منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   المكتبة الاسلامية (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=24)
-   -   لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=8213)

عبدالقادر حمود 12-06-2012 05:08 PM

رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني
 


" (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نقوم ليلة النصف من شعبان، ونصوم نهارها ونستعد لها بالجوع الشاق وقلة الكلام والصمت، فإن من يشبع ليلتها وأكثر اللغو من الكلام والغفلة عن الله تعالى لا يذوق لما فيها من الخيرات طعما، ولو سهر فهو كالجماد الذي لا يحس شيئا، وما حث الشارع العبد على الاستعداد لحضور المواكب الإلهية إلا ليشعر بذلك فاته خير كبير، فعلم أنه يجب على كل مؤمن أن يتوب من جميع ما ورد في الحديث أنه يمنع حصول المغفرة لصاحبة ليلة النصف من شعبان قبل دخول ليلة النصف كالمشاحن بغير عذر شرعي، وكأخذ العشور من المكس وكالعقوق للوالدين ونحو ذلك، فيجب السعي في إزالة ما عندنا من الشحناء وما عند غيرنا منها في حقنا ولو بإرسال كلام طيب أو مدح بين الأقران ونحو ذلك، كإهداء هدية وبذل مال لننال الرحمة والمغفرة من الله تعالى في تلك الليلة ولا نتهاون بالمبادرة في إزالة الشحناء إلى ليلة النصف، فربما يتعسر علينا إزالة ما عندنا أو عند المشاحن لنا من الحقد الكمين، فتفوتنا المغفرة تلك الليلة.


وبالجملة فيحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى السلوك على يد شيخ ليخرجه من محبة الدنيا وأغراضها ومناصبها، وطلب المقام عند أهلها، ومن لم يسلك كذلك فمن لازمه غالبا الشحناء بواسطة الدنيا إما لكونه يحوف على الناس أو هم يحوفون عليه، ولذلك قل العاملون بهذا العهد حتى من العلماء ومشايخ الزوايا فتراهم تدخل عليهم ليلة النصف من شعبان وأحدهم مشاحن أخاه ولا يبالي بما يفوته من المغفرة العظيمة.


وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: يجب على قاطع الرحم المبادرة قبل ليلة النصف من شعبان إلى زوال القطيعة، وكذلك الحكم في جميع ما ورد فيه التجلي الإلهي كالثلث الأخير من الليل في جميع ليالي السنة، فيجب عليه أن يتوب من جميع الذنوب وإلا لم يكن من أهل دخول حضرة الله عز وجل ولو وقف يصلي فصلاته لا روح فيها.


وسمعت سيدي محمد بن عنان رحمه الله يقول: تجب المبادرة على قاطع الرحم إلى صلة الرحم ولا يؤخر الصلة حتى تدخل ليلة النصف، فربما يتعسر صلتها تلك الليلة، وكذلك تجب المبادرة إلى بر الوالدين على كل من كان عاقا لوالديه، وكذلك يجب علينا إذا كان أحد من معارفنا عشارا أو مكاسا أن نأمره بالتوبة عن تلك الوظيفة والعزم على أن لا يعود إليها لينال المغفرة تلك الليلة، فإن الله تعالى أخبر أنه لا يغفر لأهل هذه الذنوب ولا يرفع لهم إلى السماء عملا، وذلك عنوان الغضب من الله تعالى عليهم، نسأل الله اللطف.


فاعلم أن التوبة عن هذه الأمور وإن كانت واجبة على الدوام فهي في ليلة النصف آكد كما قالوا يستحب للصائم أن يصون لسانه عن الغيبة والنميمة في رمضان، ومعلوم أن ذلك واجب في رمضان وغيره، ولكن لما توقف كمال العبادة على ذلك استحب من تلك الحيثية فافهم. والله تعالى أعلم.


روى الترمذي وقال حديث حسن مرفوعا: <<تعرض أعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم>>.


وروى مالك وأبو داود والترمذي والنسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم الاثنين والخميس، فقال رجل: يا رسول الله إنك تصوم الاثنين والخميس فقال: إن يوم الاثنين والخميس يغفر الله فيهما لكل مسلم إلا المتهاجرين، يعين بغير حق فيقول دعوهما حتى يصطلحا.


وفي رواية للطبراني مرفوعا: <<تنسخ دواوين أهل الأرض في دواوين أهل السماء في كل اثنين وخميس فيغفر لكل مسلم ولا يشرك بالله شيئا إلا رجلا بينه وبين أخيه شحناء>>.


وروى الطبراني ورواته ثقات مرفوعا: <<تعرض الأعمال في يوم الاثنين والخميس فمن مستغفر فيغفر له، ومن تائب فيتاب عليه، ويرد أهل الضغائن بضغائنهم حتى يتوبوا>>.


وروى ابن ماجه والنسائي والترمذي وقال حسن عن عائشة قالت: <<كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم الاثنين والخميس>>. والله تعالى أعلم." اهـ






الساعة الآن 08:07 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى