منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   ركن وادي الفرات (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=79)
-   -   "المساكبة" عادة رمضانية توارثها أهل الشام منذ القدم. (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=6684)

عبدالقادر حمود 08-15-2011 05:55 PM

"المساكبة" عادة رمضانية توارثها أهل الشام منذ القدم.
 
"المُساكَبة" تقوي الألفة في رمضان


أحمد العلي

الأحد 31 تموز 2011

عادة تنم عن المحبة والترابط الاجتماعي، تحرص معظم العائلات الشامية المحافظة عليها، ويعد "شهر رمضان المبارك" من المواسم التي تنشط فيها هذه العادة التي تصبغ حياة الناس بالرحمة والألفة.


"المساكبة" عادة رمضانية توارثها أهل الشام منذ القدم.

موقع "eDamascus" وللوقوف على هذه العادة والحديث عنها ولنعرف أكثر عن عادات وتقاليد "الشام" الأصيلة، لنعط الوجه الحقيقي عن ضيافة وكرم "سورية" من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها والتي تغنى بها معظم الكتاب والشعراء.


http://esyria.sy/sites/images/damasc...8_10_06_19.jpg

يحدث موقعنا عن هذه العادة التي توارثها "أهل الشام" والأخص "أهل دمشق"، المؤرخ والباحث في جذور الشام "نصر الدين البحرة"، قائلاً: «تعد "المساكبة" من أسمى صور التكافل الاجتماعي، فكل طبق يبعث به الجار لجاره يحمل معه رسائل المحبة والإخاء والتعاون، فهي عادة اجتماعية واظبت عليها "عائلات الشام" والأخص "أهل دمشق"، فضلاً عن أنها تقدّم العون للأسر الفقيرة بطريقة تحفظ ماء الوجه وتتساوى فيها مائدة الفقير مع الغني، وهذا ما نلاحظه خصوصاً في"شهر رمضان المبارك" عندما تكون على سفرة الصائم أطباق مختلفة مما لذّ وطاب من الأطعمة والمأكولات والحلويات، مع أنها عادة قديمة قدم الآباء والأجداد إلا أنه لا يزال لها رونقها الخاص خصوصاً في "شهر رمضان" عندما تقف على عتبة باب بيتك عند قرب موعد
الإفطار فتشاهد أطفال الحي كل منهم يحمل طبقاً ويرسل به إلى جيرانه في مشهد يرسم لك مدى تمسك الناس في مجتمعنا بالقيم الأخلاقية الإسلامية الرفيعة، كالإخاء والترابط ».

لا تزال "المساكبة" تعطي صورة من صور التكافل الاجتماعي والتعاون والتآلف، كما أن مثل هذه العادات الايجابية في مجتمعنا إنما هي لتقوية مشاعر محبتنا لبعضنا.

http://esyria.sy/sites/images/damasc..._19.image1.jpg

يقول " تيسير الحفار-أبو محمد ربيح" أو هكذا عرّف عن نفسه، وهو أحد تجار "دمشق" بـسوق "مدحت باشا" وقد واظب على هذه العادة التي ورثها عن أبوه وجده: « "المساكبة" تتم بالمأكولات الفخمة، حيث يتم تبادل الأطعمة بين الجيران، فالجار قبل الدار، و"النبي صلى الله عليه وسلم" أوصانا بسابع جار، وحتى عندما نعزم على شواء اللحم، كنت أحرص على إطعام جيراننا، وتنشط هذه العادة خصوصاً في "رمضان" وهو شهر فضيلة وكرم وقد ربانا أجدادنا على هذه العادات وأن لا نمنع عن جيراننا كل ما نستمتع نحن به».

وأضاف "أبو محمد": «منذ القدم والناس تتسارع لعمل "سكبة رمضان" قبل إطلاق المدفع، ليتسنى لهم توزيع بعض
أو أغلب ما أعدّوا من طعام خصوصاً المأكولات الشعبية التي تشتهر خلال هذا الشهر الفضيل ولابد أن تخرج هذه الأطباق بمظهر لائق لأنها تعكس ما يعنيه أصحاب المنزل من نظافة وترتيب ونفس طيب في الطبخ».

طرحنا السؤال على المؤرخ التاريخي والأديب والموثق لتاريخ "دمشق" الأستاذ "محي الدين قرنفلة"، هل "المساكبة برمضان" واجب اجتماعي أم دافع شعوري؟ فأجابنا قائلاً: «من العادات والتقاليد المتوارثة في مجتمعنا منذ زمن بعيد خلال "شهر رمضان" "المساكبة" التي يوجد بها أصناف مختلفة ومتنوعة من الأطعمة والمأكولات والحلويات التي يتبادلها الجيران والأهل والأصدقاء فيما بينهم منذ اليوم الأول للصيام وحتى آخر يوم، حيث تمتلئ الحارات والطرقات بالصبية الأولاد والنساء والرجال، والكل يحمل في يديه ما لذ وطاب، البعض يأخذ المسألة من مأخذ أنه واجب من واجبات رمضان، والبعض يستحي رد الأطباق خالية، وآخرون قد يتباهون بما صنعوا من طعام، والبعض يعتبرون "المساكبة" صدقة وإحسان على الفقراء والمساكين».


http://esyria.sy/sites/images/damasc..._19.image2.jpg

وأضاف:«قد يكون السبب الذي يدعو الناس لتبادل "المساكبة" قديماً هو المودة والرحمة والتواصل كما أمرنا "رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم"، أما في أيامنا الحاضرة وما عليه حال الناس من تطور فقد اختلفت أنواع المأكولات، وكل يوم يظهر ما هو جديد فتجد الجميع قد أقبل عليه، لذا ترى كل ربة بيت تبادل جاراتها بما صنعته وقد تعلمته من كتاب أو برنامج شاهدته في الفضائيات، فتحب أن تريهم بالتجديد لديها أو مدى إتقانها لذلك العمل».


الساعة الآن 11:19 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى