يا شامُ أهرَمَكِ الزمانُ وبؤسُهُ = فخُذي الشّبابَ مِن العروبِ الناهد ِ
إن كنتِ جاهلةً سلي مِصرَ التي = بُلَيت بآسادٍ لهُم وأساوِد ِ
أدمشقُ عاصمةُ البلادِ استَعصمي = باللهِ بَينَ دَسائسٍ ومكائد ِ
بيروتُ أُختُكِ يا دِمَشقُ فإنَّها = عرَبيَّةُ واللهُ أكبرُ شاهِد ِ
من غزَّةِ القصوى إلى يافا إِلى = حيفا إِلى عكاء صدقُ مَواعد
وكذاكَ من صورٍ إِلى صيدا إِلى = مرسى طرابلسٍ أعزُّ مقاَصد
تلكَ المدائنُ كلُّها عربيَّةٌ = في بؤسِ طارِفها ونعمِ التالد
شُلَّتِ أكفُّ الرومِ إن عَبثوا بها = لمزَاعمٍ ومآربٍ ومَفاسد
الشّامُ أختٌ للعراقِ وفيهما = نورُ العروبةِ للضّليلِ الناشد
أهلوُهما أبناءُ عمٍّ كلّهم = عرَبٌ بآدابٍ لهم وعوائد
والعلجُ يُفسدُ أو يُفرِّقُ بينَهم = ويقُولُ لي فضلُ المُعينِ الرافد
يا شامُ لا نعبَ الغُرابُ ولا رنت = عينٌ إِلى قفَصِ الهزارِ الغارد
فإذا ترنّمَ راثياً أو نائحاً = ما شدوهُ إِلا رَنينُ قصائدي
نادي مُعاويةَ الكبيرَ لعّلهُ = يأتي إليكِ على جناحِ المارد
فهو الذي سدَّ الثغورَ وصدَّهم = عَنها بكلّ مُغاوِرٍ ومُناجد
وبنى لها الأسطولَ فامتَنَعت بهِ = وسطا على أرضِ العدوّ الفاهد
الشامُ أرضٌ حرّةٌ عرَبيّةٌ = سُكّانها عَرَبٌ لملكٍ واحد

الشام أضحت أحوالها عجبا = في دهرنا والأمور أسباب
القطب فيها بالعشق مشتهر = لا يستحى والجنيد دباب

ليسيقكم يا جيرة الشام وابل = ركام وهل يسقي الغمام غمام