منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   القسم العام (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=27)
-   -   "القشلة" (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=7204)

عبدالقادر حمود 01-20-2012 08:12 AM

"القشلة"
 
كانت مقراً للوالي والجيش العثماني
"القشلة" تائهة بين التدمير والتعمير
بغداد - زيدان الربيعي:

http://www.alkhaleej.ae/uploads/gall.../19/189334.jpg


لم يسلم الكثير من المعالم التاريخية المهمة الموجودة في العاصمة العراقية بغداد من حالات التدمير والتخريب والعبث بعد احتلال العراق، ومن المعالم المهمة التي تعرضت للتدمير بعد الاحتلال ولاتزال مهجورة لغاية الآن بناية “القشلة” التي تقع على نهر دجلة في العاصمة بغداد وبالقرب من شارع المتنبي الذي يعد الشارع الأهم للثقافة العراقية . وبناية “القشلة” بناها العثمانيون واتخذوها معسكراً شتوياً لجيشهم لسنوات طوال . وبعد ذلك اتخذتها الحكومة الملكية العراقية (1921 - 1958) مقراً لها ولوزاراتها المختلفة، ورغم الخراب والتدمير فإن بناية “القشلة” تدل على أن طريقة بنائها تنطوي على رقي وبراعة العمارة الإسلامية، كما أن موقعها على نهر دجلة أضاف إليها لمسة جمالية رائعة جداً .

تعرضت بناية “القشلة” منذ تأسيسها في عام 1860 للإهمال في أكثر من مرة وفي أكثر من وقت ومن دون أن تتم معرفة الأسباب الحقيقية لهذا الإهمال . فقد أهملت بعد اندلاع ثورة الرابع عشر من يوليو/ تموز عام 1958 التي أسقطت النظام الملكي في العراق وأسست محله النظام الجمهوري .حيث تم نقل الوزارات وأيضاً مقر مجلس الوزراء من “القشلة” إلى أماكن أخرى . كما أهملت من قِبَل الحكومات التي تلت حكومة عبدالكريم قاسم (1958 - 1963)”، لكن ما إن جاء العقد الأخير من القرن الماضي حتى انتبه المسؤولون العراقيون في النظام السابق إلى هذا الصرح التاريخي واهتموا به كثيراً .حيث تم ترميم بناية “القشلة” مع الحفاظ على هيبتها التراثية . وقد أضفى هذا الإعمار رونقاً جميلاً على بناية “القشلة” خصوصاً، وعلى عموم المنطقة التي توجد فيها .

ولكن بعد تعرض العراق إلى الاحتلال الأمريكي في عام 2003 تعرضت “القشلة” للسرقة على يد اللصوص، وألحقت بها خسائر كبيرة جداً . كما أن البنايات القريبة منها، وتحديداً تلك التي تقابل بناية “القشلة”، تعرضت للحرق والتدمير ولم ينتبه إليها أحد حتى الآن . وهذه هذه البنايات المحترقة تشوه المكان الذي تقع فيه “القشلة” وتعطي انطباعاً سيئاً لكل من يقترب منها .

يقول المؤرخون إن بناية “القشلة” أسسها في عام 1860 الوالي العثماني مدحت باشا . وفي عام 1868 أكملت ساعة “القشلة” التي أنشئت لتكون ميقاتاً للجيش العثماني للنهوض والتجمع وما شابه . وقد كان العثمانيون يطلقون عليها اسم “قاش لاق” بمعنى المعسكر الشتوي للجيش العثماني وقد استمرت بناية “القشلة” تحت سيطرة العثمانيين إلى عام 1916 عندما دخل الجيش البريطاني إلى بغداد، حيث تم إنزال العلامات الموجودة فوق البناية والتي تشير إلى وجود العثمانيين ورفع تمثال “مود” على برج الساعة والذي لايزال موجوداً حتى الآن .

ومن أهم أسباب تأسيس بناية “القشلة” إيجاد مكان لوالي بغداد، وقد سكن هذا الوالي في بناية “القشلة”، وكان الجانب الأيسر من بناية “القشلة” سجناً عسكرياً، بينما كان الجانب المقابل مخصصاً للمطبخ الخاص بالجيش العثماني . أما شارع المتنبي الذي كان يسمى آنذاك “شارع أكمك خانة” فإن بدايته من جهة نهر دجلة كان يوجد فيها مكان يحتوي على مطعم ومخبز للجيش التركي .

بعد تأسيس الدولة العراقية الحديثة في عام 1921 على يد الملك فيصل الأول تم إنزال تمثال “مود” ورفع محله تمثال لرجل يمتطي الجمل في إشارة إلى الملك فيصل الأول نفسه الذي كان أول من يحكم الدولة العراقية الحديثة التي تأسست بعد انسحاب الدولة العثمانية، وكان مقر مجلس الوزراء يقع في آخر “القشلة” خلف وزارة الداخلية وقد استمر هذا الوضع، إلى أن جاءت ثورة 14 يوليو عام 1958 التي أسقطت النظام الملكي في العراق وأسست النظام الجمهوري، حيث تغير الوضع وانتقلت الوزارات إلى أماكن أخرى، بينما تعرضت بناية “القشلة” إلى هجرة تامة ولم يلتفت أليها أحد، ما ألحق بهذه البناية أضراراً جسيمة كادت أن تصل بها إلى حد الاندثار .

إلا أن حالة الإهمال التي تعرضت لها بناية “القشلة” لم تدم طويلاً . حيث حصلت التفاتة قوية جداً نحو هذه البناية من قبل النظام العراقي السابق في تسعينات القرن المنصرم عندما تقرر إجراء حملة إعمار جديدة “للقشلة” وتحويلها إلى متحف للتاريخ العراقي، وقد نجحت الطواقم العراقية التي تولت إعادة ترميم هذه البناية في الحفاظ على طرازها التاريخي الأمر الذي جعلها في غاية الجمال، وبات العراقيون يحرصون على زيارة هذا الصرح التاريخي الثقافي الجميل باستمرار، وكان لوجود شارع المتنبي بالقرب من هذه البناية دور كبير في تسليط الضوء على هذه البناية من قبل وسائل الإعلام المحلية والخارجية، إلا أن هذه الحالة لم تستمر طويلاً، حيث تعرضت الأجزاء المقابلة لهذه البناية إلى الحرق بعد الاحتلال، لكن المبنى الرئيس ل”القشلة” حافظ على رونقه، ما جعل السلطات العراقية التي تعاقبت على حكم العراق بعد الاحتلال تصدر أمراً بغلقها .

وأدى الانفجار المدوي الذي هز شارع المتنبي في شهر مارس/ آذار من عام 2007 إلى تعرض بناية “القشلة” إلى نكبة جديدة بعد أن تعرضت أجزاء كبيرة منها للتدمير . لكن أمانة بغداد قررت إعادة الحياة إلى شارع المتنبي وترميم “القشلة”، وقد أعيدت الحياة إلى شارع المتنبي، كما تم ترميم “القشلة” لكنها مغلقة حتى الآن وهي خالية تماماً إلا من شقة واحدة عائدة إلى دائرة الآثار، وقد تم منع مرور السيارات بالقرب منها حتى لا تتعرض لأية محاولة للتفجير بسيارة ملغمة .

وقد دعا الكثير من المثقفين العراقيين الوزارات المعنية بالأمر إلى ضرورة الالتفات إلى هذا الصرح التاريخي الجميل وعدم تركه يعاني الإهمال، وأدركت وزارة الثقافة العراقية المخاطر التي تهدد بناية “القشلة”، فسعت، بالتعاون مع منظمة “اليونيسكو”، إلى وضع دراسة لصيانتها، وكذلك البنايات الأخرى القريبة منها وتحديداً سوق السراي الخاص ببيع الكتب في العصور السابقة . ولكن لم يبرز حتى الآن شيء جديد يجعل الناس الذين يحبون التراث العراقي يشعرون بأن هناك حالة من الاهتمام والرعاية ستقترب من هذا الصرح التاريخي المهم جداً .

الـــــفراتي 01-20-2012 09:22 AM

رد: "القشلة"
 
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

عبدالقادر حمود 01-20-2012 04:51 PM

رد: "القشلة"
 
الله يعافيك ويبارك بيك


الساعة الآن 06:29 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى