بن محمد الزوزني
وفاة الغزالي: وفي آخر أيامه رحمه الله وزع أوقاته بين ختم قرآن ومجالسة أهل القلوب، والعقود للتدريس، بحيث لا تخلو لحظة من لحظاته ولحظات من معه عن فائدة ، حتى وافته المنية حيث انتقل الغزالي إلى رحمته

تعالى يوم الإثنين الرابع عشر من جمادى الآخرة سنة خمس وخمسمائة، ودفن بظاهر قصبة طابران .
وقد حكى ابن الجوزي عن أخيه أحمد في قصة وفاته:
قال: ( لما كان يوم الإثنين وقت الصبح، توضأ أخي وصلى وقال: علي بالكفن فأخذه وقبله ووضعه على عينيه وقال سمعاً وطاعة للدخول على الملك، ثم مد رجليه، واستقبل القبلة، وانتقل إلى رضوان الله تعالى )




المبحث الثاني:


حياة الإمام الغزالي العلمية والعملية:


ويحتوي على المطالب التالية:


المطلب الأول: العلوم التي برع فيها الغزالي.


المطلب الثاني: موقفه من الفلاسفة والباطنية.

المطلب الثالث: شيوخه وتلامذته.

المطلب الرابع: مؤلفاته، ومؤلفات كتب عنه.

المطلب الخامس: ثناء العلماء عليه.

المبحث الثاني: حياة الإمام الغزالي العلمية والعملية:
المطلب الأول: العلوم التي برع فيها الغزالي


عبدالقادر حمود 11-16-2008 06:49 PM

رد: حجة الإسلام الغزالي
 
الغزالي رحمه الله موسوعة عصره فلم يترك علماً من العلوم إلا واشتغل فيه، بل وبرع فيه حتى وازى أرباب هذا العلم وفاقهم وكان منهجه يستند إلى الشك العلمي، فيبدأ في دراسته لأي علم بعدة تساؤلات، ثم يدخل في غمار هذا العلم ويتعمق فيه تعمق الخبير المتبصر، ثم يؤلف فيه ذاكراً ماله وما عليه، ويخرج لنا بنظرة مستقلة عن هذا العلم، فهو لا يقبل التقليد ويتمرد عليه وفيما يلي أذكر بعض العلوم التي برع فيها الغزالي على وجه الاختصار:
أولاً: علم الكلام : درس الغزالي علم الكلام على أستاذه المجدد في المذهب الأشعري إمام الحرمين الجويني ولكنه لم يقلده فيما أخذ منه بل
تعمق في مذهب الأشعري تعمقاً كبيراً حتى صار له نظرته المستقلة وافق الأشعري في بعض المسائل وخالفه في بعضها، كما أخذ ينتقد المتكلمين على مؤاخذتهم العوام بعلم الكلام وتكليفهم بمعرفة الدلائل الكلامية، والتقسيمات المرتبة، وأن من يجهل ذلك، ولم يعرف الله عن طريق الكلام والأدلة المحررة فهو ناقص في دينه أو شاك في يقينه (
قال الغزالي في كتابه فيصل التفرقة: ( ومن أشد الناس غلواً وإسرافاً، طائفة من المتكلمين كفروا عوام المسلمين، وزعموا أن من لا يعرف الكلام معرفتنا ولم يعرف العقائد الشرعية بأدلتنا التي قررناها فهو كافر فهؤلاء ضيقوا رحمه الله الواسعة على عباده أولاً، وجعلوا الجنة وقفاً على شرذمة يسيرة من المتكلمين، ثم جهلوا ما تواتر من السنة ثانياً، إذ ظهر في عصر رسول الله r وعصر الصحابة y حكمهم بإسلام طوائف من أجلاف العرب كانوا مشغولين بعبادة الوثن ولم يشتغلوا بعلم الدليل ولو اشتغلوا فيه لم يفهموه ومن ظن أن مدرك الإيمان الكلام والأدلة المجردة والتقسيمات المرتبة فقد بعد عن الإنصاف ، بل الإيمان نور يقذفه الله في قلوب عباده عطية وهدية من عنده )
كما انتقد المتعصبين من الأشاعرة الذين يعتبرون الخروج عن مذهب الأشعري كفراً أو زندقة وطالبهم بالدليل على ذلك .
يقول في فيصل التفرقة: ( إني رأيتك أيها الأخ المشفق، والصديق المتعصب، موغر الصدر، منقسم الفكر، لما قرع سمعك من طعن طائفة من
الحسَّد، على بعض كتبنا المصنفة في أسرار معاملات الدين، وزعم أن فيها ما يخالف مذهب الأصحاب المتقدمين، والمشايخ المتكلمين وأن العدول عن مذهب الأشعري، ولو في قيد شعرة كفر، ومباينته ولو في نزر، ضلال وخسر ) (
ثم قال: ( خاطب نفسك وصاحبك وطالبه بحد الكفر، فإن زعم أن حد الكفر ما يخالف مذهب الأشعري، أو مذهب المعتزلي، أو مذهب الحنبلي، أو غيره، فاعلم أنه غرٌّ بليد، قد قيَّده التقليد فهو أعمى من العميان، فلا تضيع بإصلاحه الزمان )
ومع كثرة الأيام وكثرة التجارب العلمية ازداد الغزالي اقتناعاً بأن أسلوب القرآن في الإقناع أبلغ وأنفع و أعم وأشمل للطبقات والمستويات الفكرية المختلفة، , وأن علم الكلام علاج مؤقت ومختص بمن نشأ عنده شكوك وشبهات ولا حاجة للطبائع السليمة والعقول المستقيمة إليه (
يقول في إلجام العوام عن علم الكلام: ( فأدلة القرآن مثل الغذاء ينتفع به كل إنسان، وأدلة المتكلمين مثل الدواء، ينتفع به آحاد الناس ويستضر به الأكثرون، بل أدلة القرآن كالماء الذي ينتفع به الصبي الرضيع والرجل القوي، وسائر الأدلة كالأطعمة التي ينتفع بها الأقوياء مرة، ويمرضون بها أخرى، ولا ينتفع بها الصبيان أصلاً ) (. ...........................
يتبع مع الغزالي وعلم المنطق


أبو أنور 11-16-2008 06:53 PM

رد: حجة الإسلام الغزالي
 
نورالله قلبك كما نورت قلوبنا بحجة الاسلام رضي الله عنه وارضاه

عبدالقادر حمود 11-16-2008 07:00 PM

رد: حجة الإسلام الغزالي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انور (المشاركة 6799)
نورالله قلبك كما نورت قلوبنا بحجة الاسلام رضي الله عنه وارضاه

اللهم امين ولكم مثل ذلك ورحم الله الامام الغزالي ونفعنا بعلومه وبركاته اللهم ارض عنا بهم

عبدالقادر حمود 11-16-2008 07:05 PM

رد: حجة الإسلام الغزالي
 
الغزالي وعلم المنطق

درس الغزالي علم المنطق دراسة منهجية معمقة حتى فاق علماءه المؤسسين له، وقد بدأ الغزالي ناقداً للمنطق ثم أخذ بتجويزه، وجعله أداة إسلامية يستعان بها في الفقه والاجتهاد، وجعله علماً إسلامياً منهجاً ومصطلحاً وطبعه بسمات العقلية الإسلامية
وقد كتب الغزالي في المنطق كتباً كثيرة منها:
- معيار العلم.
- محل النظر في المنطق.
- القسطاس المستقيم.




ثالثاً: الغزالي وعلم الفقه:
كان الإمام الغزالي متبعاً لمذهب الإمام الشافعي في الفقه، وقد دافع عن تقديمه للشافعي على غيره من الأئمة في كتابه المنخول
ولكنه لم يكن متبعاً للشافعي بدون دليل فهو أحياناً يختار رأياً يخالف فيه ظاهر المذهب، وهذا يدل على أنه كان إذا ظهر له الدليل فهو معه سواء أكان مخالفاً للشافعي أو موافقاً له.

يقول الشيخ أبو زهرة: ( قد يقول القائل: إن الغزالي كان شافعياً وقد اختار أن يكتب فقه الشافعي ويدونه، أهو مقلد أم غير مقلد؟.
ونقول في الإجابة عن ذلك: ( إن الغزالي كان شافعي المذهب لاشك في ذلك، ولكن الفارق بينه وبين غيره أنه لم يقبل أقوال الشافعي إلا أنه قد ارتضى منهاجه، فقد ارتضى الأصول التي قررها، وصدقه في الروايات التي رواها، لأنه عدل ثقة، وارتضى منهاجه في الاستنباط، ووجد الأقيسة التي انتهى إليها صحيحة سليمة من كل الوجوه، فكان لابد أن يسلم معه بالنتائج التي وصل إليها، وبذلك لا يكون قد قبل بلا حجة، بل قبله بحجة ودليل )
وقد كتب الغزالي في آخر كتابه ( المستصفى ) فصلاً في ( وجوب الاجتهاد على المجتهد، وتحريم التقليد عليه ) فهو يشعر بأنه كان يذهب إلى ما ذهب إليه الشافعي عن اجتهاد واقتناع
وقد ألف الغزالي في المذهب الشافعي عدة كتب منها:
- البسيط في المذهب.
- والوسيط المحيط بآثار البسيط.
- والوجيز في الفقه.
- وخلاصة المختصر.
وتعد كتبه الفقهية الحلقة الوسطى في تطور التصنيف في المذهب الشافعي، فمن المعلوم أن كتب الشافعية عبارة عن حلقات متصلة:

أولها: كتب الشافعي وأصحابه كالمزني والبويطي.
والثانية: كتب إمام الحرمين الجويني وتلميذه الغزالي.
والثالثة: كتب الشيخين الرافعي والنووي.
والرابعة: كتب أصحاب الشروح والحواشي من المتأخرين
وقد سجل أبو جعفر الطرابلسي هذا المعنى بقوله:
هذب المذهب حبرٌ أحسن الله خلاصه.
ببسيط وسيــط ووجيز خلاصتـه
@ وفي فترة عزلة الغزالي، وهي الفترة التي ألف فيها الإحياء جاء بأسلوب جديد في الفقه خرج فيه عن الأسلوب التقليدي فقد مزج بين الفقه والسلوك في آن واحد، فالصلاة عنده ليست مجرد ركوع وسجود، ولكنها أيضاً خشوع بين يدي الله تعالى.
والمعاملات ليست مجرد بيع وشراء وربح ولكنها قضاء لحوائج المسلمين ونصح لهم.
وبهذا خطا الغزالي خطوة واسعة في كتابة الفقه بأسلوب جديد يستشعر القارئ معه النظرة الكلية للفقه الإسلامي تلك النظرة التي تتعامل مع الإنسان كله: جسماً وروحاً، عقلاً وفكراً
@ كما أن الغزالي خالف إمامه الشافعي في بعض المسائل في كتابه الإحياء:

فقد رجح مذهب مالك في أقسام المياه على مذهب الشافعي وأيده بثمانية أدلة
كما أنه رجح جواز بيع المعاطاة خلافاً للشافعي
رابعاً: الغزالي وعلم الأصول:
سأفرد له إن شاء الله بحثاً كاملاً.
خامساً: الغزالي والتصوف:
قال الغزالي في المنقذ: (ثم إني ، لما فرغت من هذه العلوم ، أقبلت بـهمتي علىطريق الصوفية وعلمت أنطريقتهم إنما تتم بعلم وعمل ؛ وكان حاصل علومهم قطع عقباتالنفس. والتنـزه عن أخلاقهاالمذمومة وصفاتها الخبيثة ، حتى يتوصل بـها إلى تخلية القلب عن غير الله تعالى وتحليته بذكر الله )
(وكان العلم أيسر عليّ من العمل. فابتدأت بتحصيل علمهم من مطالعةكتبهم مثل: (( قوت القلوب )) لأبي طالب المكي ( رحمه الله ) وكتب (( الحارث المحاسبي )) ، والمتفرقات المأثورة عن ((الجنيد)) و (( الشبلي )) و (( أبي يزيد البسطامي )) [ قدس الله أرواحهم ] ، وغيرهم منالمشايخ ؛ حتى اطلعت على كنه مقاصدهم العلمية ، وحصلت ما يمكن أن يحصل من طريقهم بالتعلم والسماع. فظهر لي أن أخص خواصهم ، ما لا يمكن الوصول إليه بالتعلم بل بالذوق والحال وتبدل الصفات) .

وقال: (فعلمت يقيناً أنـهم أرباب الأحوال ، لا أصحاب الأقوال. وأن ما يمكن تحصيله بطريق العلم فقد حصلته ، ولم يبقَ إلا ما لا سبيل إليه بالسماع والتعلم ، بل بالذوق والسلوك.).
ويقول: (وكان قد ظهر عندي أنه لا مطمع لي في سعادةالآخرة إلا بالتقوى ،وكف النفس عن الهوى ، وأن رأس ذلك كله ، قطعُ علاقة القلب عنالدنيا بالتجافي عن دارالغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والإقبال بكُنه الهمة على الله تعالى. وأن ذلك لا يتم إلا بالإعراض عن الجاه والمال،والهرب منالشواغل والعلائق)

..............................

يتبع مع : موقفه من الفلاسفة والباطنية:





عبدالقادر حمود 11-18-2008 03:42 AM

رد: حجة الإسلام الغزالي
 
المطلب الثاني: موقفه من الفلاسفة والباطنية:
أولاً: موقفه من الفلسفة والفلاسفة:
لم يتهور الغزالي في الهجوم على الفلسفة، ولم يكن في نقده لها مقلداً لغيره ولا ضيق الفكر، إنه درس الفلسفة أولاً وكان يؤمن بأنه: ( لا يقف على فساد نوع من العلوم من لا يقف على منتهى ذلك العلم حتى يساوي أعلمهم في أصل ذلك العلم، ثم يزيد عليه ويجاوز درجته )
وبعد اطلاعه على علوم الفلاسفة وتعمقه بها ألف كتابه مقاصد الفلاسفة ذكر فيه المصطلحات والمباحث الفلسفية من غير تعليق أو نقد، وعرض الفلسفة كأحسن ما يعرفها رجال الفلسفة.

وبعد أن انتهى من هذا العمل شرع في عمله الثاني الذي استحق به أن يلقب حجة الإسلام وهو نقد الفلسفة والهجوم عليها فألف كتابه (تهافت الفلاسفة)
وبعد رحلته مع الفلسفة توصل إلى أن الفلسفة تحمل العقل أكثر مما يحتمل وتزج به إلى ما وراء حدود قدراته ولا سيما بصدد الوصول إلى كنه الحقائق الإلهية، ويثبت الغزالي ولاسيما بصدد الوصول أن الإسراف في جر العقل إلى متاهات ما وراء الطبيعة يوقع صاحبه لا محالة فيه قدر كبير من اللاعقلانية، إذ يتخلى العقل عنه، ويتركه وحيداً في بيداء الأخيلة التي يقيمها الوهم، ظناً منه بأنه إنما يبنيها ويقيمها على العقل ([2]).
ثانياً: موقف الغزالي من الفرق المنحرفة:
وقف الغزالي رحمه الله سداً منيعاً في وجه الباطنية وفرقها الضالة ورد على أباطيلها، ولم يتسرع بالرد عليهم بل درسهم دراسة وافية.
يقول في المنقذ من الضلال: (وكان قد نبغت نابغة التعليمية ، وشاع بني الخلق تحدثهم بمعرفة معنى الأمور من جهة الإمام المعصوم القائم بالحق ، فعنّ لي أن أبحث في مقالاتـهم ، لأطّلع على ما في كنانتهم. ثم اتفق أن ورد عليّ أمر جازم من حضرة الخلافة ، بتصنيف كتاب يكشف عن حقيقة مذهبهم. فلم يسعني مدافعته وصار ذلك مستحثاً من خارج ، ضميمة للباعث من الباطن ، فابتدأت بطلب كتبهم وجمع مقالاتـهم. وكذلك قد بلغني بعض كلماتـهم المستحدثة التي ولدتـها خواطر أهل


العصر ، لا على المنهاج المعهود من سلفهم. فجمعت تلك الكلمات ، ورتبتها ترتيباً محكماً مقارناً للتحقيق ، واستوفيت الجواب عنها)
ويقول: ( والمقصود أني قررت شبهتهم إلى أقصى الإمكان ثم أظهرت فسادها بغاية البرهان )
واقتنع بأنه: ( لا حاصل عند هؤلاء ولا طائل لكلامهم، ولولا سوء نصرة الصديق الجاهل، لما انتهت تلك البدعة مع ضعفها إلى هذه الدرجة )
ويقول في النهاية: (فهذه حقيقة حالهم فأخبرهم تَقْلُهم لما خبرناهم نفضنا اليد عنهم أيضاً )
وقد ألف الغزالي للرد على الباطنية كتاباً أسماه ( المستظهري ) وكان ذلك باقتراح الخليفة المستظهر بالله حين كان الغزالي يدرس في النظامية .
كما ألف كذلك: - قواصم الباطنية.
- فضائح الباطنية.





المطلب الثالث: شيوخه وتلامذته:
أولاً: شيوخه:
1- إمام الحرمين الجويني: هو أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني ت ( 478هـ ) نسبة إلى جوين بنواحي نيسابور، أحد كبار فقهاء الشافعية، ومجدد المذهب الأشعري مضموناً ومنهجاً، درس على أبيه أبي محمد الجويني وأتى على جميع مصنفاته ، وعندما توفي أبوه جلس مكانه في التدريس وكان عمره عشرين سنة ، ثم رحل إلى بغداد ثم مكة ودرَّس فيها، ثم عاد إلى نيسابور فبنى له نظام الملك المدرسة النظامية فيها من تصانيفه:
- الإرشاد إلى قواطع الأدلة في الاعتقاد.
- نهاية المطلب في دراسة المذهب.
- الأساليب في الاختلاف.
- البرهان والتحفة في أصول الفقه.
- الشامل والإرشاد في أصول الدين.
- الورقات في أصول الفقه.
- غياث الأمم في التياث الظلم.
- مغيث الخلق

2- أحمد بن محمد الطوسي الراذكاني: وهو أول مشايخ الغزالي في الفقه، تفقه عليه في طوس قبل رحلته إلى إمام الحرمين
3- أبو علي: الفضل بن محمد بن علي الفارمذي: من أهل طوس، وفارمذ إحدى قراها، شيخ خراسان في عصره، دخل نيسابور وصحب أبا القاسم القشيري، وأبا منصور التميمي وكان عالماً شافعياً عارفاً بمذاهب السلف ذا خبرة بمناهج الخلف، وهو شيخ الغزالي في التصوف .
سافر إلى عدة بلاد للوعظ والتذكير، توفي بطوس سنة 477هـ
4- أبو سهل محمد بن أحمد بن عبيد الله المروزي الحفصي:
راوي صحيح البخاري عن الكشميهني، وقد كان رجلاً مباركاً حدَّث صحيح البخاري في الناظمية وسمع منه عالمٌ لا يحصون وقد أكرمه نظام الملك و أجزل له الصلة، توفي سنة 465هـ
5- الشيخ أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي: ولد قبل سنة 410هـ شيخ المذهب الشافعي بالشام، تفقه على سليم الرازي وأقام ببيت المقدس مدة، ثم قدم دمشق فسكنها، وعظم شأنه في العبادة والزهد والصدق والورع والعلم والعمل، ولما قدم الغزالي دمشق اجتمع به واستفاد منه، وكان يكثر الجلوس في زاويته، وتفقه به جماعة من دمشق وغيرها توفي في دمشق سنة 490هـ .
من تصانيفه: التهذيب، كتاب التقريب، كتاب الكافي، كتاب الانتخاب، كتاب الحجة على تارك المحجة، مناقب الإمام الشافعي

.....................................









عبدالقادر حمود 11-18-2008 03:46 AM

رد: حجة الإسلام الغزالي
 
6- أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل بن أبي بكر الإسماعيلي الجرجاني :
من أهل بيت علم وفضل ورياسة بجرجان،كان صدراً وإماماً وفقيهاً شافعياً محدثاً وعالماً كبيراً، وواعظاً بليغاً كان يعرف الأدب وله يد في النظم والنثر، وكانت داره مجمعاً للعلماء، توفي بجرجان سنة 477هـ .
بعد أن عاش سبعين سنة
7- أبو الفتيان الرؤاسي: هو عمر بن عبد الكريم بن سعدويه الدهستاني، حافظ محدث، جامع مصنف، جوَّال، ولد بدهستان سنة 428هـ، وسمع من شيوخ كثيرين بعدة بلدان مثل: نيسابور ودمشق ومصر وحران، روى عنه أبو حامد الغزالي، والفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي وغيرها، توفي بسرخس سنة 503هـ
ثانياً: تلاميذه:

1- أبو الحسن، جمال الإسلام، علي بن المسلم السلمي الدمشقي الفرضي:
مفتي الشام في عصره، وهو أول من درَّس بالأمينية المنسوبة لأمين الدولة، وكذلك درس في الزاوية الغزالية في دمشق، تفقه على عبد الجبار المروزي ثم على نصر المقدسي وبرع في المذهب، ولزم الغزالي مدة مقامه في دمشق ودرس في حلقته، كان ثقة ثبتاً عالماً بالمذهب والفرائض ملازماً للتدريس والإفادة وحسن الأخلاق.
توفي في دمشق سنة 533هـ وهو ساجد في صلاة الفجر.
صنف في الفقه والتفسير ومن تصانيفه:
كتاب أحكام الخناثي
2- القاضي أبو بكر، محمد بن عبد الله محمد، المعروف بابن العربي الأندلسي الإشبيلي المالكي:
ولد سنة 468هـ بإشبيلية، وكان أبوه من كبار أصحاب ابن حزم الظاهري، بخلاف ابنه القاضي، رحل مع أبيه إلى المشرق لتلقي العلم هناك فدرس بالشام وبغداد ومكة ومصر على كبار علماء العصر ومنهم: الطرطوشي في الشام، والغزالي والشاشي في بغداد، وعندما عاد إلى إشبيلية أسندت إليه مناصب كبيرة حتى وصل إلى قاضي القضاة، توفي سنة 543هـ ودفن بمدينة فاس.
وقد بدا تأثره الكبير بالغزالي في كثير من علومه ومؤلفاته، كما في أخلاقه.

وكان لقاؤه الثاني مع الغزالي في موسم الحج سنة 489هـ وله مؤلفات كثيرة منها :
- عارضة الأحوذي في شرح سنن الترمذي .
- أحكام القرآن.
- المحصول في الأصول.
- الإنصاف في مسائل الاختلاف.
- ترتيب المسالك في شرح موطأ مالك.
- العواصم من القواصم.
- شرح الجامع الصحيح للبخاري
3- علي بن المطهر بن مكي الدينوري:
كان من تلاميذ الغزالي، وسمع الحديث من نصر بن البطر وطبقته، وروى عنه ابن عساكر. توفي في سنة 533هـ
4- أبو الفتح أحمد بن علي بن برهان المعروف بابن الحمامي:
تفقه على إلكيا الهراسي والغزالي والشاشي وبرع في المذهب والأصول حتى رجحوه على الشاشي، وكان ذكياً يضرب به المثل في حل الإشكال، يكاد لا يسمع شيئاًَ إلا حفظه. توفي سنة 518هـ
5- أبو منصور محمد أسعد بن محمد الطوسي:
من أهل نيسابور، تفقه بطوس على الغزالي، و بمرو على الإمام أبي بكر السمعاني

و بمروالروذ على الحسين بن مسعود والفرَّاء البغوي أتقن المذهب الشافعي والأصول والخلاف، وكان من أئمة الدين وأعلام الفقهاء المشهورين، توفي سنة 573هـ
6- القاضي أبو نصر أحمد بن عبد الله الخمقري:
تفقه على الغزالي بطوس، وعلى أسعد الميهني و أبي بكر السمعاني وفقهاء متعددين.
كان إماماً فاضلاً متفنناً مناظراً مبرزاً عالماً بالأدب واللغة توفي سنة 544هـ
7- الإمام أبو سعيد: محمد بن يحيى بن منصور النيسابوري:
كان إماماً بارعاً في الفقه والزهد متقناً متقدماً، ويعد من أشهر تلاميذ الغزالي وأكبرهم، وكان يقول: ( لا يعرف الغزالي وفضله إلا من بلغ الكمال في عقله ). توفي في سنة 548هـ.
ومن مصنفاته: المحيط في شرح الوسيط للغزالي في ثمانية مجلدات
8- أبو الفتح أحمد بن علي بن محمد بن بَرْهان: فقيه أصولي ولد سنة 479هـ كان حنبلي المذهب، ثم انتقل إلى المذهب الشافعي، وتفقه على الشاشي والغزالي وغيرهما. توفي سنة 518هـ .
ومن مؤلفـاتـه:
الأوسط، والوجيز، والوصول وفي أصول الفقه

........................................

يتبع مع ثناء العلماء عليه







عبدالقادر حمود 11-24-2008 11:09 AM

رد: حجة الإسلام الغزالي
 
المطلب الثالث: ثناء العلماء عليه:
أولاً: ثناء العلماء القدماء عليه:
قال شيخه إمام الحرمين: ( الغزالي بحر مغدق )
وقال تلميذه محمد بن يحيى: ( الغزالي هو الشافعي الثاني )
وقال معاصره عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي: ( أبو حامد الغزالي حجة الإسلام والمسلمين، إمام أئمة الدين، من لم تر العيون مثله لساناً وبياناً ونطقاً وخاطراً وذكاءً وطبعاً )

وقال أسعد الميهني : ( لا يصل إلى معرفة علم الغزالي وفضله إلا من بلغ أو كاد يبلغ الكمال في عقله )
وترجم له الذهبي فقال: ( الشيخ الإمام البحر، حجة الإسلام، أعجوبة الزمان، زين الدين أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الشافعي، الغزالي، صاحب التصانيف والذكاء المفرط )
وترجم له تاج الدين السبكي فقال: ( حجة الإسلام ومحجة الدين التي يتوصل بها إلى دار السلام، جامع أشتات العلوم، والمبرز في المنقول منها والمفهوم، جرت الأئمة قبله بشأو ولم تقع منه بالغاية، ولا وقف عند مطلب وراء مطلب لأصحاب النهاية والبداية )
وقال عنه ابن النجار: ( أبو حامد إمام الفقهاء على الإطلاق ورباني الأمة بالاتفاق، ومجتهد زمانه، وعين أوانه برع في المذهب والأصول والخلاف والجدل والمنطق وقرأ الحكمة والفلسفة، وفهم كلامهم وتصدى للرد عليهم، وكان شديد الذكاء، قوي الإدراك، ذا فطنة ثاقبة، وغوص على المعاني )
وقال ابن العماد الحنبلي في الشذرات: ( الإمام زين الدين حجة الإسلام، أبو حامد أحد الأعلام، صنف التصانيف مع التصون و الذكاء المفرط والاستبحار في العلم وبالجملة ما رأى الرجل مثل نفسه )
وقال عنه ابن كثير: ( كان من أذكياء العالم في كل ما يتكلم فيه )

قال أبو بكر بن العربي: ( رأيت الغزالي ببغداد يحضر درسه أربعمائة عمامة من أكابر الناس وأفاضلهم يأخذون عنه العلم )

ثانياً: ثناء العلماء المعاصرين عليه:
قال الإمام محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر: ( إذا ذكرت أسماء العلماء اتجه بك الفكر إلى ما امتازوا به من فروع العلم، وشعب المعرفة، فإذا ذكر ابن سينا أو الفارابي خطر بالبال فيلسوفان عظيمان من فلاسفة الإسلام, و إذا ذكر البخاري ومسلم و أحمد، خطر بالبال رجال لهم أقدارهم في الحفظ، والصدق والأمانة والدقة ومعرفة الرجال.....، أما إذا ذكر الغزالي فقد تشعبت النواحي ولم يخطر بالبال رجل واحد، بل خطر بالبال الغزالي الأصولي الحاذق الماهر، والغزالي الفقيه الحر، والغزالي المتكلم، إمام السنة وحامي حماها، والغزالي الاجتماعي، الخبير بأحوال العالم وخفيات الضمائر ومكنونات القلوب، والغزالي الفيلسوف، أو الذي ناهض الفلسفة، وكشف عما فيها، إنه يخطر بالبال رجل هو دائرة معارف عصره، رجل متعطش إلى معرفة كل شيء نهم إلى فروع المعرفة)
وقال العلامة الدكتور القرضاوي: ( ومهما يكن من الخلاف في منزلة الغزالي وأثره في الأمة الإسلامية بالإيجاب أو بالسلب، فإن التاريخ يذكر

أن جمهور المسلمين قد عرفوه بأنه حجة الإسلام ومجدد القرن الخامس، ومحي علوم الدين
وقال الدكتور سليمان الأشقر: ( وقد كثر مادحوه وناقدوه قديماً وحديثاً، والحق أنه بذكائه المفرط، وإيمانه الصادق إن شاء الله، ونفسه الحساسة، أمَدَّ المكتبة الإسلامية بمادة غزيرة في كل العلوم التي تطرق إليها، كالفقه وأصول الفقه وعلم طريق الآخرة، ورد على الفلاسفة، كالباطنية والملاحدة و الإمامية، والمعتزلة، وتقوى به علم أهل السنة، بما أمدهم به من حسن الاحتجاج، وقوة البيان )
وقال الأستاذ محمد حسن هيتو: ( إن الغزالي أمة لوحده في علومه، ومعارفه الشخصية )










عبدالقادر حمود 11-24-2008 11:11 AM

رد: حجة الإسلام الغزالي
 
المطلب الخامس: مؤلفات الغزالي:
قسم الدكتور عبد الرحمن بدوي كتب الغزالي إلى سبعة أقسام وهي:
1- الكتب المقطوع بصحة نسبتها إلى الغزالي.

2- كتب يدور الشك في صحة نسبتها إليه.
3- كتب من المرجح أنها ليست له.
4- كتب أفردت بعناوين مستقلة، وكتب وردت بعناوين متغيرة.
5- كتب منحولة.
6- كتب مجهولة الحقيقة.
7- مخطوطات موجودة ومنسوبة إلى الغزالي
وسأذكر بإيجاز كتب الغزالي المقطوع بصحة نسبتها إليه مرتبة حسب العلم الذي ألفت فيه مع ذكر المطبوع منها والمخطوط والمفقود:
1- في الفقه:
- البسيط في المذهب أو البسيط في الفروع وهو تصنيف في مذهب الشافعي وما يزال مخطوطاً .
- الوسيط في المذهب أو الوسيط المحيط بآثار البسيط وهو خلاصة البسيط ( مطبوع بتحقيق أحمد محمود إبراهيم ومحمد تامر، دار السـلام
/ القاهرة / 1997م )
- الوجيز في الفقه ( مطبوع بتحقيق علي معوض وعادل عبد الموجـود
/ دار الأرقم / 1997م ).
- خلاصة المختصر ونقاوة المعتصر ( مخطوط ) .
- غاية الغور في مسائل الدور / ألفه في المسألة السريجية على عدم وقوع الطلاق / (مخطوط ) .
- غور الدور في المسألة السريجية / رجع فيه عن رأيه السابق / مخطوط .

- الفتاوى ( مطبوع بتحقيق علي مصطفى الطسة – رسالة ماجسـتير
دار اليمامة / دمشق ).
- التعليقة في فروع المذهب.
2- في أصول الفقه:
- المنخول من تعليق الأصول ( مطبوع بتحقيق الأستاذ محمد حسن هيتو) وهو أول كتاب ألفه في الأصول / دار الفكر / دمشق / ط3 / 1999.
- تهذيب الأصول ( مفقود ) .
- شفاء الغليل في الشبه والمخيل ومسالك التعليل /مطبوع بتحقيق الدكتور حمد الكبيسي / رسالة دكتوراه في الأزهر / مطبعة الإرشاد / بغداد / 1971م .
-أساس القياس /مطبوع بتحقيق الدكتور فهد بن محمد السرحان / مكتبة العبيكان / الرياض / 1993م .
- المستصفى من علم الأصول / مطبوع بتحقيق الدكتور محمد سليمان الأشقر / مؤسسة الرسالة / بيروت / ط1 / 1997م .
- حقيقة القولين / يناقش فيه تعارض القولين لمجتهد واحد في مسألة ما ويرى فيه أن اختلاف العلماء رحمة ( مخطوط ) .
- كتاب في مسألة ( تصويب المجتهدين ) وقد وقع الدكتور بدوي في حيرة ، هل هو أحد كتبه الأصولية أم مجرد فصل من فصول أحد كتبه الأصولية ( مفقود ).
- المكنون في علم الأصول ( مفقود ).
- مفصل الخلاف في أصول الفقه ( مفقود ).
المأخذ في الخلافيات ( مفقود ).
3- في الفلسفة والمنطق والكلام والعقيدة:
- مقاصد الفلاسفة / محمود بيجو / دار التقوى / دمشق / ط1 / 2000م .
- تهافت الفلاسفة / محمود بيجو / دار التقوى / دمشق / ط1 / 2000م .
- المنقذ من الضلال / د . جميل صليبا و د. كامل عياد / دار الأندلس / بيروت / ط7 .
- الاقتصاد في الاعتقاد / علاء الدين الحموي / دار أفنان / دمشق .
- فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة / أحمد شوحان / مكتبة التراث / دير الزور / 1984م ).
- قواعد العقائد أو الرسالة القدسية في العقائد ( وهي قسم من الإحياء).
- كيمياء السعادة / أحمد شوحان / مكتبة التراث / 1994م.
- المقاصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى / محمود بيجو / مطبعة الصباح / دمشق /ط1 / 1999م .
- الأربعين في أصول الدين / محمود بيجو / دار البلخي / دمشق .
- معارج القدس في معرفة النفس ( قانون التأويل ) / محمد أبو العلا / مكتبة الجندي / القاهرة / 1968م.
- معيار العلم في فن المنطق / مكتبة الهلال / بيروت / 1993م .
- محك النظر في المنطق / رفيق العجم / دار الفكر اللبناني / بيروت / 1994م .
- القسطاس المستقيم / أحمد شوحان / مكتبة التراث / 1993م .
- إلجام العوام عن علم الكلام / أحمد شوحان / مكتبة التراث / 1994م.
- جواهر القرآن/ المركز العربي للكتاب / دمشق .
- وهناك من يشكك في نسبة بعضها إليه.
- القانون الكلي في التأويل / أحمد شوحان/ مكتبة التراث / 1993م .
- الدرج المرقوم بالجداول ( مفقود )
- المنتخل في علم الجدل ( لم أجده )
- الحكمة في مخلوقات الله/ رشيد ناجي الحسن / مطبعة اليمامة / حمص
4- في التصوف والأخلاق والتربية:
- إحياء علوم الدين / سيد عمران / دار الحديث / القاهرة 2004م .
- منهاج العابدين / عبد العزيز السيروان / مؤسسة السيروان /دمشق / 1996م .
- بداية الهداية / أحمد شوحان / مكتبة التراث / 1994م.
- ميزان العمل / د.سليمان دنيا / دار المعارف / القاهرة / 1964م.
- معراج السالكين/ دار الكتب العلمية / بيروت / 1986.
- أيها الولد / أحمد شوحان / مكتبة التراث / 1994م.
- التبر المسبوك في نصيحة الملوك / المركز الثقافي للبحوث /بيروت/ 1987م ).


عبدالقادر حمود 11-24-2008 11:15 AM

رد: حجة الإسلام الغزالي
 
5- في الأديان والفرق:

القول الجميل في الرد على من غير الإنجيل.
- الرد الجميل على الإلهية عيسى بصريح الإنجيل / محمد عبد الله الشرقاوي / دار الهداية / القاهرة / 1996م.
- مفصل الخلاف ( مفقود ).
- المستظهري ( فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية ) / د. عبد الرحمن بدوي / الدار القومية / القاهرة / 1964م.
- قواصم الباطنية ( مفقود ).
6- في التفسير :
- تفسير ياقوت التأويل في تفسير التنزيل ( مفقود ).
7- في علم الخلاف وطرق المناظرة:
- مآخذ الخلاف ( مفقود ).
- لباب النظر ( مفقود ).
- تحصين المآخذ ( مفقود ).
- المبادئ والغايات ( مفقود ).

8_ كتب عن الغزالي :
-الغزالي بين مادحيه وناقديه/ د. يوسف القرضاوي/ مؤسسة الرسالة / بيروت .
-الإمام الغزالي ( حجة الإسلام ومجدد المئة الخامسة ) / أ . صالح أحمد الشامي / دار القلم / دمشق / ط2 /2002م .
-الحقيقة في نظر الغزالي لسليمان دنيا / مكتبة الدراسات الفلسفية / دار المعارف / مصر .
- رجال الفكر والدعوة / أبو الحسن الندوي / مكتبة مصطفى الباز / الرياض .
- مع الغزالي في منقذه / أبو بكر عبد الرزاق / الدار القومية للطباعة والنشر / القاهرة .
- اللامعقول وفلسفة الغزالي / محي الدين عزوز / الدار العربية للكتاب / ليبيا / 1983.
- مؤلفات الغزالي / د . عبد الرحمن بدوي / دار القلم / بيروت .
- نظرات في فكر الغزالي / د. عامر النجار / شركة الصفا للطباعة والنشر .
- موقف الغزالي من الفلاسفة / موسى الزهراني / رسالة ماجستير / كلية دار العلوم / القاهرة / 2004م .
- الغزالي / لأحمد الشرباصي .
- الغزالي فقيهاً وفيلسوفاًً / حسين أمين .
- الإمام الغزالي وعلاقة اليقين بالعقل / محمد إبراهيم الفيومي.

الغزالي/ أحمد فريد الرفاعي.
- أبو حامد الغزالي حياته ومصنفاته / محمد رضا.
- في صحبة الغزالي/ أبي بكر عبد الرزاق.
- الأخلاق عند الغزالي/ زكي المبارك.
_ ما للغزالي وما عليه / حسن عبد اللطيف غرام.
- المذهب التربوي عند الغزالي/ فتحية حسن سليمان.
-اعترافات الغزالي / عبد الدايم البقري.
- سيرة الغزالي / عبد الكريم عثمان.
- الغزالي / د . محمد البهي .

المبحث الثالث: وقفة مع منتقدي الغزالي:
وفيه المطالب التالية :
المطلب الأول : نقد الطرطوشي له .
المطلب الثاني : نقد الحافظ تقي الدين ابن الصلاح.
المطلب الثالث : نقد أبي بكر بن العربي له .
المطلب الرابع : نقد كتاب الإحياء .
المطلب الخامس : الغزالي وعلم الحديث .
المطلب السادس : نقد سلبيته تجاه الأحداث الكبيرة.
المطلب السابع : الناقدون للغزالي من المعاصرين .

المبحث الثالث: وقفة مع منتقدي الغزالي:
المطلب الأول : نقد الطرطوشي له .
روى الذهبي عن محمد بن الوليد الطرطوشي في رسالة له إلى المظفر أنه قال عنه: ( أما أبو حامد فقد رأيته وكلمته، فرأيته جليلاً من أهل العلم واجتمع فيه العقل والفهم إلى أن قال : ثم بدا له البعد عن طريق العلماء، ودخل في غمار العمال، ثم تصوف وهجر العلوم وأهلها، ودخل في علوم الخواطر وأرباب القلوب ووساوس الشيطان، ثم شابها بآراء الفلاسفة ورموز الحلاج، وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين، ولقد كاد ينسلخ من الدين ) ([1]).
وقد رد الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي عن هذا الانتقاد فقال: ( إن اتهامه بأنه دخل في غمار العمال ....... ووساوس الشياطين ...... وشابها بآراء الفلاسفة ورموز الحلاج، كل هذا تعميم لا يستبين من ورائه أي مثال تفصيلي ينهض على صدق هذا الاتهام أو عدم صدقه .
فما التصوف المذموم الذي اتهم به؟ وما هي علوم الخواطر التي دخل فيها؟ وما في أمثلتها التفصيلية التي بوسعنا أن نضعها في ميزان الكتاب والسنة لنتبين أهي من الخواطر السيئة المبتدعة أم من العلوم والمعارف المستحسنة؟
وما في آراؤه التي استقاها من ضلالات الفلاسفة؟ وما هي الرموز التي نقلها وتبناها ودعا إليها من الحلاج؟ وقد علمنا كما علم الذهبي ونقله أن الغزالي كفر الحلاج بعباراته التي فاه بها مخالفاً للشرع وأيد قتله
كما أن مؤلفات الغزالي تنطق في تفاصيلها بنقيض هذه الادعاءات .
@ والعجيب أن الطرطوشي انتقد هجر الغزالي للتعليم في النظامية دون أن يشير إلى أنه قد عاد إليها بعد ذلك، متجاهلاً السبب الذي من أجله ترك التعليم والوظيفة إلى حين.
بل الأعجب من هذا أن الطرطوشي ينتقد الغزالي بهذه العموميات دون دليل، ولم ينتقده للعيوب الكبرى التي كان يعاني منها أيام تدريسه في النظامية و إقباله على مجد الأستاذية والتعليم، من التباهي على الآخرين بعلومه واستخفافه بهم، وقصده من أعمال التأليف والتدريس بلوغ المجد الدنيوي ومنافسة الأقران )
المطلب الثاني : نقد الحافظ تقي الدين ابن الصلاح :
انتقده لأنه صدر كتابه المستصفى بطائفة من مسائل المنطق اليوناني، ثم زعم أن العالم لا ثقة بعلمه إن لم يخضع علمه لمعايير هذا المنطق وأحكامه،
ومن ثم ألزم الناس بأن يجعلوا من تلك المعايير سلماً إلى بلوغ علومهم ومعارفهم
وقد ذكر الدكتور شامل شاهين في كتابه المنهجية المنطقية الأصولية عند الغزالي أن إدخال المنطق وتطعيمه وتطويعه في أصول الفقه، جاء متأخراً عند الإمام الغزالي، وذلك بعد بحث مستفيض، وبعد تجريد للقالب المنطقي عن معانيه اليونانية، وتطبيعه بالمعاني الإسلامية والذي نتج عنه تقوية الدليل العقلي والرأي والاجتهاد، والذي كان سبباً في القضاء على روح الانحراف والشطط في الاستنباط والمتتبع لمسارات الغزالي العلمية يجد أن غايته في ذلك هي ضبط الاستدلال وإعداد منهجية قوامها المزج المخصوص بين علمين أو أصلين يكفل للشريعة كمالها، ويحافظ على خصائص شموليتها، كما يعمل على تحصينها وإبراز صلاحيتها لمتطلبات الواقع وفقهه، معتمداً في ذلك على منهجية منطقية أصولية جعلت الأصول علماً كلياً معيارياً يصلح لكل معاني الفقه ومستجداته الإسلامية من فروع وتشعبات ومسائل حيوية وحياتية تفرضها قراءة الواقع







عبدالقادر حمود 11-24-2008 11:21 AM

رد: حجة الإسلام الغزالي
 
المطلب الثالث : نقد أبي بكر بن العربي له :
نقل الذهبي عن أبي بكر بن العربي قوله: ( شيخنا الغزالي بلع الفلاسفة، وأراد أن يتقيأهم فما استطاع )

ويقال في هذا الرد على هذا الكلام: إن الغزالي رد على الفلاسفة القائلين بالقدم النوعي للعالم ومزق دعواهم الزائفة ورد عليهم إنكارهم النشأة الثانية بعد الموت، كما رد عليهم إثبات التأثير الذاتي للأسباب ونسيانهم أن الذي قدم الأول فجعله سبباً و أخر الثاني فسماه مسبباً إنما هو الله، وانتصر في نهاية جولة علمية رائعة يشهد له بها اليوم العالم كله.
فإذا كان الانتصار لدين الله وعقائد الإسلام وتبديد الشبهات التي قد تتكاثر بفعل الزنادقة أو الفلاسفة التائهين، بين عقول الناس ونصوص الكتاب المبين يسمى ابتلاعاً لهؤلاء الفلاسفة أو الزنادقة إذن فرسول الله كان أول مبتلع للمشركين الذي طهر الله الجزيرة العربية به منهم

المطلب الرابع : نقد كتاب الإحياء :
انتقد الغزالي عدد من العلماء منهم المازري وابن الجوزي وابن تيمية عدة انتقادات لا مجال لذكرها هنا ولكن أجتزء من ذلك انتقادهم لكتابه الإحياء ومن جملة ما انتقد على كتابه الإحياء ما يلي:
أ- استشهاده بالأحاديث الضعيفة والموضوعة.
ب- وجود بعض الأحكام التي بنيت على هذه الأحاديث.
ج- ذكر كثير من القصص التي تحمل المبالغات في السلوك الصوفي .
د- الحديث عن الكشف والمكاشفة
وقد كتب الإمام ابن الجوزي كتابا أسماه ( إعلام الأحياء بأغلاط الإحياء)
يقول الدكتور القرضاوي: ( على أن أخطر ما يؤخذ على الغزالي بالنسبة – إلى التصوف هو قضية الكشف أوالمكاشفة التي يحصل الصوفي على علومها بعد الرياضة والتصفية الروحية وبعد الترقي في مدارج السالكين ومنازل السائرين، وقد صرح الغزالي أن علم المكاشفة مما لايجوز أن يودع في الكتب )
مع كل هذه الانتقادات الموجهة للإحياء أقول: ( خذ ما صفى ودع ما كدر ) فجمهرة العلماء عكفوا على الاستفادة من الخير الكبير الذي يفيض به هذا الكتاب، فهو في الحقيقة موسوعة علوم شتى ! فقد ضم في ثناياه على علم النفس والأخلاق والاجتماع والاقتصاد إلى جانب العلوم الإسلامية عقيدة وفقه، وتفسير وتصوف، وقد صاغ الغزالي منها جوانب و أركاناً متناسقة متماسكة لبنيان علمي واحد، أقام منه مجمعاً للحقائق الإسلامية الكاملة التي لا مزيد عليها
المطلب الخامس : الغزالي وعلم الحديث .
من أهم ما أخذ على الغزالي تقصيره في علم الحديث، وقد وصفه ابن الجوزي بأنه في الحديث ( حاطب ليل ) أي يأخذ كل ما يجده أمامه، دون تمحيص ولا انتقاء
ويرجع الدكتور القرضاوي هذا إلى أن المدرسة التي نشأ فيها الغزالي، وتكوَّنت في حلقاتها العلمية شخصيته العلمية – مدرسة إمام الحرمين خاصة – كان يغلب عليها الطابع العقلي الجدلي وكان أهم ما يدرس فيها
علم الكلام والأصول والفقه والمنطق والجدل ولم تكن لها عناية كافية بالحديث وعلومه، وقلما يسلم المرء من تأثير بيئته
غير أن الغزالي رحمه الله بعد عودته إلى بلده طوس عاد إلى دراسة الحديث كما ذكرت في ترجمته.
المطلب السادس : نقد سلبيته تجاه الأحداث الكبيرة.
من الانتقادات التي وجهت له سلبيته تجاه الأحداث الكبيرة والكوارث العظيمة التي مرت بالمسلمين في زمانه مثل احتلال الصليبيين لعدد من بلاد الإسلام ولاسيما بيت المقدس، الذي دخلوه غازين، و أسالوا فيه الدماء أنهاراً وقتلوا من أهله نحو ستين ألفاً، وتفكك الأمة أمام هذه الغارات الوحشية.
( وقد كان الغزو الصليبي لأنطاكية سنة 491هـ ودخولهم القدس 495هـ وكان الغزالي لا يزال في عزلته إذ لم يفارقها إلا في سنة 499هـ
ولقد عالج الدكتور ماجد عرسان الكيلاني هذه القضية وحللها تحليلاً علمياً فذكر: أن مفهوم الجهاد ليس دفاعاً عن أقوام و أوطان وممتلكات بل هو السبب الحقيقي لإخراج الأمة المسلمة إلى الوجود.
ومادام المجتمع الذي عاصره الغزالي قد توقف عن حمل هذه الرسالة وفسح للمنكر أن يشيع فيه واستساغت أذواقه هذا المنكر وانتهت قيادته إلى خليفة يعتبر فقدان ( حمامته البلقاء ) أهم من فقدان المقدسات والأوطان
ومن منظر أكياس القحف والرؤوس والشعور المقطعة بأسياف الصليبيين، وانتهت اهتمامات جماهيره عند الملبس والمأكل والمنكح، فإن أية دعوة للجهاد العسكري لن تكون ذات فائدة إلا إذا سبقه جهاد نفسي يبدل ما بأنفس القوم ويجعلهم يتذوقون معنى التضحية بالأنفس والأموال في سبيل الله .
إن الغزالي كان واعياً بمفهوم الجهاد الشامل والمراحل التي تطبق فيها مظاهره فالجهاد له مظاهر ثلاثة هي: الجهاد التربوي، والجهاد التنظيمي، والجهاد العسكري . فالدعوة إلى الجهاد العسكري وندب العامة له في أمة متوفاة يدور فيها ( الأفكار والأشخاص ) في فلك ( الأشياء ) ستكون بمثابة استثارة الأموات الذين في القبور ([1]).


المطلب السابع : الناقدون للغزالي من المعاصرين .
الناقدون للغزالي ليسوا فئة واحدة، بل هم مدارس شتى وطرائق قدداً، فمنهم من ينقده لأشعريته ومذهبه في تأويل الصفات ونحوها، وما بقي فيه من رواسب التأثر بالفلسفة ومنهم من ينقده لصوفيته، ومنهجه في نصر التصوف وتبنيه ومنهم من ينتقده لدعوته إلى إهمال الحياة المادية، وتقدم المجتمع استغراقاً في طلب السعادة الشخصية، وهو أثر من آثار تصوفه ومنهم من ينقده، لاستفادته من أفكار الآخرين دون أن ينسبها إليهم









عبدالقادر حمود 11-24-2008 11:23 AM

رد: حجة الإسلام الغزالي
 
ومنهم من ينقده لسلبيته أمام الأحداث الكبار المهددة لحياة الأمة من حوله
يقول الدكتور القرضاوي: ( ومهما يكن من الخلاف في منزلة الغزالي وأثره في الأمة الإسلامية بالإيجاب أو بالسلب، فإن التاريخ يذكر أن جمهور المسلمين قد عرفوه بأنه حجة الإسلام ومجدد القرن الخامس ومحيي علوم الدين )
ويقول الدكتور محمد سليمان الأشقر: ( وقد كثر مادحوه وناقدوه قديماً وحديثاً، والحق أنه بذكائه المفرط، وإيمانه الصادق إن شاء الله ونفسه الحساسة، أمدَّ المكتبة الإسلامية بمادة غزيرة في كل العلوم التي تطرق إليها، كالفقه وأصول الفقه وعلم طريق الآخرة ورد على الفلاسفة، والباطنية، والملاحدة، والإمامية وتقوى به أهل السنة، بما أمدهم به من حسن الاحتجاج وقوة البيان )



الساعة الآن 05:33 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى