منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   المواضيع الاسلامية (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=7)
-   -   اللسان الذاكر والقلب الشاكر (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=5950)

نوح 12-19-2010 02:14 PM

اللسان الذاكر والقلب الشاكر
 
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أربع من أعطيهن فقد أوتي خيري الدنيا والآخرة: لسانًا ذاكراً، وقلباً شاكر، وبدناً على البلاء صابراً، وزوجة صالحة لا تبغيه خونا في نفسها وماله” صدق رسول الله .



هذه نعم أربع من أعظم النعم التي يؤتيها الله الإنسان . . خير من المال، وخير من الجاه، وخير مما يسعى إليه الإنسان، من الأنعام والحرث والقناطر المقنطرة من الذهب والفضة . من أوتي هؤلاء الأربع فقد أوتي خير الدنيا والآخرة .



أولى هذه النعم اللسان الذاكر: وذلك بأن يؤتي الله المؤمن لساناً يذكره في كل الأحيان، وفي كل الأحوال، لا يفتر عن ذكر الله، فحينما ينشغل الناس بدنياهم، وحينما تستغرق الناس مصالحهم، هو يذكر الله عز وجل، فإن الله سبحانه لم يرض من عباده أن يذكروه مجرد ذكر، أو ذكراً قليلاً، وإنما قال: “يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرًا كثيرًا وسبحوه بكرة وأصيلاً” .



إن المنافقين قد يذكرون الله، ولكن على قلة وندرة، كما قال سبحانه وتعالى في وصفهم: “يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً” أما المؤمنون فهم دائمو الذكر لله عز وجل “يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا” .



إنهم في كل أحوالهم ذاكرون لله عزل وجل، لا ينسونه في السلم، ولا في الحرب، حتى إذا لقي الجيش الجيش، والتقى الصفان والتحما، يذكرون الله “يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون” .



وأشد ما يحرصون عليه أن يذكروا الله سباحه وتعالى في مواطن الغفلة، في الأسواق وغيرها، ف”ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل بين الفارين” لسان ذاكر . . أي لسان رطب . . كما سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام كثرت علي، فباب نتمسك به جامع . فقال: “لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله” .



ومع هذا ينبغي أن يكون القلب مع اللسان، وإذا لم يحضر القلب فبالتعود . إن شاء الله تصل إلى حضور القلب .



والذكر والشكر يقترنان دائما، كما في قول الله تعالى “فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون” وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم “اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك” .



فالشكر مطلوب، وأولى مراتب الشكر: أن يشعر الإنسان بأن النعم كلها من الله . . هذا هو اعتراف القلب بأن كل النعم من عند الله، حتى إن جاءت على يد مخلوق، فالذي سخره هو الله “وما بكم من نعمة فمن الله” .



والقلب الشاكر هو الذي يعترف بأن الله هو ولي النعم ومسديها وصاحبها، وأن كل ما حوله هو من نعمة الله عز وجل، وما أعظمها نعم الله علينا . . كل ما حولنا في خدمتنا، والله هو الذي سخر هذا .



“الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقًا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها” .



وعلى المؤمن أن يكون شاكرا . كما كان سليمان عليه السلام حينما حضر عرش بلقيس قبل أن يرتد إليه طرفه، حيث قال “هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم” إنما يشكر لنفسه؛ لأنه المستفيد من الشكر .



إن الشكر يحفظ على الإنسان النعمة، ويجلب عليه المزيد من النعم، كما في الآية الكريمة: “لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد” .


الساعة الآن 09:39 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى