منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   المواضيع الاسلامية (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=7)
-   -   حين بكى إبليس (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=4245)

ساره 11-30-2009 09:40 PM

حين بكى إبليس
 
“والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون” (آل عمران: 135).


كان الحديث في الآيات السابقة على هذه الآية يتوجه إلى الذين آمنوا، يأمرهم ربهم ألا يأكلوا من الربا، وأن يتقوا النار، وأن يطيعوا الله والرسول، وأن يسارعوا إلى مغفرة من ربهم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، ثم انتقلت الآيات لتعرف بعضا من صنوف المتقين، فذكرت منهم صنف الذين ينفقون في السراء والضراء، والذين يكظمون الغيظ والعافين عن الناس، ثم جاءت الآية التي بين أيدينا لتتحدث عن صنف آخر، هم من دون الصنف الأول أي المتقين فألحقهم بالصنف الأول برحمته سبحانه وتعالى وفضله، فهؤلاء هم التوابون، الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم سارعوا إلى الاستغفار فاستغفروا لذنوبهم فوجدوا الله غفارا، ومن يغفر الذنوب إلا الله. وفي الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان وأحمد وغيرهم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن رجلاً أذنب ذنباً، فقال: رب إني أذنبت ذنباً، فاغفره، فقال الله عز وجل: عبدي عمل ذنباً، فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي، ثم عمل ذنباً آخر، فقال: رب إني عملت ذنباً، فاغفره، فقال تبارك وتعالى: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي، ثم عمل ذنباً آخر، فقال: رب إني عملت ذنباً، فاغفره لي، فقال الله عز وجل: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي، ثم عمل ذنباً آخر فقال: رب إني عملت ذنباً، فاغفره، فقال عز الله وجل: عبدي علم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، أشهدكم أني قد غفرت لعبدي، فليعمل ما شاء”.


أول طريق المغفرة


وروى الإمام أحمد بن حنبل بسنده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً، نفعني الله بما شاء منه، وإذا حدثني عنه غيره، استحلفته، فإذا حلف لي، صدقته، وإن أبا بكر رضي الله عنه حدثني وصدق أبو بكر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما من رجل يذنب ذنباً، فيتوضأ فيحسن الوضوء قال مسعر: فيصلي، وقال سفيان: ثم يصلي ركعتين، فيستغفر الله عز وجل، إلا غفر له”.


وروى مسلم في صحيحه عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء”، وفي الصحيحين عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه: أنه توضأ لهم وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر له ما تقدم من ذنبه”.


إذن فقد ثبت من رواية الأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما دل عليه الكتاب المبين أن الاستغفار من الذنب هو أول طريق المغفرة. وفي الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة قال: “قلنا: يا رسول الله، إنا إذا رأيناك رقت قلوبنا، وكنا من أهل الآخرة، وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا وشممنا النساء والأولاد، فقال: لو أنكم تكونون على كل حال، على الحال التي أنتم عليها عندي، لصافحتكم الملائكة بأكفهم، ولزارتكم في بيوتكم، ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم”.


وروي عن ابن مسعود أن الصحابة قالوا: يا رسول الله، كانت بنو إسرائيل أكرم على الله منا، حيث كان المذنب منهم تصبح عقوبته مكتوبة على باب داره، وفي رواية: كفارة ذنبه مكتوبة على عتبة داره: “اجدع أنفك، اقطع أذنك، افعل كذا”، فأنزل الله تعالى هذه الآية توسعة ورحمة وعوضاً من ذلك الفعل ببني إسرائيل.


آيتا غفران الذنوب


وفي ما يروى عن التابعي الجليل ثابت البناني أنه قال: بلغني أن إبليس حين نزلت هذه الآية: “والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم” بكى عدو الله، وقد صح بكاء إبليس كلما مر القارئ بسجدة تلاوة فسجد فيها، في ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي يقول: يا ويله وفي رواية يا ويلي أمر ابن آدم بالسجود، فسجد، فله الجنة، وأمرت بالسجود، فأبيت، فلي النار”، وفي هذا ما يرويه الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “قال إبليس: يا رب وعزتك لا أزال أغويهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الله تعالى: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني”.


وقال عبدالله بن مسعود: إن في القرآن لآيتين ما أذنب عبد ذنبا ثم تلاهما واستغفر الله، إلا غفر له، فسألوه عنهما فلم يخبرهم، فقال علقمة والأسود أحدهما لصاحبه: قم بنا، وقاما إلى المنزل، فأخذا المصحف فتصفحا سورة البقرة، فقالا: ما رأيناهما، ثم أخذا في سورة النساء حتى انتهيا إلى هذه الآية: “ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً”، فقالا: هذه واحدة، ثم تصفحا سورة آل عمران حتى انتهيا إلى قوله: “والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون” فقالا: هذه أخرى، ثم طبقا المصحف، ثم أتيا عبدالله فقالا: هما هاتان الآيتان، قال رضي الله عنه: نعم.


وقال العلماء والمفسرون: الاستغفار المطلوب هو الذي يحل عقد الإصرار ويثبت معناه في الجنان، لا التلفظ باللسان، فأما من قال بلسانه: أستغفر الله، وقلبه مصر على معصيته فاستغفاره ذلك يحتاج إلى استغفار، وصغيرته لاحقة بالكبائر، وروي عن الحسن البصري أنه قال: استغفارنا يحتاج إلى استغفار.

حمامة المدينة 12-01-2009 02:14 AM

رد: حين بكى إبليس
 
سبحان من جعل الاستغفار
ممحاة للذنوب والآثام
جزاك الله خيرا أختي
على هذا الموضوع
أسأل الله أن يجعلنا
من الذين إذا أساؤا استغفروا

أبو أنور 12-01-2009 04:01 PM

رد: حين بكى إبليس
 
يارب نسألك العفو والعافية

نوح 12-28-2009 02:15 PM

رد: حين بكى إبليس
 
بارك الله في عمرك شي طيب


الساعة الآن 07:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى