منتديات البوحسن - (النقاب)او (الحجاب)

إنهاء للخوض في موضوع نقاب المرأة المسلمة الذي ركبه الكثيرون من أصحاب القلوب المريضة ممن يظهرون الحرص على الإسلام ويبطنون العداوة له وللمسلمين لا بد من تقرير الأمور التالية:

1 ليس صحيحاً أن (النقاب) أو (الحجاب) ما هو إلا تعبير أو اختزال لهيمنة الرجال على النساء أو امتلاكهم لهن، فأكثر المحجبات والمنقبات يتحجبن ويتنقبن بكل حرية انطلاقاً من قناعات شخصية إيمانية من دون أدنى ضغوط تمارس عليهن بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

2 في خطوة إلى الوراء وبعد الرفض الكبير الذي قوبلت به تصريحات العلماء الذين هاجموا النقاب، قالوا إنهم إنما قصدوا حظر النقاب داخل الفصول الدراسية وعندما تكون في الفصل( مدرسة أنثى) أو في السكن الجامعي المخصص للطالبات حيث لا يوجد أي رجال، وإذا كان هذا هو المقصود فلا يوجد أي نوع من الخلاف، لأنه ما من منقبة أو محجبة تتنقب أو تتحجب أمام النساء، بل إنني أعرف كثيراً من أمثال هؤلاء يلبسن ويتزينّ كأجمل ما يكون اللباس والزينة في بيوتهن أو في مجالس النساء. فالمرأة المنقبة يمكن أن تكون ذات ذوق جمالي رفيع في لباسها وزينتها وكل ما في الأمر أنها لا تعرض هذا الجمال على الرجال وفيهم كثيرون من أصحاب القلوب المريضة، وهذا بخلاف ما يحاول بعض العلمانيين تصويره من أن المرأة المنقبة إمرأة مهملة لجسدها وجمالها وزينتها وأنها تستر هذا الإهمال عن زهد أو عدم اكتراث بالنقاب أو الحجاب.

3 ليس صحيحاً أن النقاب دخيل على الاسلام من التوراة أو عن طريق “الاسرائيليات” التي استعان بها المفسرون للقرآن الكريم، وليس صحيحاً أن أدلة وجوب ستر وجه المرأة هي أدلة واهية، فالنصوص واضحة وفهم الصحابة والتابعين لها دليل على أنها أدلة ذات وزنٍ مهم في المقاييس الشرعية، وإذا وجد من علماء المسلمين من قال بجواز كشف وجه المرأة فإن هذا يمكن أن يؤخذ به على محمل الترخص أو إذا اقتضت المصلحة التي يحددها العلماء الثقاة العدول من دون طعن في الرأي الآخر أو التخفيف من قيمته.

4 ليس صحيحاً أن معظم المنقبات ينظرن إلى غير المنقبات على أنهن خارجات عن الاسلام، بل لا يجوز إطلاق هذا الوصف حتى على السافرة إلى حدود العري، وعهدنا بأخواتنا المنقبات الحكمة في الدعوة إلى الله والموعظة الحسنة، وإذا وجدت منهنّ ثلة قليلة يطلقن هذا الحكم فلجهلٍ لا نقرهن عليه، ولا يكفي وجود هذه القلة الشاذة النادرة للطعن في مشروعية النقاب بالكامل.

5 لا يجوز ربط النقاب أو الحجاب بأي اتجاه سياسي أو تيار ديني أو اجتماعي يستغل الدين لتحقيق منافع أخرى، وليس صحيحاً أن فقه النقاب هو فقه صحراوي بدوي، سلفي ماضوي، إلى غير ذلك من الأوصاف التي جاد بها العلمانيون الذين ركبوا موجة الفتاوى غير المنضبطة.

6 إذا حدث أن أسيء استخدام النقاب في دخول بعض الرجال إلى مجالس النساء أو فيما يسمى الإرهاب فإن عدد هذه الحالات لا يزيد على اصابع اليد الواحدة، كما ان هذا لا يعني تحريمه أو حظره أو منعه وإلا لكان هذا يعني منع كل ما يمكن أن يساء استخدامه وهذا كثير لا نقدر على تعداده، وأخيراً فإن الأولى بنا أن نحارب العري والإباحية اللذين يدكان أرضنا دكاً، ونحن نربأ ببعض العلماء أن يكونوا طلائع لمسيرة من العلمانيين أو المنافقين الذين لا يغارون على الإسلام ولا على أهله.