أين أنت ياالله؟!!... فها أنا أقاتل بمنكبيّ كل الجموع الهادرة المتزاحمةِ على جنتك من كل الفرق والأديـان وكل البشر، نقتل بعضنا البعض في طريقنا إليك، نشتم بعضنا ونلعن بعضنا في طابور ٍ طــويل ٍلا يحده الأفق.. يقولون ياصديقي أن الدين بضع وسبعون فرقة، حشرتهم في النار إلا فرقه.. ثم ماذا بعد؟!!




وكيف لي أن أعلم وأنت العليم بأي فرقة أكون، وأي ناجية ٍ من هذا الشطط والشــتات ألتحق، فأنا كائن خلقته وأبدعته دون قـوة منه أو رغبه.. وبالفطرة تقول أنك بعثته، ولكني وجدت نفسـي منقاداً إلى حيث لا أدري مغمض العينين مخاط الشفاه، ولم تسـعفني تلك الفطره برهافتها أن أستلهم الحق قبل أن تبيد وتختفي في بحور الأتباع والوراثه، فأنا عربي بالوراثه، مسلم ٌ بالوراثه، إسـماعيليٌ بالوراثه، قبليٌ بالوراثه، وكل شيء في حياتي وراثةٌ في وراثه، قالوا لي بأنك أوزعتني الحكمه والهدايه، وأنك معي وبجانبي وأني ضمن وفود جنات ٍ عدنٍ التي وعدت، أغرق بأنهارالخمــر واللبن، وأسكن لأحضان فاتنات الجنـّة وجميلاتها، وقال آخرين من فرقة ٍ مجاوره بأني مجوسي متزندق سأنضمُ لوفودٍ يممت شطر جحيمك الوجوه، لأودية الويل والثبور برفقتي إثنتين وسـبعون فرقة كـافره هم كل هذا العـالم الكبير، بأستنائهم طبـعاً...



أين أنت يالله ؟!! أجبني.. هل هذا صحـيح؟!.. أجبـني يا مليكي.. فأنا تائه في اللامكان، عيناي تحدق في الفراغ، وملامحي شوهتها الدهشه من اللا شيء، أيعقل أن تكون رحمتك مفازة لعرق ودين ومذهب بعينه.. أيعقل بأنك بكل هذه القسـوة، أليس هذا محض افتراءٍ عليك بالكذب وأنت صامت لا تتكلم، هل يمكن لدين ٍ أو مذهب أن يختزل كرمك وجودك ورحمتك في هذا الأطار المتعسف؟!.. ماذنب ذلك المسـكين في مجاهل افريقيا، ذلك الأميُّ الذي نشأ لا دين له ولا رابط له ولا يعرف سوى أدغالاً لفظه بجوفها رحم ٌ أســود، لايعرف إلا تسلق الأشجار وأستخراج الأصماغ من بطونها ليأكل شيئاً من الكفاف بقيمتها، وعندما أصابه الضـر عبد شجرته التي تمنحه الحياة، لتخلصه من العذاب ثم مات.. ماذنبه أن يحترق بنارك ويشتعل كما تشتعل سعفات النخيل... ما ذنبه لتُجير حياته مع آلالاف البائسين مثله إلى فرق ٍ ستحترق جلودها بحمم العذاب..




اليس كل إولئك الواعظين المتحدثين بإسـمك كاذبين مارقين.. أخــبرني فالحيــرة ُ تتآكلني؟!!




هذا شيء مما في نفســي الآن يا خالقي، والبقيةُ تأتي، فأنا بصـدد كتابة خطاب ٍ طويل جداً إليك أيها العطوف، سأشكو لك فيه كل أفعالهم وأعمالهم بتفنيد ٍ وتفصيـل، وسأثبت لك أنهم شــياطين لبست العمائم وتأبطت المصاحف.. وقالت بأسمك اللهم الرحيم نبدأ..




إلى اللقاء يامرشــدي..

منقول أحببت أرى رأيكم في هذا الموضوع وفكرة الكاتب