أمانة ووفاء

أمر الحجاج بإعدام جماعة من الأسرى فأعدمواعدا” واحدا”حان موعد صلاة المغرب قبل تنفيذ الحكم فيه فأرجأ الحجاج إعدامه إلى صباح اليوم التالي

وقال لقتيبة بن مسلم اجعله عندك الليلة واحضره غدا وفيما هما منصرفان إلى دار قتيبة قال له الأسير هل لك في خير ؟ قال وماذاك ؟ قال عندي ودائع وأموال أحب أن أردها إلى أصحابها فهل لك أن تعينني على ذلك بإخلاء سبيلي الآن على أن أعود إليك غدا فرفض قتيبة أول الأمر خشية أن يكون الرجل مخادعا ولكن ما لبث أن أقنعه بإخلاء سبيله 0 وقضى قتيبة ليلته ساهرا يفكر في مصيره إذا لم يعد الرجل وندم على أن تركه يذهب ولكن الرجل كما وعد وعاد فأعجب قتيبة لوفائه ثم انطلق به حتى أجلسه على باب الحجاج ودخل فلما رأى الحجاج قتيبة سأله أين أسيرك قال انه بالباب ثم قص عليه قصته فلم يكن اقل منه عجبا وإعجابا وأمر بإطلاق سراحه جزاء ما ظهر منه من أمانة ووفاء وقال له الحجاج أتحب أن أهبه لك ؟ قال نعم فقال الحجاج هو لك 0 وخرج قتيبة فبشر الأسير بالعفو عنه وشد ما كان عجبه إذ رفع الرجل بصره نحو السماء وقال لك الحمد يا رب ثم مضى منصرفا دون أن يوجه إليه أي شكر على سعيه لدى الحجاج في سبيل العفو ولقيه قتيبة بعد أيام فسأله في ذلك فقال الرجل : لا تؤاخذني يا سيدي فما كنت لأجحد صنيعك ولكني كرهت أن أشرك الله أحدا في حمده على أن من علي الحياة 0
محمد شاهين‏