منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   ركن وادي الفرات (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=79)
-   -   أيام من الكفاح في وادي الفرات (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=71)

أبوانس 08-06-2008 11:36 PM

أيام من الكفاح في وادي الفرات
 
أيام من الكفاح في وادي الفرات



شؤون ثقا فية

نتعرف اليوم ونتذكر بشيء من الفخر والاعتزاز صقور الثورة العربية وبيارق من بياراتها التي شمخت في وادي الفرات العظيم حيث الخيروالعطاء وتحكي قصة البطولات وتقدم للأجيال دروساً عبر التاريخ كيف تحدى هذا الشعب وكيف قاوم المحتل وصنع ملحمة البطولة والفداء .

هذا الشعب الذي قدم دماء زكية غالية كانت ثمناً لاستقلاله وحريته وكانت نتيجة لجلاء المستعمر الفرنسي عن أرض الوطن.‏

وإليك أيها القارئ تاريخ شخصيات فراتية قادت الثورة في وادي الفرات وريف حلب والرقة ودير الزور.‏

المجاهد الفراتي رمضان باشا الشلاش‏

حيث ولد عام 1882م في قرية الشميطية غربي دير الزور وكانت متصرفية مستقلة ملحقة مباشرة بعاصمة السلطنة العثمانية تعلم في الكتاتيب وأخذ قيم البداوة الأصيلة من بيئته وهي عامل مهم من عوامل تفتح شخصيته وتمسكه بكل ماهو أصيل وفي عام 1892 م أرسله والده إلى استانبول للدراسة في مدرسة العشائر العربية التي افتتحها السلطان عبد الحميد وتخرج منها سنة 1897م ليلتحق بالمدرسة الحربية لمدة ثماني سنوات ويتخرج برتبة ملازم خيال وفي عام 1907م انتخب عضواً في مجلس العشائر العثماني وعين حاكماً عسكرياً للجبل الأخضر ومقره بنغازي وأثناء خدمته في الموصل انتسب إلى جمعية الضباط العرب الأحرار وكانت جمعية سرية تنادي باستقلال البلاد العربية عن الدولة العثمانية بعد أن اندلعت الثورة العربية في 10 حزيران 1916 عين الضابط رمضان الشلاش قائداً للسرية الخامسة في لواء الهجانة في المدينة المنورة عينه الأمير فيصل بن الحسين قائد الجيش الشمالي وفي عام 1919م عينته الحكومة العربية وبالتعاون مع جمعية العهد العربية حاكماً عسكرياً على الرقة والفرات والخابور ومقره في منطقة الرقة من أجل التهيئة لثورة عارمة لطرد الانكليز من ديرالزور وقاد حملة عسكرية من ثلاثة آلاف مقاتل حيث استطاعت تلك القوة من احتلال دير الزور وحرر المناطق حتى (عانة) في العراق وأعاد دير الزور إلى الوطن الأم سورية وقال عنه ونستون تشرشل وزير الحربية والطيران ووزير المستعمرات البريطانية إبان ثورته تلك (ان لبريطانيا العظمى عدوين في الشرق لينين ورمضان الشلاش في الجنوب ) وفي عام 1920م قابل الأمير فيصل ملك سورية في دمشق وكلفه فيما إذا هاجمت القوات الفرنسية سورية بإشعال نار الثورة في منطقة الفرات ووقف رمضان وعشائر الفرات في وجه الحملة ا لعسكرية الفرنسية القادمة من حلب بقيادة القومندان ترانكا يرافقه أحد زعماء البدو البارزين وبعض المرتزقة من الذين باعوا ضميرهم ودارت معركة حامية في منطقة عياش غربي دير الزور بين قوات رمضان الشلاش والقوات الفرنسية وفي عام 1921م أصدرت الإدارة العسكرية الفرنسية حكماً بالاعدام على رمضان شلاش حيث هرب إلى شرق الاردن بعد معركة ميسلون وشكل قوة لتحرير سورية وعندما علم الأمير عبد اللّه بذلك أمر بتفريق القوة وفي عام 1925م عندما اندلعت الثورة السورية الكبرى كان رمضان الشلاش من أوائل الضباط السوريين الذين التحقوا بها وبعد عبر الحدود الأردنية مع مجموعة من الفرسان وقابل الزعيم سلطان باشا الاطرش حيث عهد إليه بقيادة قوات الثورة في المنطقة الشرقية وكانت أولى أعماله تحرير تدمر والاستيلاء عليها وطر د الفرنسيين منها وقفل راجعا إلى جبل العرب وطلب من زعماء الثورة الخروج من دائرة الجبل الضيقة من إسباغ الصفة الوطنية على الثورة وبالفعل كان رمضان الشلاش أول من شكل قوة عسكرية من الدروز ورابط فيها في منطقة المرج والغوطة و احتل الضمير والهيجانة والرحيبة والمعظمية وجيرود والنبك ودوما وتمت محاصرته في منطقة سلمية والقوا القبض عليه حيث نقله الفرنسيون إلى بيروت ووضعوه في الإقامة الجبرية في عهد المفوض الفرنسي دي جوفنيل وذلك في أواخر كانون الثاني 1926م وبقي 1937م عندما أصدر الفرنسيون قراراً بالعفو عن الثوار وفي عام 1942م عندما كان في مسقط رأسه في ديرالزور قامت القوات الفرنسية بعملية غادرة وجبانة حيث اغتالت ابن عم رمضان الشلاش فثار ومعه خمسة عشر ألف فارس في منطقة البصيرة ودامت الثورة شهراً كاملاً ولم تنته إلا باحتجاز حريته مرة ثانية حيث قبضوا عليه ونقلوه إلى بيروت مرة ثانية لكي يوضع تحت الإقامة الجبرية حتى عام 1946 م وبعد جلاء القوات الفرنسية عاد إلى أرض الوطن. وتوفي عام 1961م في .21‏

الشيخ محمد الفرج السلامة الدندل‏

من الشخصيات الوطنية في محافظة الرقة وهو شيخ عشيرة الولدة شامية ولد عام 1889م تسلم عباءة المشيخة بعد وفاة أخيه أحمد الفرج السلامة المشهور بالكرم والشجاعة وتقلد عدة مهام رسمية حيث كلف بمهمة مستشار في مجلس إدارة قضاء الرقة وذلك في العهد العثماني وفي العهد الفيصلي عين مديراً لناحية الحمام انتخب نائباً عن قضاء الرقة عام 1936 م له مواقف مشهودة في وجه التعسف والظلم والجور الذي كانت تمارسه قوات الاحتلال الفرنسي بحق الأهالي والعشائر فقد رفض مساعدة الفرنسيين في تزويد جيوشهم بالحبوب (الميرة) عندما رفض وامتنع عن توريد الحبوب إلى الميرة التي أنشأتها قوات الاحتلال من أجل الاستيلاء على المؤن والسلع التي تحتاجها قواتهم وذلك بعد 6 تموز 1941م على أثر سقوط حكومة فيشي ودخول الانكليز وقوات فرنسا الحرة إلى منطقة الرقة لأجل هذا الموقف الشجاع فقد نفته سلطات الاحتلا ل إلى جزيرة قمران حيث بقي هناك حتى عام 1943 و كان معه في المنفى دهام الهادي شيخ عشيرة شمر في سورية .‏

و من المواقف الوطنية الجريئة للشيخ محمد الفرج السلامة اقتحامه لسجن الرقة بعد فلتة 4 تموز 1941 عندما هوجمت الرقة من قبل العشائر المحيطة بها وهوجمت الثكنة العسكرية و استولوا على مجموعة من السلاح و الذخيرة و استولوا على بعض المباني الحكومية و أحرقوا سجلاتها , فقد اعتقلت القوات الفرنسية الشيخ بشير هويدي و أخذته الى منطقة تل ابيض و اعتقلت مجموعة من نساء عشيرة العفادلة و وضعوهن في السجن كرهائن. و عندما سمع الشيخ محمد الفرج ثارت حميته و اقتحم السجن و لم يخرج منه الاو النساء معه أمام هذا المشهد البطولي , فقد نذرت إحدى النساء بأنها سوف لا تقص جدائلها الا يموت الشيخ محمد الفرج و المرأة الفراتية لا تقص جدائلها الا بموت شخص عزيز عليها كالأب أو الأخ و عندما سمع بنذر تلك المرأة ,و كان تقياً طلب منها بأن لا تفعل ما نذرت به لأن ذلك منافٍ للشرع ووفاء لنذرها فقد قص قليلا من شعرها بيده و قبلت ذلك.‏

الشيخ شواخ البورسان : ولد في قرية شمس الدين على ضفاف نهر الفرات و هو شيخ عشيرة الولدة جزيرة ترأس عشيرته بعد وفاة أبيه أحمد البورسان تلقى علومه الاولية و الابتدائية على بعض الأساتذة الخصوصيين , أنتخب نائبا عن الرقة في دورة المجلس النيابي لعام 1947 وقد منح رتبة رئيس فخرية في الجيش العثماني ,انتمى الى الحزب الوطني في سورية.‏

وشواخ البورسان شخصية وطنية له تاريخ حافل من النضالات و المواقف الوطنية كان على رأس مجموعة كبيرة من خيالة الولدة عندما سار مع الزعيم رمضان الشلاش في حملته العسكرية التي انطلقت من الرقة من أجل احتلال دير الزور و طرد القوات البريطانية منها و إعادتها الى الوطن الأم سورية .‏

وفي العهد الفرنسي كان الشيخ شواخ البورسان يشن الغارات مع الثوار الذين انضموا إليه على القوافل الفرنسية التي كانت تحمل الإمدادات العسكرية و التموين إلى جهات القامشلي و الحسكة و ماردين و أورفة , كما قام بمهاجمة جرابلس حيث احتلتها قواته ورفع عليها العلم العربي و أنزل العلم الفرنسي . كما هاجم مع مجموعة من الثوار بعض المخافر الفرنسية في منطقة الباب مثل مخفر قرية العريمة حيث كان الفرنسيون القائمون على ذلك المخفر يعاملون العشائر معاملة قاسية و أرهقوهم بالضرائب و النهب و التعذيب .‏

و كانت هوسات الثوار الشهيرة هي هوسة عشيرة الولدة المشهورة‏

حرشة و عطشانة تريد الشر‏

ما تهاب طوابك و العسكر‏

وقد وقف الشيخ شواخ و عشيرته في آب عام 1941في وجه القوات الفرنسية وبعض عملائها من الشخصيات و العشائر المتعاونة معهم عندما هاجموا عشيرة الولدة في عقر دارهم بالمصفحات و الرشاشات و البنادق الآلية و أوقعوا خسائر بشرية ضخمة بالرغم من بسالة القوات المدافعة من عشيرة الولدة .و قد أصبحت هذه الواقعة تاريخاً من التواريخ الشعبية عند أهل الرقة و التي تعرف ( بمذبحة الولدة ) و عندما حصلت سورية على استقلالها في 17 نيسان 1946 وتم طرد المحتل الذي كان يثير النعرات الطائفية و العشائرية و أصبحت هناك حكومة و طنية و لم يعد هناك من يفرق و يمارس سياسة فرق تسد .عادت القلوب إلى بعضها و تصالحت الناس و عاد الوئام و المحبة إلى أبناء الشعب الواحد و المحافظة الواحدة و أصبحت هناك لحمة و طنية و أصبحت تلك الأحداث المأساوية جزءاً من الماضي.‏

ولطالما تعرضت قرية الشيخ شواخ البورسان و مضاربه لنيران القصف الفرنسي بالطائرات و القنابل و كان هناك نوع من التنسيق ما بين شواخ البورسان و ابراهيم هنانو الذي كان يقود ثورة عارمة ضد الفرنسيين شمال حلب عندما طلب من الشيخ و قواته بمهاجمة القوافل و خطوط الإمداد و التموين للقوات الفرنسية الذاهبة باتجاه دير الزور و استولو ا على كميات كبيرة من العتاد و المؤن . و استمر الشيخ في مواقفه الوطنية إلى أن توفاه الله في أواخر حزيران عام 1982 في مقامه الأخير في الحسكة و كان يتمنى الموت في شمس الدين تلك البقعة الجميلة على ضفة الفرات الخالد و لكن للظروف و الوطنية ثمنها القرن الماضي.‏

وقد أشار بعض المؤلفات الأدبية و التاريخية الحديثة الى بعض نضالات الشيخ شواخ البورسان في عهد الاحتلال الفرنسي لسورية مثل قصة ( عيون القزق ) من المجموعة القصصية ( عذراء الأوزون ) للقاص محمود البعلاو الصادرة في دمشق عام 2002 و التي تحدثت عن حماية الشيخ شواخ لمجموعة من ثوار قبيلة الولدة الذين لجؤوا لمضافته ورفض تسليمهم للفرنسيين و كانت النتيجة أن قامت حكومة الانتداب بضرب قرية شمس الدين بالطائرات ولولا وجود المترجم المغربي ( صلاح ) و الذي أبت دماؤه العربية إلا أن تعود الى أصولها , فنبه الشيخ الى موعد الضربة فأخذ الشيخ الاحتياطات و نجا الناس من القتل بحيلة مدبرة من الشيخ موجودةفي متن القصة.‏

وفي كتابه ( صفحات منسية من نضال الجزيرة السورية) ذكر صالح هواش المسلط القصة السابقة اضافة الى بعض ما تعرضت له قبيلة الولدة من مكائد من الفرنسيين و عملائهم , وكان للشيخ البورسان و الشيخ الفرج السلامة دورهما الكبير في مقارعة الاستعمار الفرنسي و أعوانه في حامية دير الزور مع المناضل رمضان الشلاش و التزامهم الخط الوطني الأصيل مع قادة الثورة السورية أمثال طليان باشا الأطرش و ابراهيم هنانو.‏

و إن قوة شخصية رمضان و السلامة و البورسان وسطوتهم و نفوذهم و شهرتهم كقوميين عرفوا في فجر النهضة العربية و عملهم مع رموزها الكبار من القوميين العرب وعلى رأسهم الشريف حسين بن علي إضافة إلى تطابق الأفكار و السلوك و عوامل عديدة أخرى منها قدرتهم على الخروج من منطقة مترامية الأطراف و معزولة و مهمة جعل الكثير من أبناء المنطقة من كتاب و باحثين و محاضرين يتجاهلون عمداً و قصداً هؤلاء و ذلك لضيق الأفق و تغليب النزعة العشائرية لديهم و لكون العصبية العشائرية هي التي توجه سلوكهم و نظرتهم لمن يقع خارج دائرة قوميتهم العشائرية و لم يستطيعوا التعامل مع هؤلاء بتجرد و حياد موضوعي و هذا كله أثر على تجاهل بعض الرموز في كتاباتهم و أبحاثهم.‏

نوح 08-09-2008 03:10 PM

شي جميل اخي ابو انس الله يعطيك العافيه ما قصرت

أبوانس 08-16-2008 05:27 PM

الله يعافيك ومرور عطر

ابوغياث 08-17-2008 12:37 PM

كل الشكر الك ابو انس
فمثل هولاء الرجال لا ينتسون ابدا فهم شعلة نور لكل الشرفاء والاحرار من ابناء الوطن


الساعة الآن 01:38 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى