منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   المواضيع الاسلامية (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=7)
-   -   حُسن الظن بالله ثمنه الجنة.. (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=5880)

حمامة المدينة 12-01-2010 07:31 PM

حُسن الظن بالله ثمنه الجنة..
 
حُسن الظن بالله ثمنه الجنة..
فكيف تُحسن الظن بالله تعالى لتنول الجنة..؟
﴿ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ﴾ [ سورة آل عمران : الآية 154 ]
وكأن المسلمين اليوم تنطبق عليهم هذه الآية :
ذلك أن حسن الظن بالله ثمن الجنة ، ولأن الإيمان كله حسن ظن بالله تعالى ، فمن ظن أن الله لا ينصر رسوله ، وأن أمر هذا الدين سيضمحل ، وأنه يسلِم أتباعه إلى القتل ، فمن ظن بالله ظن غير الحق ظن الجاهلية فقد باء بغضب من الله، لكنّ الله جل جلاله لا يتخلى عن دينه ، ولا يتخلى عن عباده المؤمنين الطاهرين.، ومن ظن أن الذي يصيب المسلمين ليس بقضاء من الله وقدر الله عز وجل ، وأنه خَلَق الخَلق وتركهم ، خلق قوياً ، وخلق ضعيفاً ، وتركهم وشأنهم ، فالقوي يأكل الضعيف ، والغني يمتص دم الفقير ، ومن ملك من الدنيا حظوظاً عالية تمتع بالحياة وحده ، وهذه هي الجنة من ظن ذلك فقد ظن بالله غير الحق ظن الجاهلية ، لا يمكن أن يقع في الكون شيء لا يريده الله ، هذا لا ينسجم مع ألوهية الإله الواحد ، فلا يمكن أن يقع في الكون شيء لا يريده الله
عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
(( لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ )) .
قال تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ﴾ [ سورة الأنفال : الآية 36]
لا تقلق على هذا الدين ، إنه دين الله ، ولكن اقلق ما إذا سمح الله لك أو لم يسمح أن تكون جندياً له
المُسلم عنده فهم خاطئ للواقع
كان هناك مساحة كبيرة جداً من اللون الرمادي بين الأبيض والأسود ، فهذه الأحداث التي تسارعت وتفجرت في الحقبة الأخيرة ألغت المساحة الرمادية ، وأبقت بياضاً ناصعاً ، وسواداً قاتماً إما أنه ولي لله ، أو إباحي : إن عزة الله تأبى أن يذل حزبه وجنده ، وأن تكون النصرة المستقرة والظفر الدائم لغير المؤمنين ،
لكن غير المؤمنين قد ينتصرون انتصاراً مؤقتاً ، فللباطل جولة ، ثم يضمحل ، ومن ظن غير ذلك فإنه ما عرف الله عز وجل، كيف يمكن أن يأمرك الله أن تعبده وقد أسلمك إلى غيره كيف ؟ هل تتصور أن يأمرك الله أن تعبده وحده ، وقد أسلم مصيرك إلى غيره إلى عدو حاقد ، إلى عدو لئيم ، إلى عدو قوي ، إلى عدو يتمنى فناءك
ما معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام :
(( لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ ، وَمَا بَلَغَ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ )) . [أحمد عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ]
الإنسان عاجز على أن يكشف حكمة وقوع الأشياء
عقلك عاجز عن كشف عدل الله ، إلا بحالة مستحيلة ، أن يكون لك علم كعلم الله، ولا يسلم من هذا الظن السيئ إلا من عرف الله ، وعرف أسماءه، وعرف صفاته، وعرف موجب حمده وحكمته ، فمن قنط من رحمة الله ، ويئس من روح الله فقد ظن بالله غير الحق ظن الجاهلية.
هناك من يقول: كلما دعونا الله على أعدائنا ازدادوا قوة ، إنك تسخر بقضاء الله وقدره، سيدنا عمر دخل على النبي عليه الصلاة والسلام ، وقد اضطجع على حصير، وقد أثر الحصير في خده الشريف ، فبكى ، قال : يا عمر ، ما يبكيك ؟ قال عمر: رسول الله ينام على الحصير ، وكسرى ملك الفرس ينام على الحرير ؟ هذه مفارقة ما فهمتها سيد الخلق ، وحبيب الحق ينام على الحصير ، وكسرى ملك الفرس ينام على الحرير ؟!
قال : يا عمر ، أما ترضى أن تكون الدنيا لهم والآخرة لنا
؟ [مسلم]
في رواية أخرى : يا عمر ، إنما هي نبوة ، وليست ملكاً ، أنا لست ملكاً ، النبي عليه الصلاة والسلام قدوة للمؤمنين في تواضعه ، في تقشفه ، في رحمته ، في إخلاصه، من ظن أن الله يضيع على المؤمن عمله الصالح ، كمؤمن عُرِض عليه عمل دخله كبير جداً ، كان من الممكن أن يكون من أصحاب الملايين ، لكنه خاف من الله ، واكتفى بدخل محدود ، عاش به حياة خشنة ، لأنه يرضي الله بهذا الدخل الشرعي ،
من ظن أن الله يضيع على هذا الإنسان عمله الصالح ومؤاثرته لرضاء الله عز وجل ، والله لزوالُ الكون أهون على الله من أن يضيع
على المؤمن هذا العمل العظيم ، لكن نحن في دار ابتلاء ، ولسنا في دار جزاء ، نحن في دار القوي قوي ، والغني غني ، والفقير فقير ، لكن يوم القيامة :

إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ
{الواقعة/1} لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ {الواقعة/2} خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ {الواقعة/3}
الذي يبدو عند الناس في الحضيض هو في أعلى عليين ، والذي يبدو عند الناس في أعلى عليين هو في الحضيض، في هذه المحنة الشديدة التي أصابت المسلمين ، والتي هي من أشد المحن فرز الناس إلى مؤمن قوي ، يحسن الظن بالله ، وإلى مؤمن ضعيف يظن بالله غير الحق ظن الجاهلية ، فرز الناس إلى من لا تهزه هذه الأحداث ،
بل تزيده ثبوتاً على عقيدته السليمة ، وعلى طاعته لله ، وبين أن تهز هذه الأحداث إيمانه فهو هائم على وجهه لا يعرف أين يستقر، العاقل من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والجاهل من أتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله الأماني
مُلخص من درس لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسى

عبدالقادر حمود 12-02-2010 11:29 AM

رد: حُسن الظن بالله ثمنه الجنة..
 
جزاه الله عن المسلمين خيرا


وجزاكِ كل خير

المحب 12-03-2010 03:43 PM

رد: حُسن الظن بالله ثمنه الجنة..
 

جزى الله الكاتب والناقل خير الجزاء

يقول سيدي ابن عجيبه _رضي الله عنه_ في كتابه "إيقاظ الهمم شرح الحكم" : ( الناس في حسن الظن بالله على قسمين خواص وعوام أما الخواص فحسن ظنهم بالله تعالى ناشيء عن شهود جماله ورؤية كماله فحسن ظنهم بالله لا ينقطع سواء واجههم بجماله أو بجلاله لأن إتصافه تعالى بالرحمة والرأفة والكرم والجود لا ينقطع فإذا تجلى لهم بجلاله أو قهريته علموا ما في طي ذلك من تمام نعمته وشمول رحمته فغلب عليهم شهود الرحمة والجمال فدام حسن ظنهم على كل حال , وأما العوام فحسن ظنهم بالله ناشيء عن شهود إحسانه وحسن معاملته وامتنانه فإذا نزلت بهم قهرية أو شدة نظروا إلى سالف إحسانه وحسن ما أسدي إليهم من حسن لطفه وامتنانه فقاسوا ما يأتي على ما مضى فتلقوا ما يرد عليهم بالقبول والرضى وقد يضعف هذا الظن بضعف النظر والتفكر ويقوي بقوتهما بخلاف الأول فإنه ناشيء عن شهود الوصف والوصف لا يتخلف والثاني ناشيء عن شهود الفعل وهو يتخلف )ا.هـ


الساعة الآن 05:34 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى