منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   ركن بلاد الشام (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=22)
-   -   حلقات التدريس في الجامع الأموي (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=6653)

عبدالقادر حمود 08-07-2011 06:01 PM

حلقات التدريس في الجامع الأموي
 
حلقات التدريس في الجامع الأموي
د . قصي الحسين

تشبه مقصورة الجانب الشرقي، في الجامع الأموي مقصورة الجانب الغربي التي تحدثنا عنها في الحلقة السابقة . وهي عبارة عن زاوية محدقة بالأعواد المشربجة أيضاً وكأنها مقصورة صغيرة . وكان قد وضعها أحد الأمراء الترك، للصلاة فيها . وهي ملاصقة للجدار الشرقي . ويقول ابن جبير إنه يوجد في الجامع الأموي المكرم زوايا عدّة على هذا الترتيب، يتخذها الطلبة للنسخ والدرس، والانفراد عن ازدحام الناس . وقد دخلت من جملة مرافق الطلبة .

ويصف ابن جبير الجدران والأبواب في الجامع الأموي الكبير .

ويتحدث أيضاً عن النزهات والاجتماعات والاحتفالات التي كان يشهد عليها الجامع الأموي الكبير إذ يقول إن الناس “تراهم فيه ذاهبين وراجعين . من شرق إلى غرب، ومن باب جيرون إلى باب البريد . فمنهم من يتحدث مع صاحبه، ومنهم من يقرأ، ولا يزالون على هذه الحال من ذهاب ورجوع، إلى انقضاء صلاة العشاء الآخرة، ثم ينصرفون” . ويقول أيضاً: “ولبعضهم الغداة مثل ذلك، وأكثر الاحتفال إنما هو بالعشي . فيخيل لمبصر ذلك أنها ليلة سبع وعشرين من رمضان المعظم، لما يرى من احتفال الناس واجتماعهم” .

الصوامع والمحراب

ويقف ابن جبير أمام صوامع الجامع الأموي الكبير فيقول: “وللجامع ثلاث صوامع: واحدة في الجانب الغربي، وهي كالبرج المشيد، تحتوي على مساكن متسعة، وزوايا فسيحة، راجعة كلها إلى إغلاق . ويسكنها أقوام من الغرباء من أهل الخير . والبيت الأعلى منها، كان معتكف أبي حامد الغزالي (رحمه الله) ويسكنه اليوم الفقيه الزاهد أبو عبدالله بن سعيد، من أهل قلعة “يحصب” المنسوبة لهم . وهو قريب لبني سعيد المشتهرين بالدنيا وخدمتها . وثانية بالجانب الغربي على هذه الصفة، وثالثة بالجانب الشمالي على الباب المعروف بباب الناطفيين” .

ويتحدث ابن جبير عن زخارف الجدران وعن أقواس المحاريب وعن السويريات والشمسيات، فهي من أبدع ما أتت به يد الإنسان في ذلك الزمان . يقول ابن جبير: “وكان هذا الجامع المبارك، ظاهراً وباطناً، منزلاً كله بالفصوص المذهبة . مزخرفاً بأبدع زخارف البناء معجز الصنعة . فأدركه الحريق مرتين، فتهدّم وجدد، وذهب بأكثر رخامه . فاستحال رونقه . وأسلم ما فيه اليوم قبلته . مع القباب الثلاث المتصلة بها (أي بالقبلة)” .

القراءة الكوثرية

وفي رحلة ابن جبير أيضاً، تدوين لأنواع العبادات والصلوات، ووصف للمدارس والمدرسين والطلاب الذين كانوا يؤمون قاعات التعليم المتصلة بالجامع . وهو يتوقف عند الطرق الصوفية التي اتخذت في زواياه تكايا لها وقاعات تدريس . ونراه أيضاً يذكر وقف الجامع وقيام الخيرين عليه . ويصف الصبيان وقراءاتهم وجراياتهم كما يذكر الفقهاء والعلماء الذين كانوا يقصدون الجامع من أماكن بعيدة . نراه يقول: “وفي هذا الجامع المبارك، مجتمع عظيم كل يوم إثر صلاة الصبح، لقراءة سبع من القرآن الكريم دائماً . ومثله إثر صلاة العصر، لقراءة تسمى الكوثرية . يقرؤون فيها من سورة الكوثر إلى الخاتمة . ويحضر في هذا المجتمع الكوثري كل من لا يجيد حفظ القرآن . وللمجتمعين على ذلك إجراء كل يوم، يعيش منه أزيد من خمس مئة إنسان .

وعن حلقات التدريس في الجامع الأموي يقول ابن جبير: “إنه كان يتمّ “فيه حلقات للتدريس . للطلبة وللمدرسين فيها إجراء واسع . وللمالكية زاوية للتدريس في الجانب الغربي، يجتمع فيها الطلبة المغاربة . ولهم إجراء معلوم” . ويقول أيضاً: “ومرافق هذا الجامع المكرم للغرباء وأهل الطلب، كثيرة واسعة . وأغرب ما يحدث به أن سارية من سواريه، هي بين المقصورتين القديمة والحديثة، لها وقف معلوم يأخذه المستند إليها للمذاكرة والتدريس” .


الساعة الآن 07:34 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى