منتديات البوحسن - سنة لوفا وسنة الفيضة

"لوفة والفيضة".. عندما ارتفع منسوب الفرات

http://esyria.sy/sites/design/esyria_logo.gif
لمياء سليمان

الاثنين 23 نيسان 2012

ليست كل السنوات سواء في مرورها وتأثيرها على حياة الناس، ففي وادي الفرات وتحديداً في مدينة "الميادين" كان لبعض السنوات بصمتها في تاريخ المدينة بحيث ظل كبار السن يتحدثون عنها ويتناقلون أخبارها عاماً بعد آخر.
http://esyria.sy/sites/images/deiral...3_12_25_13.jpg

حول أهم تلك السنوات التي حفظتها الذاكرة الشعبية التقى eSyria السيد "محمد البسيس" وهو من سكان قرية "سعلو" التابعة لمنطقة الميادين، والذي أفادنا بالقول: «من أشهر السنوات التي مرت بالمنطقة بحيث استمر ذكرها على مدى العقود الماضية "سنة الجوع" إبان الحرب العالمية الأولى وفيها عمدت السلطات التركية إلى أخذ محاصيل القمح بالقوة ووضعها في المستودعات بحجة إرسالها للجنود المتواجدين على الجبهات في الحرب ما أدى إلى ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة بشكل كبير وتردت الأحوال الاقتصادية بحيث أدت إلى حدوث مجاعة كبيرة تبعها انتشار كبير للأوبئة ووفيات جماعية في مدينة "الميادين" فاشتهرت تلك السنة وأطلق عليها "سنة الجوع"».

ومن السنين المشهورة التي مرت على منطقة الميادين، وكان لها أثرها البالغ عليهم هي "سنة لوفة"، والتي تكلم عنها "البسيس" بالقول: «وهنالك أيضاً سنة مسماة سنة

http://esyria.sy/sites/images/deiral..._13.image1.jpg
صورة تبين نهر الفرات وهو في حالة الفيضان، وكيف يغمر الأراضي المجاورة لسريره.

"سنة لوفة" وهي في عام 1924 وفيها انخفضت درجات الحرارة بشكل كبير وتساقطت الثلوج في منطقة الميادين بالإضافة إلى هبوب رياح شديدة قلما تمر بالمنطقة مثلها، فقد اقتلعت الأشجار وخربت الزروع وأدت إلى نفوق أعداد كبيرة من المواشي وسميت "سنة لوفة " ويقال بالعامية "لافت كل شيء" أي أخذت كل شيء ».

ثم يتابع "البسيس" حديثه ليكلمنا عن سنة "الفيضة" إذ يقول : «ومن السنون التي يذكرها سكان الفرات "سنة الفيضة" وفيها ارتفع منسوب نهر الفرات إلى بضعة أمتار مما أدى إلى هدم العديد من القرى المنخفضة وتخريبها، بالإضافة إلى القضاء على الكثير من المزروعات وبالطبع الأضرار هنا شملت كل وادي الفرات وسنة "الفيضة" من السنوات المعروفة في المنطقة كلها».

وهناك بالإضافة لذلك سنوات أخرى شهيرة مثل "سنة الجراد النجدي" وعنها تحدث

http://esyria.sy/sites/images/deiral..._13.image2.jpg
السيد محمد البسيس

ابن منطقة الميادين الكاتب"عبد الرزاق حمد ابراهيم العبد الله" بالقول: «في عام 1931 قدمت أسراب كبيرة من الجراد النجدي ذي اللون الأصفر المائل للبياض، وكادت أسرابه تغطي السماء وتسابق الناس إلى جمعه وطبخه بالقدور الكبيرة تمهيداَ لتجفيفه وأكله.

وسنة "العجة السوداء" في عام 1933 حصل غبار شديد "عجاج" ذو تراب ناعم قريب من السواد ما بين الظهر والعصر دام إلى ما بعد الغروب وكاد الإنسان لا يرى الآخر من شدة الظلام واضطر الناس لإشعال الضوء وقد شردت من جرائه قطعان كثيرة من الأغنام.

وأخيراً سنة "حادثة الثلج" في عام 1950 تساقطت الثلوج بشكل كثيف استمرت مدة 48 ساعة تقريباً وتوفي من جرائها ثلاثة أشخاص من الميادين هم: "شريدة بن ساعي الحطاب" و"أحمد بن مشعل الخضر" و"جالي بن سلامة العباش" أثناء وجودهم في البرية غرب قلعة "الرحبة" لجلب الحطب من هناك وقد عثر على جثثهم بعد ثلاثة أيام وهي مغمورة بالثلج وكان معهم رفيق رابع وقد نجا من الموت حيث اختبأ بين أكوام الأحجار ونصب عباءته فوق جسمه بشكل خيمة وعاد إلى أهله في اليوم الثالث وهو منهك القوى».