منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   المواضيع الاسلامية (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=7)
-   -   لا تحزن إن الله معنا" (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=553)

نوح 08-31-2008 07:45 PM

لا تحزن إن الله معنا"
 
في رحاب آية ... "لا تحزن إن الله معنا"
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة التوبة: “يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ، إِلا تَنفِرُواْ يُعَذبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُروهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُل شَيْءٍ قَدِيرٌ، إِلا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِن اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيدَهُ بِجُنُودٍ لمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الذِينَ كَفَرُواْ السفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”، ( الآيات: 38 - 39 -40).

في الآيتين الأوليين من هذه الآيات الكريمة يعاتب الحق سبحانه وتعالى الذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في “غزوة تبوك” وهي آخر غزوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان السبب فيها أن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بلغه أن الروم قد جمعوا له جموعا كثيرة على أطراف الشام، وأنهم يريدون أن يتجهوا إلى الجنوب لمهاجمة المدينة، فاستنفر صلى الله عليه وسلم الناس لمواجهة الروم، فلبى المؤمنون دعوة رسولهم لقتال الروم، وصبروا على الشدائد والمتاعب، وبذلوا الكثير من أموالهم ولم يتخلف منهم إلا القليل.

وبعد أن وصل الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون إلى تبوك، لم يجدوا جموعا للروم حيث كانوا قد تفرقوا فأقام الرسول وجماعته هناك بضع عشرة ليلة ثم عادوا إلى المدينة.

نصر الله لرسوله

وبعد أن تحدثت الآيتان عن قيمة الجهاد والتضحية لنصرة الدين والدفاع عن الحق ومواجهة العدوان، وأوضحتا فضل الاستجابة لرسول الله وطاعته، وهدد الحق كل من يتخاذل عن نصرة دينه بالعذاب الأليم.

بعد ذلك التهديد والوعيد لكل من يتخاذل ولا يقوم بواجبه لنصرة دينه ذكّر الحق سبحانه الجميع بنصره لرسوله الكريم وحمايته في رحلة الهجرة النبوية الشاقة والخطيرة فقال عز وجل: “إِلا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِن اللّهَ مَعَنَا”.

والمعنى: إنكم أيها المؤمنون إن آثرتم القعود والراحة على الجهاد وشدائده، ولم تنصروا رسولكم الذي استنفركم للخروج معه، فاعلموا أن الله سينصره بقدرته النافذة، كما نصره وأنتم تعلمون ذلك، وقت أن أخرجه الذين كفروا من مكة “ثَانِيَ اثْنَيْنِ” أي أحد اثنين، والثاني هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

المواقف الصعبه

ثم حكى الحق سبحانه وتعالى جانبا من المواقف الصعبة والشدائد التي تعرض لها الرسول وصاحبه الصديق رضي الله عنه في رحلة الهجرة فقال: “إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِن اللّهَ مَعَنَا”.

ذلك أن أبا بكر وهو مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار، أحس بحركة المشركين من فوق الغار (غار جبل ثور في جنوب مكة وقد مكثا فيه ثلاثة أيام)، فخاف خوفا شديدا لا على حياته هو، وإنما على حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رأى النبي منه ذلك، أخذ في تسكين روعه وجزعه وجعل يقول له: “لا تحزن إن الله معنا”.

وقوله سبحانه: “فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيدَهُ بِجُنُودٍ لمْ تَرَوْهَا”، بيان لما أحاط الله به نبيه صلى الله عليه وسلم من مظاهر الحفظ والرعاية، فالطمأنينة التي استقرت في قلب النبي صلى الله عليه وسلم جعلته لا يبالي بجموع المشركين المحيطين بالغار لأنه واثق بأنهم لن يصلوا إليه.

والمراد بالجنود المؤيدين له، الملائكة الذين أرسلهم سبحانه لهذا الغرض، أي: فأنزل الله سكينته وطمأنينته وأمنه على رسوله صلى الله عليه وسلم وأيده وقواه بجنود من الملائكة لم تروها أنتم، كان من وظيفتهم حراسته وصرف أبصار المشركين عنه.

وقوله سبحانه: “وَجَعَلَ كَلِمَةَ الذِينَ كَفَرُواْ السفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا” بيان لما يترتب على إنزال السكينة والتأييد بالملائكة.

الـــــفراتي 09-14-2008 10:25 PM

رد: لا تحزن إن الله معنا"
 
[imgr]http://i22.servimg.com/u/f22/11/28/40/01/8e96e316.gif[/imgr]


الساعة الآن 11:53 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى