منتدى الإحسان

منتدى الإحسان (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   المكتبة الرقمية (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=24)
-   -   من كتب التراث (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=725)

عبدالقادر حمود 09-02-2008 04:38 PM

من كتب التراث
 
من كتب التراث : «الاعتماد في نظائر الظاء والضاد »




صالح خلوف العبدالله
لايسع كل مهتم بالتراث إلا أن يدلي بدلوه إزاء تلك اللفتات الكريمة من محققي كتب التراث ،حيث تتواصل الجهود وتستمر في إخراج الكتب التراثية القيمة فالتراث لايعني الشيء


الذي مضى وانقضى ،بل هو مستمر استمرارية الحياة . وفي هذه الرؤية نتناول كتاباً بعنوان «الاعتماد في نظائر الظاء والضاد» لأبي عبد الله جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني الشافعي النحوي الذي ولد في الأندلس واختلف في سنة ولادته (598هـ- 600 هـ - 601 هـ ) وتلقى علومه الأولى وأصاب بعض العلوم الأخرى فكان إماماً في القراءات وعللها وكان اليه المنتهى في اللغة والنحو والصرف في زمانه ،وتوفي ابن مالك في دمشق سن 276هـ .‏
خلف ابن مالك كتباً كثيرة في القراءات واللغة والنحو والصرف ويذكر الدكتور حاتم صالح الضامن - محقق الكتاب - كتب ابن مالك المطبوع منها والمخطوط والتي تنسب اليه خطأ ،والكتاب الذي بين أيدينا هو أحد الكتب المخطوطة ،وأصل هذا الكتاب كان منثوراً في كتابه الموسوم بـ(الارشاد في الفرق بين الظاء والضاد) فانتزعه ابن مالك ،ورتبه على حروف المعجم ،فكان أن أجاد وأبدع في كتابه حيث جمع الألفاظ المنتهية بالضاد ،وتكون بمعنى آخر فيما لوانتهت بالظاء .‏
وتلك مشكلة عويصة تلك التي أعني بها مسألة الظاء والضاد ،فقد كانت محط اهتمام الكثير من الباحثين واللغويين الذين الفوا كثيراً من الكتب في هذا المضمار ولهذا فإن محقق الكتاب يذكر بأن ابن مالك لم يكن أول من خاض في هذا المجال فقد سبقه وجاء بعده الكثير ،ويذكر المحقق /39/ كتاباً تناولت الموضوع ولعل السر الذي يكمن في هذين الحرفين أن الضاد حرف من يلفظه بلفظه الصحيح فقد يخرجه أو يمزجه بالذال وهو حرف مجهور وأحد الحروف المستعلية ،وهو للعرب خاصة ولايوجد في كلام العجم إلا قليلاً.‏
أما الظاء فهو حرف مجهور وهو عربي خص به لسان العرب لايشركهم فيه أحد من سائر الأمم ،ومن هذا المنطلق يقف الدكتور الضامن على السر في اطلاق (لغة الضاد) على اللغة العربية ،حيث أن قضية حرف الضاد كانت من الامور الصعبة لمن يريد أن يتعلم العربية من الاعاجم ،وقد اعتمد ابن مالك في كتابه على عدة مصادر وكان جل اعتماده على جمهرة اللغة والصحاح ،كما أنه نقل عن البصرين والكوفيين لأبي عمرو الشيباني والأصمعي ..وكانت شواهده من القرآن الكريم ومن الاشعار والاراجيز ،ومن أمثلة ابن مالك (الاعتماد في نظائر الظاء والضاد) كقولنا : العض والعظ :‏
فأما (العض) بالضاد فمصدر عضضت وهو الأخذ للشيء بالأسنان والشد بها عليه .‏
وأما (العظ) فمن اشتداد الزمان والحرب كقولهم : عظهم الزمان إذا اشتد عليهم وأثر فيهم .‏
وثمة ملاحظة يأخذها المحقق على ابن مالك وهي أنه لم يذكر في كتابه كثيراً من نظائر الضاد والظاء وإنما اقتصر على/33/ لفظة فقط ،فكان العمل يحتاج لمتابعة أكثر ،وعليه فقد قام الدكتور الضامن محقق الكتاب يتتبع كتب الضاد والظاء وكتب الغة والمعجمات فجمع أربعاً وخمسين لفظة من النظائر فاتت ابن مالك في مؤلفه .‏
ومن أمثلة مااستدله المحقق:‏
فاض وفاظ :‏
فاض : بالضاد : يقال فاض الماء إذا زاد وخرج عن مستقره.‏
وفاظ:بالظاء : يقال فاظ الرجل : إذا مات .‏
المرض والمرظ:‏
المرض : بالضاد : الداء .‏
المرظ : بالظاء : الجوع .‏
ومن هنا أهمية الكتاب في هذه المضمار (انفراده برواية النظائر) ومخطوطة الكتاب بعنوان «رسالة في الألفاظ المتفقة المبنى المختلفة المعنى) حسب فهرس المخطوطات بدمشق تحت رقم /1593/ بينما عنوان الكتاب الصحيح الاعتماد في نظائر الظاء والضاد ) وقد بذل الدكتور الضامن جهداً كبيراً في تحقيقه للكتاب واستدراكه لما فات ابن مالك ،وقد عرف ذلك كل من طالع الكتاب


الساعة الآن 09:49 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى