منتديات البوحسن - ثمرة 8 ذي القعدة 1430

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من توجيهات سيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي حفظه الله تعالى ونفعنا به

سؤال : كيف نستطيع أن نكشف الحجب التي ذكرها سيدي عبدالقادر الجيلاني حفظه الله في قوله : " الخلق حجابك عن نفسك ونفسك حجابك عن ربك وما دمت ترى الخلق لا ترى نفسك وما دمت ترى نفسك لا ترى ربك " ؟
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
هذا المؤمن والمؤمنة باعتقاده وإيمانه لا يحارب الله والرسول عليه الصلاة والسلام ,ولكن بسبب غفلته وحجبه بالخلق يبعد عن علم الله المطلع عليه , هذا من حيل النفس لأنه يعلم يقيناً ربه مطلع على حاله وفعله , معنى هذا لا يبالي ولا يهتم بعلمه جل وعلا لأنه لم يُفتح عليه ولم يطلع على حيل النفس يمشي مخالفاً, وإذا مشى مخالفاً لابد من المنبه , المنبه بعد الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم وكذلك أحاديث الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم .
حق الكل أن ينتبه بقرب علم الله إياه .
معلوم حينذاك ينتبه , وإذا لم ينتبه كلما يتقدم تغلب عليه الغفلة وإذا غلبت عليه الغفلة حواليه الناس يتعلق بهم وينسى نفسه , وبالآخر ينسى ربه , لهذا لابد أن يتنبه , ولذا حصن المؤمن والمؤمنة في لفظ الجلالة " الله " وأن يتوله به أي لفظ الجلالة " الله " يتردد بلسانه حتى ينزل على قلبه وإذا نزل يطهر القلب وإذا طهر القلب لا يمكن لشئ أن يقع بعين القلب ويَبِيْن لفظ الجلالة " الله " بعين ذاك القلب المطهر .
وسبب عدم التنبه على حيل النفس عدم المجاهدة وعدم التسليم وعدم الذهاب والرجوع , والبدء بدون هذه الأمور فلا يطلع على حيل النفس , إما منها أو منه أو من غيره أو غيرها يتعلق بالكل , ولذا إذا اجتمع الناس على واحد وبدؤوا بالمدائح وهو متعلق بهم يحصل الحجاب كما قال سيدنا الجيلاني قدس سره : " الخلق حجابك عن نفسك ونفسك حجابك عن ربك وما دمت ترى الخلق لا ترى نفسك وما دمت ترى نفسك لا ترى ربك "
كما أن الأنسان المشغول بالتجارة ويدور على التجارة ويربح ويجمع حتى يكون رأس ماله قوياً لا يحتاج إلى ضم شئ من الخارج هكذا الدنيا وفي الآخرة رأس مال المؤمن والمؤمنة الإيمان وبعده العمل الصالح مع الإخلاص .
وهكذا تحصل له المعرفة وحقيقة رأس المال المعرفة . المعرفة جهتين : جهة مسوَّدةٌ في حق العباد والجهة الثانية متعلق بالأسماء والصفات الإلهية ومن تنبه بأن الله خلق هذه الكثرة مع الوحدة ووحدانيته متعلقة بذاته بلا مشير ولا وزير يثبت عنده الإيمان الكامل .
والمراد بالتسليم أن يأتمر بأمر خادم الطريق ولا يجعل خادم الطريق حجاباً بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الله , ويجعله واسطة بين الله وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذ بتوجيهاته مع محبته إياه .
وإذا تمسك بقوله يبعد عن حيل النفس وعن الغرور والأنانية لأنه يقول في نفسه وجهني خادم الطريق إلى هذا حينذاك يخلص عن الغرور .

ثمرة بعد العشاء يوم الاثنين 26 تشرين الأول 2009 / 8 ذي القعدة 1430