اللهم أعني..
بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله , والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى اله وصحبه اهل الوفا قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (أتحبون أن تجتهدوا بالدعاء قولوا : اللهم أعني على ذكرك , وشكرك , وحسن عبادتك ) قلت: الدعاء جمع مراتب الدين كلها الاسلام الايمان الاحسان فالذكر متعلقه اللسان والشكر بالجنان والعبادة بالاركان فلم يطلب العبادة بل حسنها من حيث المرتبه التى ينبغي لها ان تكون فيها , ومعلوم ان الاحسان مجموع الاسلام والايمان فقوله ( حسن عبادتك ) أي طلب الاحسن في مراتب الدين كلها فقوله ( أعني) والاستعانه :تستوجب الإعتراف بالضعف والعجز في امر لا تستطيع القيام به , وهو قوله صلى الله عليه وسلم (أعني على ذكرك ) المفضي إلى حسن العبادة ... تبين لك انك عاجز عن ذكره , ولا أقصد من حيث مجرد التلفظ وإنما من حيث قوله تعالى (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا) والإلقاء (عليك ) من حيث مقامك في الحضرة المحمدية , وعلى قدر صدقك وتصديقك للقول تجد ثقله من حيث (إنه قول فصل وما هو بالهزل ) والقول الفصل هو البرزخ الحق بين الوهم والخيال ... فقوله تعالى ( ...قولا ثقيلا ) من حيث قوله تعالى (إنا ) أي هو تعالى الملقي والحبيب صلى الله عليه وسلم المتلقي فليس ثمة سوى رب , وعبد والقول كما علمت ليس بجسم ليكون له وزن وثقل مادي ,إنما ثقله في القلب من حيث نور التجلي على القلب الروح فقال (اللهم اعني على ذكرك .. قال الحبيب صلى الله عليه وسلم ( لا يدخل احدكم الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله قال ولا أنا إلا ان يتغمدني الله برحمته ) او كما قال , فالخلق المحمدي والأدب النبوي , عدم مشاهدة لنفسك حظ في طاعته تعالى فلا تنسب لها شيء (وما بكم من نعمة فمن الله ) وأي نعمة اكبر من طاعته ؟! إذا ما قارنت نعمة من نِعَمهِ تعالى ما أبقت من عملك شيء فهي منه ,وبه , وله , سبحانه , قال تعالى ( وما كنا لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ) فإذا كان الإيمان به تعالى بإذن منه فأين شرف ما تدعيه لنفسك من طاعه ... بل ان تتيقن وتدرك انك لا تستحق عبادة لولا جوده وكرمه , فعبادته تعالى تشريف لا تكليف ( أرحنا بها يا بلال) قال احد الصالحين (والله لولا ان أمرنا الله بذكره ما تجرأت على ذكره لعظمته ) فهذه احوال واذواق لاصحاب القلوب النقية التى امتلأت هيبة له تعالى وعظمة وجلال وجمال فإمام المرسلين وسراج العارفين صلى الله عليه وسلم عبد رباني محض وفرد صمداني بحت (وما ينطق عن الهوى أن هو إلا وحيٌ يوحي) فقوله ( اللهم أعني ) هو افتقار وإظهار حاجتك بالذل الى الله في عبادته ليثبتك عليها ويزيدك صدق وصفاء فيها , ثم بين لك ان حسن العبادة لا يستقيم إلا بكثرة ذكره مقرون بشكره تعالى على السراء والضراء , المعبر عنه في دعائه صلى الله عليه وسلم (حسن عبادتك ) ومن وجه أخر : قوله صلى الله عليه وسلم (ذكرك , شكرك , عبادتك ) إشارة إلى مقام المشاهدة بـــ كاف الوصل على بساط الأنس في رياض حضرة الجمال هذا والله تعالى اعلم أساله تعالى ان يوفقنا لما يحب ويرضى وصلى الله على الحبيب المصطفى وعلى اله وصحبه اهل الوفا |
الساعة الآن 09:54 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |