منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=16)
-   -   فضل يوم عاشوراء.. العام الجديد ومحاسبة النفس‎ (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=5913)

حمامة المدينة 12-11-2010 05:51 PM

فضل يوم عاشوراء.. العام الجديد ومحاسبة النفس‎
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن من نعم الله على عباده أن يوالي مواسم الخيرات عليهم على مدار الأيام والشهور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله، فما أن انقضى موسم الحج المبارك إلا وتبعه شهر كريم، هو شهر الله المحرم، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي أنه قال: « أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل » وقد سمى النبي المحرم شهر الله دلالة على شرفه وفضله، فإن الله تعالى يخص بعض مخلوقاته بخصائص ويفضل بعضها على بعض.
وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى: "إن الله افتتح السنة بشهر حرام واختتمها بشهر حرام، فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من شده تحريمه ".
وفي هذا الشهر يوم حصل فيه حدث عظيم، ونصر مبين، ظهر فيه الحق على الباطل، حيث أنجى الله فيه موسى عليه الصلاة والسلام وقومه وأغرق فرعون وقومه، فهو يوم له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة، هذا اليوم العاشر من شهر الله المحرم وهو ما يسمى بيوم عاشوراء.

فضل يوم عاشوراء وصيامه

وردت أحاديث كثيرة عن فضل يوم عاشوراء والصوم فيه وهي ثابتة عن رسول الله نذكر منها على سبيل المثال ما يلي:
في الصحيحين عن ابن عباس أنه سئل عن يوم عاشوراء فقال: "ما رأيت رسول الله يوماً يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم - يعني يوم عاشوراء - وهذا الشهر يعني رمضان".
وكما أسلفنا من قبل أن يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة، وكان موسى عليه الصلاة والسلام يصومه لفضله، وليس هذا فحسب بل كان أهل الكتاب يصومونه، وكذلك قريش في الجاهلية كانت تصومه.
كان يصوم يوم عاشوراء بمكة ولا يأمر الناس بالصوم، فلما قدم المدينة ورأى صيام أهل الكتاب له وتعظيمهم له، وكان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر به، صامه وأمر الناس بصيامه، وأكد الأمر بصيامه والحث عليه، حتى كانوا يصوّمونه أطفالهم. وفي الصحيحين عن ابن عباس قال: قدم رسول الله المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله: «ما هذا اليوم الذي تصومونه» قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً لله فنحن نصومه، فقال: «فنحن أحق وأولى بموسى منكم» فصامه رسول الله وأمر بصيامه.
وفي الصحيحين أيضاً عن الربيع بنت معوذ قالت: أرسل رسول الله غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: «من كان أصبح منكم صائماً فليتم صومه، ومن كان أصبح منكم مفطراً فليتم بقية يومه». فكنا بعد ذلك نصوم ونصوّم صبياننا الصغار منهم، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه إياها حتى يكون عند الإفطار. وفي رواية: (فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة نلهيهم حتي يتموا صومهم).
فلما فرض صيام شهر رمضان ترك النبي أمر الصحابة بصيام يوم عاشوراء وتأكيده فيه، لما في الصحيحين من حديث ابن عمر قال: "صام النبي عاشوراء وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك ذلك - أي ترك أمرهم بذلك وبقي على الاستحباب". وفي الصحيحين أيضاً عن معاوية قال: سمعت رسول الله يقول: «هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم، فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر». وهذا دليل على نسخ الوجوب وبقاء الاستحباب.

من فضائل شهر الله المحرم
أن صيام يوم عاشوراء فيه يكفر ذنوب السنة التي قبله، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أن رجلاً سأل النبي عن صيام يوم عاشوراء فقال: «أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله».
أخي المسلم.. أختي المسلمة:
عزم النبي صلى الله عليه وسلم في آخر عمره على أن لا يصومه مفرداً بل يضم إليه يوماً آخر مخالفةً لأهل الكتاب في صومه، ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "حين صام رسول الله عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى"، فقال : «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع» (أي مع العاشر مخالفةً لأهل الكتاب)، قال: "فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله".
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد (2/76):
"مراتب الصوم ثلاثة: أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم".
والأحوط أن يصام التاسع والعاشر والحادي عشر حتى يدرك صيام يوم عاشوراء.
العام الجديد ومحاسبة النفس
حريٌ بالمسلم مع بداية العام الهجري الجديد أن يقف مع نفسه وقفة محاسبة سريعة ومراجعة دقيقة. وفي تلك الوقفة طريق نجاة وسبيل هداية، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والفطن من ألزم نفسه طريق الخير وخطمها بخطام الشرع.
والإنسان لا يخلو من حالين، فإن كان محسناً ازداد إحساناً وإن كان مقصراً ندم وتاب قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر:18].
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: "أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم".
وقد أجمل ابن قيم الجوزية طريقة محاسبة النفس وكيفيتها فقال: "جماع ذلك أن يحاسب نفسه أولاً على الفرائض، فإن تذكر فيها نقصاً تداركه، إما بقضاء أو إصلاح، ثم يحاسب نفسه على المناهي فإن عرف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية، ثم يحاسب نفسه على الغفلة، فإن كان قد غفل عما خلق له تداركه بالذكر والإقبال على الله".
فبادر أخي المسلم مع فجر هذا العام الجديد بالتوبة والإقبال على الله فإن صحائفك أمامك بيضاء لم يكتب بعد فيها شيء. فالله الله أن تسودها بالذنوب والمعاصي. وحاسب نفسك قبل أن تحاسب وأكثر من ذكر الله عز وجل والاستغفار واحرص علي رفقة صالحة تدلك على الخير. جعل الله هذا العام عام خير على الإسلام والمسلمين وأطال أعمارنا ومد آجالنا في حسن طاعته والبعد عن معصيته وجعلنا ممن يتبوأ من الجنة غرفاً تجرى من تحتها الأنهار. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المحب 12-11-2010 06:44 PM

رد: فضل يوم عاشوراء.. العام الجديد ومحاسبة النفس‎
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمامة المدينة (المشاركة 33580)

أخي المسلم.. أختي المسلمة:
عزم النبي صلى الله عليه وسلم في آخر عمره على أن لا يصومه مفرداً بل يضم إليه يوماً آخر مخالفةً لأهل الكتاب في صومه، ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "حين صام رسول الله عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى"، فقال : «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع» (أي مع العاشر مخالفةً لأهل الكتاب)، قال: "فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله".
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد (2/76):
"مراتب الصوم ثلاثة: أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم".
والأحوط أن يصام التاسع والعاشر والحادي عشر حتى يدرك صيام يوم عاشوراء.



في المسألة كلام وتفصيل يأتي على خمسة صور ( أذكرها بإختصار ) :

الصورة الأولى : أن يصوم يوم عاشوراء فقط أي اليوم العاشر من محرم ..

وهذه الصورة أختلف العلماء فيها هل يكره أفراده بالصوم أم انه مستحب ؟

في هذه الصورة قولان مشهوران :

القول الأول : أنه لا كراهة في ذلك والإستحباب مطلق .. وهذا هو مذهب جمهور الفقهاء

وهو مذهب الشافعية والحنابلة وظاهر مذهب الماليكة .

القول الثاني : ما ذهب إليه الحنفية من أن إفراد عاشوراء بالصيام مكروه ..

وعلتهم في ذلك أن إفراده فيه مشابهة لأهل الكتاب .

الصورة الثانية : أن يصام عاشوراء ويضم إليه التاسع .. وهو المستحب عند جماهير الفقهاء

وهو مذهب الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة في آخرين .

الصورة الثالثة : صيام اليوم الحادي عشر مع اليوم العاشر ...

وقد استحب صيام الحادي عشر مع العاشر لمن لم يصم التاسع مخالفة لليهود جماعة وعليه جمهور الفقهاء .

الصورة الرابعة : صيام التاسع مع العاشر مع الحادي عشر .. وقد استحب جماعات من الفقهاء :

أن يجمع الإنسان الثلاثة كلها في الصيام وأنه زيادة أجر وفضل للصائم عندئذ ..

الصورة الخامسة : صيام التاسع والعاشر والحادي عشر .. ليس بنية الصورة الرابعة بل بنية الإشتباه بدخول شهر محرم ..

فمن أجل خوفه ان يفوته صيام عاشوراء بسبب الإختلاف بدخول شهر محرم صام ثلاثة أيام التاسع والعاشر والحادي عشر احتياطاً..

وهذا هو مذهب الحنابلة والشافعية في آخرين .


المحب 12-11-2010 06:49 PM

رد: فضل يوم عاشوراء.. العام الجديد ومحاسبة النفس‎
 


س : من كان عليه قضاء من رمضان وأراد أن يصوم عاشوراء فهل يصوم عاشوراء ؟

ج : في المسألة كلام مفصل عند أهل العلم تأتي على ثلاث حالات :

الحالة الأولى : يصوم عاشوراء بنية كونه فرضا قضاء لا بنية كونه عاشوراء

وهذا قد أدى الواجب وأتى به على وجهه وربما أخذ بركة من بركات هذا اليوم الفضيل .

الحالة الثانية : أن يجمع بين نيتين نية القضاء ونية صيام عاشوراء ؛

وهذه الحالة لا تصح عند اكثر العلماء لأنهم يشترطون في العبادة نية واحدة تفرد به .

الحالة الثالثة : أن يصوم عاشوراء ويؤخر القضاء من أجل أن لا يفوته أجر صيام عاشوراء ؛

فهذه الحالة مختلف فيها عند العلماء وقد أختلفوا على قولين :

القول الأول : أنه لا يجوز أن يقدم النفل على القضاء الذي هو واجب ..

وهذا هو مذهب جمهور الفقهاء وهو مذهب الحنابلة في آخرين .

القول الثاني : ما ذهب إليه الحنفية في آخرين إلى أنه يصح أن يصوم النافلة قبل القضاء الواجب..

ودليلهم فعل السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها .



وجزاكم الله خيراً حمامة المدينة

وشكراً لكم



عبدالقادر حمود 12-11-2010 09:23 PM

رد: فضل يوم عاشوراء.. العام الجديد ومحاسبة النفس‎
 
بارك الله بكم وجزاكم خيرا وزادكم من فضله

أشعري مالكي 12-13-2010 12:21 AM

رد: فضل يوم عاشوراء.. العام الجديد ومحاسبة النفس‎
 
جزاكم الله خيرا على هذه المعلومات القيمة ... و أعاننا الله على صيام هذه الأيام إن شاء الله

حمامة المدينة 12-14-2010 02:45 AM

رد: فضل يوم عاشوراء.. العام الجديد ومحاسبة النفس‎
 
شكرا لمروركم جميعا
وجزاك الله خيرا على الاضافة أخي المحب:888:

عبدالرحمن الحسيني 12-15-2010 05:05 PM

رد: فضل يوم عاشوراء.. العام الجديد ومحاسبة النفس‎
 
ماشاء الله موضوع جميل ومميز

محمّد راشد 12-16-2010 10:57 AM

رد: فضل يوم عاشوراء.. العام الجديد ومحاسبة النفس‎
 
جزاكم الله خيراً على التفصيل اللطيف.

وحبذا أخي لو نقلت لنا بعض النصوص من أقوال المذاهب الأربعة.

عبدالقادر حمود 11-09-2012 03:22 AM

رد: فضل يوم عاشوراء.. العام الجديد ومحاسبة النفس‎
 
اللهم يا دائم الفضل على البرية ، يا باسط اليدين بالعطية ، يا صاحب المواهب السنية ،صل على سيدنا محمد خير البرية واغفر لنا يا ذا العلا في هذه العشية


الساعة الآن 11:41 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى