منتديات البوحسن - طلبة عرب وأجانب ينهلون العلم وينسجون حكايات عشق للمدينة

في دمشق : طلبة عرب وأجانب ينهلون العلم وينسجون حكايات عشق للمدينة
أوردت صحيفة الغد الاردنية التقرير الآتي :
إذا كان الوصول إلى الصين من أجل طلب العلم مشروعا "اطلب العلم ولو في الصين"، فهو يصبح أكثر مشروعية عندما يتعلق الأمر بعاصمة عربية قريبة في الجغرافيا وفي الوريد والتاريخ المشترك.
وفي دمشق التي طالما حج إليها العلماء والأولياء الصالحين تعلما وتقربا، فإن موقعها كمنهل علم ومصدر معرفة متواصل دون توقف.
هذا ما يؤكده ليس طلبة أردنيون في عاصمة الأمويين فقط، ولكن أيضا طلبة من جنسيات عربية وأجنبية عديدة.
الطالب الأردني عبد الرحيم مكاوي(21 عاما) فضّل الدراسة في دمشق، بعد أن تكونت لديه صورة مدهشة للمدينة من خلال زياراته السياحية الشبابية والعائلية.
وعن اقامته في دمشق للدراسة يقول: "في البداية كان الوضع صعبا من حيث الابتعاد عن العائلة وعن البيئة التي ترعرعت فيها، لكن مع مرور الوقت بدأت بتكوين صداقات مع طلاب سوريين، وخلصت إلى ان هذا الاختلاف يفتح آفاقي على بيئة جديدة ويعرّفني بحضارة عريقة تحمل دمشق شرف الانتساب إليها".
من جهته محمد العبادي (22 عاما) الطالب الأردني في كلية طب جامعة دمشق، يفضل الدراسة في سوريا لأن تكاليفها اقل، قياساً بدول مجاورة. "اقامتي داخل المدينة الجامعية في دمشق امنت لي المسكن بالمجان من خلال اتفاقية التبادل الثقافي الاردنية السورية كذلك إقامتي داخل هذه المدينة تؤمن لي كثيرا من الاحتياجات بأسعار رمزية، إضافة لوجود صالتيّ انترنت ورياضة ومسرح داخل المدينة الجامعية".
الطالبة الكندية كريستين مانكور (24 عاما) التي تدرس اللغة العربية في جامعة دمشق تقول "للحياة في سوريا نكهة اخرى، فأنا ادرس اللغة العربية بشكل نظري في الجامعة وانطلق لامارسها عمليا في الشارع الدمشقي وفي دمشق القديمة تحديدا، وما لفت نظري ان الشعب السوري شعب ودود وصديق،لا بل شعب يقدم المساعدة ويرفض التكلم معي باللغة الانكليزية ليمكنني من اتقان اللغة العربية عيشا ومحادثة".
الطالبة الأردنية فاطمة قطيشات (21عاما) التي تدرس الادب الانكليزي، ترى أن هناك عدل ومساواة بالتعامل بين الطلاب السوريين والاردنيين اناثا وذكورا من الجانب الدراسي والمعيشي "فحينما اقف لشراء ابسط احتياجاتي من طعام وشراب اعامل معاملة (ابنة البلد) رغم اختلاف لهجتي".
اما عن النشاطات الثقافية للطلاب العرب فيقيم اتحاد الطلبة مجموعة نشاطات ثقافية وترفيهية منها الرحلات لأماكن تاريخية داخل سورية والاردن.
ياسمين فاري (27 عاما) تعيش في إسبانيا وتعود اصول عائلتها إلى المغرب العربي، وهي تدرس العربية في دمشق. عن تجريتها تقول "سبب دراستي الأول للغة العربية في دمشق هو زوجي الايطالي الذي يجيد التحدث بها اما انا فاعيش معه في اسبانيا ولا اتكلم العربية! لذا فكرت بدراسة اللغة العربية ورغبت بالدراسة في دمشق تحديدا لانها جميلة واستاذي في اسبانيا هو سوري من الزبداني والبرنامج في الجامعة جيد وكل شيء متوفر اما عن التكاليف فلا عقبة أمامي سوى تكاليف الدراسة الغالية فقط فهي تقترب في الشهر الواحد من 18 ألف ليرة سورية (ما يعادل 300 يورو) اما بالنسبة للمعيشة فهي أقل كلفة من إسبانيا، المطاعم والحاجيات زهيدة مقارنة مع بلدان أخرى".
الطالبة الفرنسية من أصل تونسي ريم محمود تحتاج، كما توضح على الاقل، إلى عام كي تتعلم اللغة العربية في سوريا وفي دمشق تحديدا فاللغة العربية "صعبة وتحتاج الى تدريب، كما تتوجب دراستها في بلد عربي فكثير من اصدقائي درسوا العربية في اسبانيا وفي فرنسا لمدة ثلاث سنوات لكنهم لا يتكلمون العربية اليوم".
وعن الشعور بالاغتراب تقول فلة (22 عاما) من الجزائر وتقيم في فرنسا "توجد اشياء غريبة ومختلفة لكن هذا أمر طبيعي لان لكل مجتمع حضارته، وما يلفت انتباهي في دمشق ان الشعب "ودود ومضياف ولا يشعرك انك غريبة عنه".
فلة تشعر بالسعادة لأن لديها اصدقاء كثيرون ووقت اكثر "في فرنسا معظم وقتنا ينصب على العمل فالمجتمع الغربي مجتمع فردي اما هنا في دمشق فالامر مختلف".
فلة تحب إقامتها في دمشق لأنها علمتها كيفية التعايش بين أناس يعتنقون ديانات ومذاهب عديدة ويسكنون في منطقة واحدة "ومثالي على ذلك منطقة "باب توما" في دمشق القديمة فهي مليئة بالجنسيات والديانات والدارسين والطلاب والجميع يتعايشون بسلام مع بعضهم بعضا".