منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   المواضيع الاسلامية (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=7)
-   -   كيف يحبك الله (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=8853)

سناء ماجد 02-02-2014 02:59 PM

كيف يحبك الله
 
إن أجمل ما يتعلق به عامل لله ، وأسمى غاية يتجه إليها عارف لمولاه ، هي أن يحبه الله ، وكلنا بلا استثناء ؛ نتمنى ونشتاق ، ونريد أن يكرمنا الله فيحبنا ، ويكشف لنا في أنفسنا أو في غيرنا الدليل على محبته ، وكلنا نطمع أن ندخل في قول الله {فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} المائدة54

فحبُّه سابق ، وحبُّنا لاحق ، ولولا حبُّه لنا ما أحببناه ، ولولا إعانته لنا ، ما عبدناه ، ولولا توفيقه لنا ما سلكنا طريق الهداة ، ولذلك طلب منا أن نقول في كل ركعة من ركعات الصلاة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} الفاتحة5

فإذا لم يوفق الله ويعين ، فماذا يفعل العبد في طاعته وعبادته لربِّ العالمين وقد عبد إبليس الله اثنين وسبعين ألف سنة ، حتى قيل أنه ليس في السماء موضع أربعة أصابع إلا ولإبليس فيه سجدة لله ولكنه في لحظة اعتقد أن هذه العبادة من نفسه ، وبجهده ، ونسى عون ربه ، وحول ربّه ، وقوة ربه ؛ فكان جزاؤه {اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ} الأعراف18

ونحن جميعاً نريد أن ندخل في محبة الله ، وأهل محبة الله ، يتولاهم الله بولايته ، ويمدهم بإمداد عنايته ، ويجعلهم دوماً تحت رعايته ، لأن الله آلى على نفسه أن يكون هو حسبهم ، وهو كفيلهم ، وهو وكيلهم ، إذن كيف يحبك الله؟ هذا هو السؤال؟

والإجابة نقرأها في أحاديث الله القدسية ، التي أعلمنا بها خير البرية صلى الله عليه وسلم ، ما المنهج الذي يوصل العبد إلى أن يحبه الله؟ وقد قال في شأن ذلك الحب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم {وَإِذَا أَحَبَّ الله عَبْدَاً لَمْ يَضُرَّهُ ذَنْبٌ}[1]

لماذا ؟

لأن الله سيحفظه من الذنب ، والعصمة للأنبياء ، والحفظ للأولياء ، والزلل والضلال والعياذ بالله للأشقياء ، والله تولى الإجابة بذاته ليعرف البسيطة كلها الطريق إلى محبة الله ، فقال عز شأنه في الحديث القدسي الصحيح الوارد في الروايات الكثيرة في صحيحي البخاري ومسلم {وَمَا تَقَرَّبَ إِلَـيَّ عَبْدِي بشىءٍ أَحَبَّ إلـيَّ مِـمَّا افْتَرَضْتُ علـيهِ ، ومَا يَزَالُ يَتَقَرَّبُ إِلَـيَّ بالنوافلِ حَتَّـى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كنتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ، ويَدَهُ الَّتِـي يَبْطُشُ بِهَا ، ورِجْلَهُ الَّتِـي يَـمْشِي بِهَا ، وَلَئِنْ سَأَلَنِـي عَبْدِي أَعْطَيْتُهُ ، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِـي لأُعِيذَنَّهُ} الحديث طويل ، وقائله هو رب العزة عز شأنه

هذا الحديث يوضح منهج الصالحين ، السابقين ، والمعاصرين ، واللاحقين ، الذي ساروا عليه حتى نالوا محبة ربِّ العالمين ، وفيه المنهج الكامل بعد التوضيح والبيان ، فأحب ما يتقرَّب العبد به إلى ربه ، هو الفرائض المفترضات ، لذلك فإن سيدنا عبد الله بن مسعود قال يا رسول الله {أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: الصَّلاَةُ لِوَقْتِهَا}[2]


{1} الْقشيري في الرسالةَ وابنُ النَّجَّارِ عن أَنَسٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ ، وأوله {التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لاَ ذَنْبَ لَهُ ، وإذا..}
{2} رواه مسلم ، و تمامه {قَالَ قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «بِرُّ الْوَالِدَيْنِ» قَالَ قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله» فَمَا تَرَكْتُ أَسْتَزِيدُهُ إِلاَّ إِرْعَاءً عَلَيْهِ}

http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...%E5&id=5&cat=2

منقول من كتاب {كيف يحبك الله}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

[/TABLETEXT
سناء ماجد 05-14-2014 10:23 PM

رد: كيف يحبك الله
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.downloadpowerpointtemplates.com/uploads/soft/PPT%20Backgrounds/Flowers%20and%20Plant/Pink%20Background%20flower.jpg');"]
أهم ركن ، وأول ركن في منهج القرب من الله ، ونيل محبة الله ، الصلاة لوقتها {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} البقرة238
وقانتين يعني عابدين ، ولكن بعد المحافظة على الصلاة ، وأي زيادة في العبادات ، وفي الأعمال الصالحات ، لا تصحُّ ولا تجوز إلا بعد إحكام الأساس الأول ، وهو المحافظة على الفرائض في وقتها ، والمحافظة على الصلاة تعني أن العبد يتجهز ، ويتأهل للصلاة ، وينتظر الآذان في بيت مولاه عز وجل ولا ينتظر حتى يؤذن المؤذن ، ويذهب ، لأنه بذلك سيذهب غير متأهل ؟ولذلك تجد جُل الصالحين ، لا يؤذن عليهم الآذان إلا وهم في بيت الله ، مترقبين الصلاة ، وقد قال صلى الله عليه وسلم {لاَ يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلاَةَ لاَ يَمْنَعَهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ انْتِظَارُ الصَّلاَةِ}[1]
لماذا؟ لأنني إذا تكلمت مع فلان أو فلان ، وأذن المؤذن ، سأذهب وأنا مشغول بما قيل ، وأفكر فيما أقول ، فكيف إذاًَ يكون شكل هذه الصلاة ؟ لكنني قبل الصلاة يجب علىَّ أن أقطع كل الشواغل الكونية ، وكل المشاغل الدنيوية ، وأتطهَّر ظاهراً وباطناً ، وأذهب إلى بيت ربي ، وأشغل الدقائق المتبقية بذكر الله ، والاستغفار لله أو بتلاوة كتاب الله ، أو بالصلاة والتسليم على سيدنا رسول الله
فيتجهز القلب للقاء مولاه والمناجاة ، وهذه هي صلاة الأوابين ، إذن لا بد وأن يجهز نفسه قبل الصلاة ، وكان يقول في ذلك الإمام سعيد بن المسيب رضي الله عنه : "بقى لي أربعين عاماً ما أذن علىَّ المؤذن إلا وأنا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه من الذي كان يصلي بجوارك ؟ قال : " بقي لي أربعون عاما أصلي ، وما حدثت نفسي يوماً بمن على يميني ولا من على شمالي " ، وذلك لأنه مشغول بالله
قبلة .العارفين حال .الصلاة وجه مولى منزهاً عن جهات
وهموا قبلة.له إذ يصلي بحنان عليهموا.للنجاة
فصلاة له ومنه عليهم أخرجتهم فضلاً من الظلمات

إذاً الفرائض في وقتها ، وخاصة الصلاة الشهودية ، التي قال فيها رب البرية {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً} الإسراء78
إنها صلاة شهود وجه الله ، وشهود أنوار حَبيبه ومُصطفاه ، وشهود كنوز فضل الله ، وشهود خزن عطاءات الله وهي تفتح لعباد الله ، لأنه وقت توزيع الأرزاق الحسية والمعنوية على الصالحين من عباد الله ، ويكفي فيها قول الحَبيب المًُصطفى صلى الله عليه وسلم {من صلى لله أربعين يوماً في جماعةٍ يدرك التكبيرةَ الأُولى ، كُتِبَ لهُ براءَتَان: بَراءَةٌ مِنْ النَّارِ، وبراءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ} وفى رواية {من صلَّى الفجر في جماعة}[2]
وهذا تعهد من الحَبيب المَحبوب ، وقد كنا في رمضان محافظين على الفجر في وقته ، وفي الأعمال كان أغلبنا يتوضأ ويتجهز قبل آذان الظهر لكي يصلي الظهر ، وكنا محافظين على المواعيد ، لماذا كان ذلك في رمضان فقط ؟
نحن يا أحباب لسنا رمضانيين - أي موسميين – ومن معه عقد موسمي فليس له شيء عند الله ، فرمضان كشعبان وشوال بالنسبة لفرائض الله لأن ذلك هو باب الفتح الأعظم من الله للصالحين من عباد الله فيلزم أن نحافظ على الفرائض في وقتها ، والفرائض كما وضحت ؛ يلزم أن يتجهز لها المؤمن قبل الآذان

{1} عن أَبي هُرَيْرَةَ رضيَ اللَّهُ عنهُ في .جامع الأحاديث و المراسيل
{2} سنن الترمذي عن أنسٍ بنِ مالكٍ رضي الله عنه

http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...%E5&id=5&cat=2
منقول من كتاب {كيف يحبك الله}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

http://www.fawzyabuzeid.com/data/pic...hbak_allah.JPG

فراج يعقوب 05-15-2014 04:19 PM

رد: كيف يحبك الله
 
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم


الساعة الآن 04:21 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى