منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   الفقه والعبادات (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=8)
-   -   صلاة التراويح (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=3703)

عبدالقادر حمود 08-05-2009 05:56 PM

صلاة التراويح
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






صلاة التراويح هي قيام الليل في شهر رمضان المبارك وهي سنة صلاها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة منفردين كل على حدة وصلوها جماعة.
فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: ( إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى في المسجد فصلى بصلاته ناس ثم صلى من القابلة فكثر الناس ، ثم اجتمعوا في الليلة الثالثة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما أصبح قال: « قد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج اليكم إلا أني قد خشيت أن تفرض عليكم»( [1]). فلما علم الصحابة رضي الله عنهم أن مقصد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه يخشى أن تفرض عليهم دون أن يكون فيها أي مخالفة شرعية عادوا إلى المسجد واصبحوا يصلونها فيه بعضهم يصلي منفردا وبعضهم يصلي بجماعة وبقي العمل على هذا حتى جاء عهد سيدنا عمر رضي الله عنه فدخل عليهم المسجد فوجدهم قد كثروا وأصبح المسجد مكتظا بالصحابة والتابعين وكل يصلي على حدة أو بجماعة مع صاحب له فنظر إليهم نظرة متبصر بحالهم نظرة باحث عن الطريقة الأمثل لتأمين كامل الخشوع لهم فقرر أن يجمعهم على قارئ واحد فجمعهم على سيدنا أبي بن كعب رضي الله عنه كما يروي لنا سيدنا عبدالرحمن بن عبد القاري فيقول: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر رضي الله عنه : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب ثم خرجت معه ليلة اخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم قال عمر : ( نعمت البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله)( [2]).
فلم ينكر عليه احد من الصحابة رضي الله عنهم ولم يثبت ذلك عنهم أبدا لأنهم علموا أنه ليس في فعله مخالفة للسنة فإن سيدنا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم عندما انقطع عن الخروج إليهم في رمضان إنما كان ذلك خشية افتراض القيام عليهم، والآن قد انتقل سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى الحياة البرزخية وتوقف نزول الأحكام فلم يعد ثمة أي مانع من اجتماعهم على إمام واحد وصلاتهم جماعة في المسجد لاسيما أنه أكمل في الخشوع وأكثر ثوابا من الصلاة منفردين ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ»( [3]).
ويقول أيضا: « اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر »( [4]).
فكثر سيدنا عمر رضي الله عنه الركعات وخفف القراءة بقدر ما زاد من الركعات لأنه أخف على المأموم من تطويل الركعة الواحدة وعندما قال رضي الله عنه : ( نعمت البدعة هذه ) إنما قصد بها القيام في بداية الليل لا كما كان صلى الله عليه وآله وسلم يقوم في أوسطه أو آخره ودل على ذلك قول سيدنا عمر في الحديث نفسه: ( والتي ينامون عنها يقصد قيام آخر الليل أفضل من التي يقومون ) وأيضا تفسير راوي الحديث سيدنا عبدالرحمن رضي الله عنه لها بذلك وهو أعلم بما يقوله.
وقد كانت طائفة من السلف الصالح يقومون بأربعين ركعة ويوترون بثلاث وآخرون بست وثلاثين ويوترون بثلاث وغير ذلك كما سيمر معنا إن شاء الله .
والأدلة على ذلك هي:
عن يزيد بن رومان قال: ( كان الناس في زمن عمر يقومون في رمضان بثلاث وعشرين ركعة). قال الشوكاني: قال ابن إسحاق وهذا أثبت ما سمعت في ذلك( [5]).
وعن سيدنا السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: ( كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شهر رمضان بعشرين ركعة وكانوا يقومون بالمئتين وكانوا يتوكؤون على عصيهم في عهد عثمان من شدة القيام)( [6]).
وأخرج المروزي عن زيد بن وهب أنه قال: ( كان عبدالله بن مسعود يصلي لنا في شهر رمضان فينصرف وعليه ليل) قال الأعمش : ( كان يصلي عشرين ركعة يوتر بثلاث).
وكذلك عن داود بن قيس أنه قال: ( أدركت الناس في إمارة أبان بن عثمان وعمر بن عبدالعزيز يعني بالمدينة يقومون بست وثلاثين ركعة ويوترون بثلاث).
وعن نافع قال: ( لم أدرك الناس إلا وهم يصلون تسعا وثلاثين ويوترون منها بثلاث).
ونقل الحافظ ابن حجر أن مالكا قال: ( الأمر عندنا بتسع وثلاثين وبمكة بثلاث وعشرين وليس في شيء من ذلك ضيق).
ونقل عنه أيضا قوله: ( أنها بست وأربعين وثلاث وتر).
وعن زرارة بن أوفى أنه كان يصلي بهم في البصرة أربعا وثلاثين ويوتر بثلاث وعن سيدنا سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه أربعا وعشرين.
وعن إسحاق بن منصور قال: قلت لأحمد بن حنبل: كم ركعة يصلى في قيام شهر رمضان؟ فقال: ( قد قيل ألوان نحو أربعين وإنما هو تطوع).
وقال الترمذي: أكثر ما قيل أنه يصلي إحدى وأربعين مع الوتر.
بناء على ذلك تعددت مذاهب الأئمة الأربعة وفقهائهم في عددها إلى المذاهب التالية:
ذهب الشافعية والأحناف والحنابلة إلى أنها عشرون ركعة بعشر تسليمات آخذين بما صح عن الصحابة رضوان الله عليهم أنهم صلوها في عهد عمر وعثمان وعلي عشرين ركعة وقال به ايضا صاحب كتاب فقه السنة ونقل أنه مذهب داود الظاهري.
وقال الترمذي: ( وأكثر أهل العلم على ما روي عن عمر وعلي وغيرهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو قول النووي وابن المبارك).
وقال الإمام الشافعي: ( هكذا أدركنا الناس بمكة يصلون عشرين ركعة)( [7]).
وذهب الإمام مالك: إلى أنها ست وأربعون عدا الوتر، كما نقله الحافظ ابن حجر في ( الفتح ) وقال: هذا المشهور عنه.
وروي عنه أيضا أنه قال: ( الأمر عندنا بتسع وثلاثين ) أي التراويح ست وثلاثون وثلاثة للوتر.
فنستنتج مما مضى من حياة السلف الصالح والصحابة وأتباعهم أن عدد الركعات في صلاة التراويح غير محدد وقد قال الشيخ ابن تيمية الحنبلي ( اعلم أنه لم يوقت رسول صلى الله عليه وآله وسلم في التراويح عددا معينا ومن ظن أن قيام رمضان فيه عدد معين مؤقت من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يزيد ولا ينقص فقد أخطأ)( [8]).
وقال الشوكاني في نيل الأوطار: (فقصر الصلاة المسماة بالتراويح على عدد معين ، وتخصيصها بقراءة مخصوصة لم يرد به سنة )( [9]).
وأما ما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ( ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشر ركعة )( [10]). فكانت تقصد فيه ركعات الوتر وليس التراويح.
فقد قالت : ( ولا في غيره ) وفي غير رمضان لا يوجد صلاة للتراويح أما صلاة الوتر فمشتركة بين رمضان وغيره.
وقد قال الإمام الترمذي: ( روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الوتر بثلاث عشرة وإحدى عشر وتسع وسبع وخمس وثلاث وواحدة ) فإذا كان وتره في غير رمضان بإحدى عشر أو ثلاث عشرة ركعة فهل يعقل أن يوتر في شهر العبادة والقيام بثلاث فقط؟! على القول بأن ثماني ركعات للتراويح وثلاث ركعات للوتر هذا بعيد جدا.
ثم إن قلنا إن المقصود من كل منها صلاة التراويح والوتر معه، يصبح للتراويح عدد ركعات معين ثابت وهو ثمان ركعات ، وهذا يتنافى مع ما مر معنا من عمل الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يصلونها عشرين ركعة حتى عهد الإمام مالك والإمام الشافعي وهل يعقل أن تعلم السيدة عائشة بصلاتهم عشرين ركعة ثم تسكت عنهم إذا كان فعلهم مخالفا لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟!! هذا والله بعيد جدا وكما هو معلوم أن عدد صلاة التراويح في البيت الحرام عشرون ركعة ولا ينكر هذا العدد احد من العلماء المعتبرين فنسأل الله تعالى أن يهدينا سواء السبيل.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي في رمضان عشرين ركعة والوتر( [11]).
ويقوي هذا الحديث أن الصحابة جميعا فمن بعدهم من السلف الصالح اتفقوا على العمل بله.
وعن السائب بن يزيد: أن عمر جمع الناس في رمضان على أبي بن كعب وتميم الداري على إحدى وعشرين ركعة( [12]).
وعن مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد الأنصاري: أن عمر بن الخطاب أمر رجلا يصلي بهم عشرين ركعة( [13]).
وقال ابن قدامة المقدسي بعد أن نقل صلاة التراويح بعشرين ركعة عن عمر وعلي قال: وهذا كالإجماع( [14]).
وقال ابن تيمية : قد ثبت أن أبي بن كعب كان يقوم بالناس عشرين ركعة في قيام رمضان ويوتر بثلاث فرأى كثير من العلماء أن ذلك هو السنة لأنه إقامة بين المهاجرين والأنصار ولم ينكر منكر، وهذه هي صورة الإجماع( [15]).
والنتيجة: أن الصحابة قد اتفقوا على صلاة التراويح عشرين ركعة وتبعهم على ذلك التابعون فمن بعدهم ولم يخالفهم أحد من السلف الصالح إلا في زيادة العدد على العشرين

عبدالله الطباش 08-11-2009 07:35 AM

رد: صلاة التراويح
 
اقترب موسم التراويح

عبدالقادر حمود 08-15-2009 08:45 AM

رد: صلاة التراويح
 
اللهم بلغنا مواسم الخير

عبدالقادر حمود 05-05-2018 01:19 PM

رد: صلاة التراويح
 
اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان

عبدالقادر حمود 04-30-2019 09:43 AM

رد: صلاة التراويح
 
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد مفتاح باب رحمة الله عدد ما في علم الله صلاة وسلاما دائمين بدوام ملك الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما


الساعة الآن 02:22 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى