منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   الفقه والعبادات (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=8)
-   -   رفع الصوت بالتكبير خلف الإمام (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=4214)

العكيدي 11-23-2009 11:35 AM

رفع الصوت بالتكبير خلف الإمام
 
بينا في مقال سابق أن التكبيرات منها ما هو ركن كتكبيرة الإحرام وتكبيرات صلاة الجنازة، ومنها ما هو سنة كتكبيرات الانتقال في الصلاة، وتكبيرات العيدين، وتكبير صلاة الاستسقاء، وتكبيرات الأذان والإقامة، والتكبير في الطواف والسعي وعند الجمار وعند الذبح والصيد وعند رؤية الهلال، وفي السفر عند الصعود والنزول.


وورد في كتب الفقه أن رفع الصوت بالتكبير مشروع في بعض الأماكن، وغير مشروع في أماكن، فالتكبير في الأذان مشروع فيه رفع الصوت، لأن الهدف إعلام الناس بدخول وقت الصلاة، كما أن الإمام مشروع له رفع الصوت، لأنه جعل ليؤتم به، فلو لم يرفع صوته بتكبيرة الإحرام أو بتكبيرات الانتقال، لم يتمكن المأمومون من متابعته.


ولذلك سن الفقهاء أيضاً مد الإمام صوته بتكبيرات الركوع والسجود والانتصاب، حتى يعرف المأمومون متى ينزل ومتى يعتدل، ويبنى العمل على الحركات القولية التي ترافق الفعلية لأنها هي التي تنبه المأمومين.


لكن لم يشرع رفع الصوت بالتكبير في أعقاب الصلوات المكتوبة عند الجمهور، لأن المطلوب من كل فرد أن يكبر في نفسه ولنفسه، لا ليؤتم به، أما ما ورد من أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كنت أعرف انقضاء صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالتكبير” (رواه البخاري)، فقد قال عنه الشافعي: إن مثل هذه الأحاديث تفيد أن الرسول كان يرفع صوته بالذكر، لأن مثل هذه التكبيرات تدخل في باب الدعاء، وقد كان الرسول يرفع صوته أحياناً بالدعاء ليعلم أصحابه، ولم يتخذه عادة.


لذلك فإن ما نراه اليوم في صلاة العيد، حيث يكبر الإمام تكبيرة الإحرام وتكبيرات الانتقال، فيكبر المأمومون وراءه برفع الصوت، ليس من السنة في شيء.


إذ إن تكبيرة كل من الإمام والمأموم فيها معنى الذكر والدعاء والذاكر يناجي ربه، فينبغي أن يخشع في صوته لقوله تعالى: “ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين” (الأعراف: 55).


ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم “اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، إن الذي تدعونه أقرب من أحدكم من عنق راحلته” (رواه مسلم).


إذن فإن الإمام إذا رفع صوته بالتكبير، كان هدفه إشعار المأمومين بحركاته وانتقالاته، أما المأموم فلا مبرر لرفع صوته بالتكبير، اللهم إلا اذا كان مبلغاً يبلغ عن الإمام عند الحاجة.


وورد في “الفتاوى الخيرية” أن حكم الذكر والجهر به أو الإسرار يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال، فالإسرار أفضل، إذا خيف من الجهر الرياء أو تأذى المصلين أو النيام.


نعم.. وهذا ما أرجحه أنا في تكبيرات العيد فأقول: رفع المأمومين صوتهم في المصلى بتكبيرات الانتقال خلف الإمام غير مشروع، لأنه ينافي الخشوع والأدب مع الله، ولو كان هدفهم ذكر الله، فلماذا لا يرفعون صوتهم بالتكبير قبل وصول الإمام وقبل دخوله في الصلاة، مع العلم بأن المصلى يمتلئ بهم؟


الساعة الآن 03:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى