منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   القسم العام (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=27)
-   -   برهان غليون...والدور المطلوب من الدول العربية (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=6915)

عبدالقادر حمود 10-18-2011 06:47 PM

برهان غليون...والدور المطلوب من الدول العربية
 
برهان غليون...والدور المطلوب من الدول العربية
في حوار على شاشة تلفزيون lbc اللبناني اليوم (الاثنين 12-10-2011) بعد العصر، قال برهان غليون المفكر العلماني السوريّ المعروف، الذي صار رئيسا للجبهة المعبرة عن الثوار المعارضين للنظام السوري الحالي ما حاصله :"إننا نطلب من الدول العربية وجامعة الدول العربية، أن يتحركوا!! نطلب منهم أن يفعلوا أكثر من أن يطردوا الممثل للدولة السورية الحالية، وإن لم يفعلوا ما نريده منهم، فعليهم ألا يستغربوا عندما نستعين بالدول الغربية وتبادر لنصرة الشعب الذي يسفك به نظام بشار الأسد، ويصبح للغرب بعد ذلك حظوة ومكانة وحضورا أكثر في المنطقة".
هذه العبارة ليست عين اللفظ الذي تلفظ به د.برهان غليون، ولكن أرجو أن أكون تمكنت من التعبير عن المعنى الذي يريده، بل الذي صرح به.
وهذا برهان غليون هو الذي بَشَّرَ!! الشيخ البوطي الناسَ منذ أسابيع عديدة بأنه -أي برهان غليون- سيتم اختياره رئيسا مُعَبِّرا عن الحركة الثورية الحاضرة في سوريا، وسمّاه بالغليون وأطلق اسم الغلايين على الذين معه أو بعده. ويمكنكم الاستماع لخطبته فهي موجودة في موقع المعروف. وقال البوطي أهذا الغليون هو الذي تريدون أن يكون ممثلا لكم أيها المسلمون....الخ. وها قد تحقق قوله...!
لا نريد أن نقف عند الحد الذي وقف عنده الشيخ البوطي ، ولكن نريد أن ندعو الناس والمحللين إلى تناول الفكرة التي عبَّر عنها برهان غليون بتمعن وانتباه، وأن يلتفتوا إلى هذه الملاحظات الوجيزة بتمعن:

أولأً: الدول العربية، ومعها جامعة الدول العربية، نعرف جميعا أنها لا تملك لنفسها شرا ولا خيراً، ولا يمكنهم بقواهم الذاتية، من دون الاستناد على قوى غربية أو شرقية، أن يتخذوا موقفا صلبا واضحا من أي موقف مصيريّ، خصوصا إذا أريد لهذا الموقف أن يكون معبرا عن مصالح الناس، وأن يكون فيه مصادمة للدول الأخرى، اللهم إلا إن وجدوا لهم عونا من الغربي الأمريكي أو الأوروبيّ. وهذه مسلمات واقعية ، كانت معروفة نظريا قبل عقود، ولكنها أصبحت الآن في مرتبة الحسيات والمشاهدات.

ثانيا: الوضع الذي يسلكه ويريد أن يصل إليه برهان غليون يتطلب موقفا أعظم من قدر الدول العربية، كما قلنا، فهو إذن يريد أن يضعهم في موقف حرج جداً، أمام أنفسهم، وأمام شعوبهم، هذا لو فرضنا أنهم أحرار في اتخاذ مواقفهم، وإدارة شؤون بلادهم الخارجية والداخلية. وأن سلطتهم على دولهم تامة غير منقوصة، ولا مشروطة. فهذا الوضع الذي تنساق إليه الدول والشعوب العربية، يتطلب أن تكون الدول أعظم قدرا وسلطة ومكانة مما هي عليه الآن. فما ستكون الحال إذن عندما يوضعون في هذا المحك! لا يملكون إلا أن ينادوا الغربَ والمؤسسات الدولية المختلفة التي نحن –المسلمين والعرب- اعرف الناس بأدوارها في السياسات والمشاكل والمحن التي تواجه العرب والمسلمين، وليست مواقفهم من القضية الفلسطينية منذ نشأتها وحتى الآن منا ببعيدة، بل ما زلنا نسمع منهم حتى الآن تصريحات بأنهم ملتزمون بالحفاظ على الأمن الإسرائيلي، وأنهم سيقفون في وجه أي خطوة نحو الإعلان عن الدولة الفلسطينية ما لم تكن تحت رغبتهم ووفقا لتوجهاتهم وتبعا للزمان الذي يريدونه...الخ.

ثالثا: إذن العرب أعني الدول العربية، لن تستطيع أن تفعل شيئا بدون إذن الرؤساء الحقيقيين للعالم في الشرق والغرب، وهي إن فعلت فمن وراء إذن أولئك، وامتثالا لأمرهم، وتبعا لمشورتهم. والتصرف الفعلي والحقيقيّ سيكون إذن للسياسة والساسة الغربيين، في الشرق والغرب العربيّ.

رابعا: النتيجة الحتمية لذلك كله، أن العرب لن يستطيعوا الوقوف موقفا مشرفاً، يطلب منهم، لأنهم ليسوا على قدره، والغربُ سيقفون هذا الموقف يعد توزيع الأدوار بينهم كما هو معهود، منهم. وفي النهاية سيكون الاستحقاق وأخذ الثمار مستحقا لهم عن جدارة بعد تأسيسهم الدول الجديدة المطلوبة، وسيكون تعاون الدول الطارئة مسوّغا تماما –ولو ظاهراً- أمام الناس وأمام الممثلين لهذه الحراكات.
فهذا هو مآل الأمر الذي يشير إليه برهان غليون، أستاذ الجامعة العلماني الذي يعترف أنه لم يمارس السياسة ممارسة فعليا إلا منذ أربعة شهور أو يكاد، فأصبح له هذا الدور العظيم، والإجماع من الأطراف عليه.
هذه دعوة للتأمل. ولسنا مع سياسات الدول العربية القائمة، لا السياسات الداخلية، ولا السياسات الخارجية، فنحن من اعرف الناس بحقيقتها، ودورها الذي تمارسه منذ عقود كثيرة، ولكن العقل يطلب منا أن نتأمل في أفعالنا وأفعال البشر، وانفعالاتهم، فكل فعل بشريٍّ له غاية ودافع وداعية، وعلينا أن نحاول استكشاف هذه الدواعي والغايات، لكي لا نكون فاعلين لغايات غيرنا أو محققين لأغراضهم، ونحن نظنُّ أننا نفعل لمجدنا، ونضحي لبلدنا أو ديننا. ولا ينبغي أن يضحي العاقل بنفسه في سبيل ضعف وتعاون مع الغرب معلن يشرَّع له ويمهد له تمهيداً ، ويفتخر أصحابه به، بدل أن يكون الضعف والتعاون مستترا ينكره أصحابه ويتبرؤون منه.




للشيخ سعيد فودة

http://www.aslein.net/showthread.php?t=14647


الساعة الآن 12:14 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى