منتديات البوحسن - أيها الأحباب الزموا شيخكم فإن الملتفت لا يصل

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أعجب لمن أكرمه الله بسلوك هذا الطريق مع هذا الشيخ كيف يلحظ غيره.

لن أتحدث عنه لأنه شيخي, فهو أغنى الناس عن الناس, ولن يزيده ثنائي أو ينقصه نقدي.

لكن, أعجب لرجال يدعون التمسك بالشريعة والمحبة للتصوف وللأولياء ثم تلتفت قلوبهم إلى حظوظ النفس.

وهل كانت الولاية يوما إلا التمسك بالشرع الشريف, رأيت العديد من الشيوخ ممن لديهم إذن بالتسليك والارشاد, قليل منهم متمسك بالكتاب والسنة كما هو حال طريقنا.

عندما زرت سيدنا الشيخ بفضل الله ومع أخي أبو عبد الله سأل أحد الزائرين سيدنا عن بعض الأمور التي اقتبسها أحدهم من هنا وهناك, مما أثار غضب سيدنا الشيخ, وصلى سيدنا الشيخ الظهر بنا ثم عاد فتكلم عن المسألة عينها , وذهب وهو يوصي أبو عبد الله أن يقرأ علينا من كتاب الحقائق ما يتعلق بهذا الأمر.

هذا مثل ضربته لأجل أن أقول, التوجه إلى الله ليس بالأمر السهل, ولكن الكثيرون قد يلتبس عليهم المر فيظنون أن فائدة الطريق تتمثل بالأذواق والتجليات والأحوال والكشوفات والراحة القلبية ....

وما فهمته من كلام سيدنا أن الله غير ذلك كله, فإذا كان مطلوب السالك الله فإن عرضت هذه الأمور أو لم تعرض فلا يجب الالتفات لذلك.

دوما يوجه سيدنا إلى التمسك بالشرع وقراءة القرآن بتدبر وكثرة الذكر وترك المعاصي....

وقد يخطر ببال البعض لم هذا التكرار أليس في الطريق أمور أخر؟

لا يا اخي ليس في الطريق أمور أخر, فهذه أصول, وما سواها فروع, وسيدنا الشيخ يوجه إلى الأصول, إلى حسن الاعتقاد بالله المنجي بالآخرة, طريقته هذا المرشد الكريم في تربية مريديه هي طريقة سيدنا رسول الله صلى الله عليه سلم في تربية الصحابة, لا يحيد عنها قيد شعرة.

الفقير لست ضليعا بالعلوم الشرعية, لكن درست منها ما يكفي كي أميز الحقّ من الباطل.
فأقول وإن شاء الله أنا الصادق في كلامي, أنه لو كشف لي وقيل لي أنه لا تستفيد في الطريق ولا تتقدم, فلن أترك الطريق أو أميل لغيره, فما وجدته مثل مرشدنا متمسكا بالكتاب والسنة, فأما أمر الاستفادة فهذا من الله قضاء مقضيا, ومتعلق بتقصيري في الطريق, لا لعلة في الطريق.

فيا أحباب سيدنا الشيخ عبد القادر عيسى وأحباب سيدنا الشيخ أحمد, انظروا بعين الشريعة والعقل, طريقنا كامل مكمَّلٌ مكمِّل, فلا حاجة لنا لنأتي بأشياء من هنا وهنا فنقع في التلفيق كما في الفقه, والحكم الملفق باطل بالاجماع.

والله سيدنا لا يرينا أن نمدحه بما لم نقف عليه, فإلى من يتشدقون بمدح سينا الشيخ بما لم يعرفوا عنه من غريب الأحوال, إغلبكم سمع فقط ولم يقف على ذلك منه, وسيدنا الشيخ بشر كباقي البشر, يكفيكم تمسكه بالكتاب والسنة, وحسن الاعتقاد به.

اعتقدوا أنه مرشد مأذون من الله ورسوله وشيخه من قبله, وقابلوا أمره بالتسليم الكامل بالقلب قبل العقل والجوارح, وأنه يوجه إلى الله دون سواه, وأجزم أنكم ستسفيدون.
أما كثرة مدح الشيخ والقلوب متشككة, وتحمله تبعات السالكين –من مأذونين وغيرهم- فهذا لا يليق بمن أسلم قلبه للمرشد ليربيه.

لعلي أكثرت الكلام
وأرجو أن أكون قد أوصلت مرادي.

سبحان ربّك ربّ العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين