منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   ركن وادي الفرات (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=79)
-   -   الصبة .. و وشائج المحبة (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=2638)

عبدالقادر حمود 03-16-2009 08:57 AM

الصبة .. و وشائج المحبة
 
الصبة .. و وشائج المحبة

عقبة نظام الدين

منذ القدم اشتهرت منطقة الفرات عموماً و مدينة ديرالزور خصوصاً بصفة لطالما لازمت أهاليها ألا وهي الكرم .. فمن كان يقول : أنا من منطقة الفرات كانت تعزى إليه تلقائياً هذه الصفة الحميدة التي عز وجودها في هذه الأيام و اندثرت - أو كادت تندثر - مع الكثير
من الطبائع و العادات الرائعة التي كانت أمثولة تتعلق بأهالي المنطقة كتعلق الجنين بالحبل السري ... و ترتبط بهم كارتباط جذور السنديان بأرضها .. و من العادات الطيبة التي كانت منتشرة في ديرالزور هي ما يسمى بـ ( الصبة ) و هي الطعام الذي كان الجيران يقدمونه لبعضهم البعض بدافع المودة و التراحم و من الذكريات الجميلة التي أحملها في ذاكرتي عن والدتي أنها كانت تقوم بطهي صنف واحد أو صنفين من الطعام بأحد القدور الكبيرة ثم ترسل معي الأطباق المليئة لأوزعها على الجيران الذين يقومون بدورهم بنفس العمل فيوزعون ما تم طهوه لديهم على الجيران و حين نجلس على مائدة الطعام تكون مليئة و عامرة بعدة أصناف من الطعام فأصاب بالحيرة إذ أني رأيت أن والدتي لم تطبخ بمثل هذا التنوع الكبير من الأطعمة و لشدة فضولي كنت أسألها من أين أتى كل هذا الطعام ؟؟؟‏
فتجيبني و البسمة تعلو شفاهها بأن الجيران الذين أرسلنا لهم أطباق الطعام قد أعادوها و وضعوا فيها مما عملت أيديهم .. و كان هذا التصرف بمثابة رد التحية بمثلها‏
و من العادات التي اشتهر بها أهالي المنطقة هي ما يسمى بـ ( التنزيلة) و هي الطعام الذي يقدم للجيران الجدد الذين يسكنون في الحي و لازالت ترتسم في مخيلتي صورة والدي - رحمه الله ورحم موتاكم - حين كان يصطحبني للترحيب بجيراننا الجدد و ليقوم بدعوتهم لتناول الطعام في بيتنا و ذلك لطرد الشعور بالوحشة التي قد يحس بها من نزل بدار جديدة و لتقوية أواصر المحبة و الوئام التي كانت تدفئ قلوب سكان الحي و تثلج صدورهم ..‏
و من الأمور التي لم نعد نعايشها هو اجتماع نسوة الحي و تعاونهنّ كيدٍ واحدة لفتل ( الشعيرية ) و تجفيفها على الحبال أو لسلق الحنطة في قدور هائلة الحجم لتنضج و تصبح ( سليقة ) و كان صغار الحي آنذاك يطوفون حولها حاملين بأيديهم صحوناً فارغة ليأخذوا حفنة من هذه القدور و يأكلوه بعد إضافة الملح أو السكر فوقه !!‏
و هناك أيضاً ما كان يفعله سكان الحي حيث تحدث حالة وفاة عند أحد الجيران حيث كان الرجال و النساء يسارعون لمؤازرة عائلة المتوفى مؤازرة معنوية و مادية فهذا الجار يتكفل بتجهيز بيت العزاء .. و ذاك يحضر لوازم القهوة المرة و يقوم بطبخها و تلك تعد الطعام لأصحاب العزاء و ضيوفهم و هؤلاء يجمعون ما تيسر من النقود لتعزيتهم و لتخفيف العبء عنهم و مواساتهم في مصابهم فلا يدعون أهل المتوفى بحاجة لأن يحركوا ساكناً أو أن يثقلوا كاهلهم بأي مصاريف تزيد من شعورهم بمحنتهم ...‏
و هناك الكثير الكثير من العادات و التقاليد الرائعة التي متازت بها هذه المنطقة و التي ذهب معظمها أدراج الرياح و لم نعد نرى منه سوى أطياف تمر بذاكرتنا ..‏
و السؤال الذي يحز في النفس هو لماذا غادرتنا هذه الروابط و القيم التي كانت من نسيج الحياة اليومية و من صميم أخلاق أهل الفرات ؟؟؟‏
هل السبب هو ضيق ذات اليد !!! أم أن النفوس قد تغيرت بسبب تشعبات الزمن و تعقدات الحياة ؟؟؟‏


نوح 03-18-2009 01:15 AM

رد: الصبة .. و وشائج المحبة
 
نعم هذا كان زمان واليوم موجود بس قليل الحياه اختلفت عن اول والنفوس تغيرت نسئل الله العفو والعافيه

هيثم السليمان 03-19-2009 05:09 AM

رد: الصبة .. و وشائج المحبة
 
كما قال أخي أبو معاوية فهذه الأشياء الجميلة بدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً

نسأل الله الثبات

عبدالقادر حمود 03-25-2009 12:19 AM

رد: الصبة .. و وشائج المحبة
 
الاخوة الكرام اسعد الله اوقاتكم بكل خير وبورك مروركم العطر

أبو أنور 04-10-2009 03:30 PM

رد: الصبة .. و وشائج المحبة
 
كانت النفوس تميل الى البساطة والطيبة ومع الزمن تغيرت النفوس واصبح المسيطر علينا الست نفوس ولم يعد للروح اي سيطرة على النفوس

عبدالقادر حمود 04-12-2009 08:46 AM

رد: الصبة .. و وشائج المحبة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أنور (المشاركة 18334)
كانت النفوس تميل الى البساطة والطيبة ومع الزمن تغيرت النفوس واصبح المسيطر علينا الست نفوس ولم يعد للروح اي سيطرة على النفوس


نسال الله العفو والثبات


الساعة الآن 12:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى