دخلت إمرأة من الانصار على ام المؤمنين عائشة قالت يا أماه دعيني
أنظر قبر رسول الله :124: فكشفت لها عائشة البردة التي كانت تستر القبر الشريف فلما نظرت إليه سقطت ميتة
وسمع عمر رضي الله عنه جارية من الانصار تنشد
على محمد صلاة الأبرار صلى عليه المصطفون الاخيار
ليت شعري والمنايا اطوار متى تجمعني وحبيبي الدار
فبكى عمر لنشيد الجارية وطلب منها تدعو له فقالت ولعمراغفر يا غفار

لقد إشتهر عن مالك بن أنس رحمه الله أنه كان يعظم رسول الله :124: وكل ما له صلة برسول الله :124: ..لما جاء الخليفة العباسي المهدي يزور المدينة المنورة وقبر رسول الله :124: ..قال له مالك إنك تدخل طيبة الطيبة فتمر بأولاد المهاجرين والأنصار فسلم عليهم وتواضع لهم فإنه ما على وجه الأرض قوم خير منهم ولا من المدينة قال المهدي وكيف ذلك يا إمام ...فقال مالك إن قبر رسول الله :124: عندنا ومن عندهم قبر رسول الله :124: ...ينبغي أن يعلم الناس فضلهم
كان الإمام مالك رحمه الله يمشي في المدينة المنورة حافيا بدون نعل وكان لايركب دابة ولما سئل عن السبب قال تربة ضمت رسول الله :124: ...كيف أطأ ...عليها بنعل أو حاف دابة
أتيتك زائرا ووددت أني جعلت سواد عيني أمتطيه
ومالي لا أسير على المآقي إلى قبر رسول الله فيه
ينبغي أن يبعث بالسلام إلى رسول الله :124: مع من أراد الحج فقد كان عمر بن عبد العزيز يوجه البريد من الشام إلى المدينة المنورة ويقول لحامل البريد قف أمام قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقل يارسول الله :124: السلام عليك من عمر بن عبد العزيز و كان عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما يبعث بالسلام إلى رسول الله :124: وإلى أبي بكر وعمر ..مع جند المدينة إذا كان في الجهاد
أخرج الامام أحمد في المسند أن والي المدينة المنورة مروان بن الحكم دخل مسجد رسول الله :124: فوجد رجلا واضعا وجهه على قبر رسول الله :124: وهو يبكي فقال مروان يا هذا أتدري ما تصنع . فرفع رأسه وقال نعم أدري ..وإذا به
أبو أيوب الأنصاري فاستحى منه ..مروان وخرج ..

فَنَقُومَ دُونَ القَبرِ وِقفَةَ خَاضِعٍ = مُتَذَلِّلٍ فِي السِّرِّ وَالإِعلاَنِ
فَكَأنَّهُ فِي القَبرِ حَيٌّ نَاطِقٌ = فَالوَاقِفُونَ نَوَاكِسُ الأذقَانِ
مَلَكَتهُمُ تِلكَ المَهَابَةُ فَاعتَرَت = تِلكَ القَوَائِمَ كَثرَةُ الرَّجفَانِ
وَتَفَجَّرَت تِلكَ العُيُونُ بِمَائِهَا = وَلَطَالَمَا غَاضَت عَلَى الأزمَانِ
وَأتَى المسَلِّمُ بِالسَّلاَمِ بِهَيبَةٍ = وَوَقَارِ ذِي عِلمٍ وَذِي إيمَانِ
لَم يَرقع الأصوَاتَ حَولَ ضَريحِهِ = كَلاَّ وَلم يَسجُد عَلَى الأذقَان
هَذِي زِيَارَةٌ مَن غَدا مُتَمَسِّكاً = بِشَرِيعَةِ الإِسلاَمِ والإِيمَانِ
مِن أفضَلِ الأعمَالِ هَاتِيكَ الزِّيَا = رَةُ وَهيَ يَومَ الحَشرِ فِي المِيزَانِ