منتديات البوحسن - الطاقة الشمسية

ركن الفتاوى

دين ودنيا
الجمعة 10-4-2009م
الطاقة الشمسية

< سمعت همساً عن تحريم الطاقة الشمسية لأنه ماء مشمس، فما حكم الماء المشمس؟ وهل هو الطاقة الشمسية وهل هناك كراهة من استخدامه؟‏

<< نص فقهاء الشافعية على كراهية الوضوء من الماء المشمس في إناء منطبع في بلد حار، ومن تأمل كلام الفقهاء أدرك أنهم يقصدون إلى الاحتياط في الطهارة والنظافة، فالماء المشمس في إناء منطبع يعني أنه ماء مكشوف في بلد حار ما يحتمل التلوث بالأوبئة والحشرات فكان من المنطقي أن يفتي الفقهاء بكراهته، ولكن التشميس بالطاقة اليوم يختلف عن ذلك كله، وليس قولهم في الماء المشمس نص في المقصود، بل هو تسخير لطاقة الشمس التي أمر الله ببذلها في خير الناس ومنافعهم، قال تعالى: (وجعلنا سراجاً وهاجا)، وقال: (وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى)، فكان تسخير الشمس لخير العباد من أعظم القربات والطاعات لله تعالى.‏

***‏

الري‏

< ما حكم ري البستان بالعدادين؟ وهل الري بالتنقيط أفضل؟‏

<< قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسرف ولو كنت على نهر جار»، ولا شك أن سقاية الأشجار أمر مشروع ومطلوب في الشريعة.‏

والموارد مرتبة في الشريعة على ترتيب مقاصد الشريعة وكلياتها، فسقاية الأرض مطلوبة ولكن سقاية الدابة أولى كونها من ذوات الأرواح ، وسقاية الدابة مطلوبة ولكن سقاية الإنسان أولى والإنسان أكرم على الله تعالى من كل دابة.‏

وإذا جزم ولي الأمر بضرورة الري بالتنقيط تعين على الناس الطاعة، وقد جزم أهل المعرفة اليوم أن الري بالتنقيط يحقق وفراً كبيراً في الماء ولا ينقص من عوائد الأرض وثمراتها، فيتعين على الناس طاعة ولي الأمر في المعروف والعمل بما يوصي به أهل الخبرة في هذا الشأن والله تعالى أعلم.‏

***‏

بيع الماء‏

< ما حكم بيع الماء ؟‏

<< الأصل في الماء أنه مباح لكل الناس، وفي الحديث: الناس شركاء في ثلاثة: الماء والكلأ والنار، فلا يحل لأحد أن يبيع الماء في منبعه لأنه من المال المشترك بين سائر أبناء الأمة.‏

ولكن إذا أحرز الماء في قوارير محددة جاز لصاحب المصنع أو الراحلة أن يبيعه للناس، فيأخذ بذلك ثمن انتقاله وأجر الإنفاق على ذلك الانتقال.‏

ويتعين على ولي الأمر مراقبة أمر بيع الماء فلا يأذن فيه إلا بالشرط الصحي المعتبر، لأن الدولة مؤتمنة على أرزاق العباد، طيباً وحلالاً، ولايجوز أن يغلي فيه بالسعر على الناس أو أن يحتكر عليهم، فالجالب مرزوق والمحتكر ملعون، وولي الأمر مسؤول شرعاً أمام الله في حماية الناس من جشع السقائين.‏