منتديات البوحسن - مكتبتك الشخصية في المنزل

بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله ربّ العالمين, الذي تنزه عن الأشباه والنظائر وحارت دون إدراك جلاله الأحداق ودهشت في مجلى جماله النواظر....

اللّهمّ صل وسلم وبارك وأنعم وتكرم على حبيبنا ونبينا وقدوتنا ووسيلتنا إلى ربنّا سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد...

لم تعد لهفة الناس للقراءة كما كانت, خصوصا بعد عصر اللانترنت واللاتصال السريع, وليست ببعيدة تلك الفترة التي كانت فيها دور النشر تتسابق لنشر روايات الكتاب الكبار أمثال نجيب محفوظ والمنفلوطي والزيات وتوفيق الحكيم و...و...و...
فكثير يذكرون ماجدولين والعبرات والنظرات ومجلة الهلال والرسالة والروايات المترجمة لتشيخوف وديستوفسكي وتولستوي وألكسندر دوماس وهيجو وهمينغواي وغيرهم ممن كتبهم كانت تباع على الأرصفة, والرويات العاطفية وقصص أرسين لوبين التي كان الكثير من الناس ينتظرونها بشغف.
على الرغم من أني أعتبر قسما كبيرا من تلك الكتب مضيعة للوقت الثمين والذي يجدر بنا أن نستثمره مبتغين به التقرب من الله بعلم ينفعنا في الآخرة, إلا أني أؤيد القراءة مهما كانت –وفق الضوابط الشرعية- ولا أتصور أن يحيا الانسان بدون قراءة.

هذه المقدمة التي ربما جعلتك تمل غايتها أن أصل لنقطة مهمة وهي أن كل إنسان يجب أن يكون لديه مكتبة شخصية, أو على الأقل مكتبة منزلية بسيطة تبقيه قريبا من عتبات العلم حتى لا تأخذه الدنيا فيخرج عما أثر عن سيدنا النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "ليس منّا إلا عالم أو متعلم" لست عالما ولست متعلما إذا لست منهم.
وهذا لا يقتضي بالضرورة الكفر –حتى لا يسيء الناس فهمي-
المكتبة الشخصية ليست بالضرورة أن تكون كبيرة أو فيها كتب اختصاصية, لكن يلزم أن تكون متنوعة, سأضرب مثالا لمكتبة صغيرة بيتية فيها تنوع في العلوم من كل فن كتاب أو اثنين:
بالنسبة للكتب الشرعية
في الحديث هناك كتب كثيرة مؤلفة للعوام-وللمختصين كذلك-, منها رياض الصالحين والأذكار للنووي, منها اللؤلؤ والمرجان لما اتفق عليه الشيخان لفؤاد عبد الباقي, ومنها أربعين النووي وأربعين العجلوني وغيرها
أما في الفقه فيستحسن أن لكل شخص أن يحوي كتب المذهب الذي يلتزمه لكن بما أن أكثر العوام لا يلتزمون مذهبا معينا لذا فهم يفضلون كتاب الفقه على المذاهب الأربعة للجزيري, وللأسف هم عاجزون عن حل عباراته ولسنا هنا بصدد الحكم عليهم سواء أصابوا أم أخطئوا.
ولعل أفضل التفاسير المعاصرة المتداولة هو صفوة التفاسير للشيخ محمّد علي الصابوني حفظه الله.
في العقيدة هناك كتاب المعرفة للشيخ عبد الكريم الرفاعي, وشرح الطحاوية للغنيمي الدمشقي وشرح جوهرة التوحيد للباجوري الشافعي.

أما في الرقائق والأخلاق والتصوف فهناك كتاب حقائق عن التصوف للشيخ عبد القادر عيسى وشروح الحكم العطائية بشكل عام, ومنها شرح ابن عجيبة الحسني وشرح الشيخ زروق وشرح ابن عباد النفري وآخرها شرح الدكتور محمّد سعيد البوطي –سمعت أن الدكتور عمر عبد الكافي بصدد شرحها أيضا ولكن لم أتأكد بعد-
أما في اللغة العربية فلا تسل عن دواوين الشعر والمعلقات, وفي النحو شروح متن الآجرومية.
بالنسبة للسيرة فهناك نور اليقين في سيرة سيد المرسلين للخضري, وصور من حياة الصحابة لعبد الرّحمن رأفت باشا, ورجال حول الرسول لخالد محمّد خالد وغيرها كثير.

ولا تحزن يا أخي إن رأيت مكتبتك لا تزال صغيرة فهي ستنمو شيئا فشيئا, وإياك أن يميل قلبك إلى جمع الكتب دون قراءتها والانتفاع منها فيكون مثلك كمثل الحمار يحمل أسفارا, واعلم أن العلم روح تنفخ لا مسائل تنسخ..
وثق بأن الكتب بركة في البيت, حتى أن العلماء لهم سنن معينة في ترتيب الكتب, وهو مأثور عن الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان وابن الجزري الشافعي, فلا يوضع شيء فوق كتاب الله, ثم كتب التفسير ثم كتب الحديث وشروحه ثم المصطلح ثم الفقه وأصوله ثم العقائد ثم النحو واللغة وهكذا.
ولا ريب في أن الكتب بركة للبيت وأهل البيت, وفيها أنس للمستوحش, ونور للمسترشد, تكتحل بها عيونك وتملأ قبلك حكمة وإيمانا.

وختاما هذه صورة لجزء من مكتبتي الشخصية المتواضعة والتي أعتز بها كثيرا.

http://www.x66x.com/download/6994916c3882fa0a.gif