منتديات البوحسن - المرآة الصمدية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من توجيهات سيدنا فضيلة الشيخ احمد فتح الله جامي حفظه الله تعالى ونفعنا به

القلب هو المرآة الصمدية ، والله تبارك وتعالى مطلع على القلب كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأشار بأصابعه إلى صدره ، أ خرجه مسلم .

هذا القلب هو المرآة الصمدية وكعبة الله جلا وعلا واعتبار الإنسان بهذا القلب الرباني ، وليس بالقلب الصنوبري ، ولكن الإنسان إنسان بالقلب الرباني وإذا انحرف ينحرف به وأهل الطريق متعلقون بالأخلاق الباطنة مع الأخلاق الظاهرة شريعة وسنة نبوية وأما علماء الظاهر فليس لهم تعلق بهذا الباطن وهم متعلقون بالظاهر ..... وأهل الطريق متعلقون بالظاهر والباطن ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " أخرجه البخاري ومسلم . ليس القلب الصنوبري بل القلب الرباني والتعلق به كالمغناطيس قبل أن يتقرب إلى الحديد يجره ، وكذلك تعلق القلب الرباني هكذا ، قبل ان يصل إليه يأخذ منه ، بهذه الميزة لا يرون أفضليتهم على فرد من افراد جنسهم حتى أنهم يعلمون قطعياً أن نفوسهم الأمارة أخبث من نفس فرعون .

ولكن اعلم أيها المؤمن أن المسائل الإيمانية علمية لو نسأل أي مؤمن ولو كان فاسقاً هل الله يعلم ما في قلبك وبجيع دقائق الدنيا وما فيها وما سيكون ؟
يقول نؤمن ولكن هذا الإيمان بهذا العلم الإلهي الموجود العام لم ينتقل من عين العلم إلى حق اليقين وإذا انتقل إلى حق اليقين كان الإنسان المؤمن - بهذا الاعتقاد واليقين الحقيقي - يعيش تحت حق اليقين وأما أحياناً بسبب الغفلة وبضعف الطبيعة البشرية كأنه يرجع من هذه الحقيقة إلى علم اليقين هذا بسبب الغفلة ، اللهم ثبتنا على ما انعمت علينا ، هذا من بركة القرآن الكريم .
والصدق إذا صدر من الإنسان بهذه الحقيقة فهو صادق ، وإذا صدر بالغفلة ورجوعه إلى علم اليقين يدخل فيه الكذب أحياناً وكذلك الزندقة نعوذ بالله
ولذا نرى أهل الإيمان يصلون ويصونون مع هذا يصدر عنهم الكذب معناه رجع إلى علم اليقين ، لو كان مع حق اليقين يتفكر يقول : الله عالم بما اقول ، لذا ما في قلبه يخرج من فمه بالصدق ، هذه هي الحقيقة
أهل التصوف وعلماء التصوف كما انهم متعلقون بالشريعة والسنة النبوية كذلك بالباطن يصلحون باطنهم وإصلاح الباطن لايؤخذ من الكتب ولا من الاشخاص بل بتطهير القلب بذكر الرب جل وعلا ويطهرون قلوبهم بالعلوم اللدنية ، هذا هو الفرق بين علماء الظاهر وعلماء الباطن فهم لا يرون أفضليتهم على أحد من ابناء جنسهم لأن رؤيتهم لهذه الأفضلية من حظوظ النفس لم ما فعلت أكثر ؟ لم فعلت هكذا ؟ يلومون ..... قال الله تعالى : " ولا اقسم بالنفس باللوامة " فالمؤمن يلوم ذاته إذا غلبت المادة أحياناً لأنه ينتقل اعتقاده عن الحقيقة إلى العلمية ويتراجع
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم