منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   المكتبة الاسلامية (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=24)
-   -   حالة الأمة في الأحقاب الأخيرة (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=2332)

أبو أنور 02-20-2009 05:05 PM

حالة الأمة في الأحقاب الأخيرة
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كتاب الدكتور طه جابر العلوني (ادب الاختلاف في الاسلام)

حالة الأمة في الأحقاب الأخيرة:
كانت تلك حالة الأمة التي غفت في أحضان التقليد، ونامت على أحلام ماض مجيد، فمنذ وقوع الفصام النكد بين أولي الأمر ومصادر التشريع لهذه الأمة والناس حيارى تتقاذفهم الأهواء، وعلماء الأمة في شغل عنهم، كل بما يشغله ويرى أنه الأسلم، حتى إن من يطلع على تراث الأمة يكاد لا يصدق أن هذا الخلف الجامد المتحجر من ذاك السلف الحي المستنير؛ ولما قامت النهضة الأوروبية الحديثة، والأمة على تلك الحال، وجد الأوروبيون أمامهم أمة لم يبق من مقوماتها الحقيقية شيء يذكر:
فالعقيدة خاملة، وإيمان الكثيرين مزعزع، واليقين لم يعد يقينا، والسلوك منحرف، والاستقامة معدومة، والفكر جامد، والاجتهاد معطل، والفقه مفقود، والبدع قائمة، والسنة نائمة، والوعي غائب، حتى لكأن الأمة ليست هي، وحالة كهذه قد أغرت الذين كانوا يتربصون بالأمة، فاهتبل الغربيون هذه الفرصة واحتلوا البلاد وامتلكوا أزمة العباد، وقضوا على البقية الباقية من مقومات شخصية الأمة حتى وصل الحال إلى ما نحن فيه اليوم، من هوان واستكانة، وغدت مقاليد أمورنا بأيدي أعدائنا يقررون مصائرنا، فنلتمس عندهم الحل لمشاكل اوجدناها بأنفسنا، وشكلناها بايدينا.
وخلال ذلك حاولت الأمة بما بقي لها من صبابة الحياة أن تنهض من كبوتها، وتستقبل من عثرتها، فباءت كل محاولاتها بفشل ذريع، لأنها أخطأت السبل المؤدية الى النجاح وخالفت سنة الله، فقد قامت تلك المحاولات من منطلق تقليد الأجنبي والتبعية للمحتل حتى أزدادت أحوالها سوءا وبدأ الجيل الجديد من الأمة يتطلع الى الحل السليم، ويبحث عن البلسم الشافي، فبدأت فئات لا باس بها من أبناء الأمة تدرك «أن آخر هذه الأمة لن يصلح إلا بما صلح بها أولها» فاتجهوا نحو الإسلام ينهلون من عذب معينه، وظهر ما اصطلح على تسميته «الصحوة الإسلامية» وما كان لأعداء الإسلام على اختلاف نحلهم أن يخلوا الساحة لهذه الدعوة المباركة، وما أكثر الأسلحة التي يستخدمونها لمحاربتنا - وبعض أبناء جلدتنا الذين يعيشون بين ظهرانينا من تلك الأسلحة - حيث لم ير بعضهم بأسا في أن يكونوا معاول هدم بأيدي أعداء الأمة، وقد تمثل ذلك في أجهزة كثيرة تحاول الكيد للعصبة المؤمنة، وتحول بينها وبني تمهيد السبيل لاستئناف الحياة الإسلامية، مستعملة شتى الأسلحة، ناصبة بوجه هذه الصحوة أخطر التحديات، فإذا بهذه الصحوة المباركة تواجه التحدي المقيت «الاختلاف» فيما تواجه من تحديات هائلة، وكانت التحديات الأخرى كافية لاستنزاف جهد العاملين المخلصين بله «الاختلاف» وإذا بكثير من الجهود تتفتت على هذه الصخرة المقيتة، فبدأنا نرى شبابا ينتسبون الى السلفية، وآخرون ينتسبون الى أهل الحديث، وفريقا ينتسبون الى المذهبية، وآخرين يدعون اللامذهبية، وبين هؤلاء وأولئك تتبادل الاتهامات المختلفة من التكفير والتفسيق والنسبة الى البدعة والانحراف والعمالة والتجسس ونحو ذلك، مما لا يليق بمسلم أن ينسب أخاه إليه بحال، فضلا عن أن يعلنه للناس بكل ما لديه من وسائل غافلين أو متغافلين عن أن ما يتعرض له الإسلام من محاولات استئصال أخطر على الأمة من تلك الاختلافات، وإذا كان للأئمة المجتهدين اسباب اختلاف تبرر اختلافهم، وتخفف منها، وتساعد على وضعها ضمن ضوابط الاختلاف، فإن ارباب الاختلاف من المعاصرين لا يملكون سببا واحدا من اسباب الاختلاف المعقولة، فهم ليسوا بمجتهدين، وكلهم مقلدون بمن فيهم أولئك الذين يرفعون أصواتهم عاليا بنبذ التقليد ونفيه عن أنفسهم، وأنهم يأخذون الأحكام من الكتاب والسنة مباشرة دون تقليد، وهم في الحقيقة يعكفون على بعض كتب الحديث، ويقلدون كاتبيها في كل ما يقولون في الحديث ودرجه ورجاله ويتابعونهم في كل ما يستنبطونه من تلك الكتب أو ينقلونه من الفقهاء، وكثير منهم ينسب لنفسه العلم بالرجال ومعرفة مراتب الجرح والتعديل وتاريخ الرجال، وهو في ذلك لا يعدو أن يكون قد درس كتابا من كتب القوم في هذا الموضوع أو ذاك فأباح لنفسه أن يعتلي منبر الاجتهاد، وحق له أن يتعالى على العباد، وحري بمن نال نصيبا من العلم أن ينهاه علمه أن يكون من الجاهلين، وأن يترفع عن توزيع الألقاب واتهام الناس، ويدرك خطورة ما تتعرض له عقيدة الأمة فيعمل على الذب عنها، ويحرص على جميع القلوب، و مادام الجميع يقلدون ويأخذون عن أئمتهم أقوالهم على اختلافهم ¬ وإن زعموا غير ذلك ¬ فلا أقل من أن يلتزموا بآداب الاختلاف التي عاش في كنفها كرام الأئمة من السلف.
لقد كان المؤمنون المخلصون يؤملون أن تنطلق هذه الصحوة الخيرة لتردم ما أحدثته الأفكار الكافرة والملحدة، والعقائد الزائفة المنحرفة من هوة سحيقة في كيان هذه الأمة التي اجتالت الشياطين عقول وأفئدة الكثير من أبنائها، وتطهر قلوبهم من ذلك الزيغ لتحل محله العقيدة الإسلامية الصحيحة، ثم تنطلق برسالة الله الى هذا العالم الفسيح فتعلو كلمة الله في الأرض. ولكن ما يحز في النفس أن يعمل بعض أبناء المسلمين على تحطيم أجنحة الصحوة وتكبيلها بقيود الخلاف غير المنضبط حول ما يسحق من الأمور وما لا يستحق، الأمر الذي شغل المسلمين بأنفسهم، وبدد الكثير من طاقاتهم، وخلط أمامهم الأشياء خلطا عجيبا جعلهم لا يفرقون بين الهنات والهيّنات وعظائم الأمور، وبين يسيرها وجليلها، فكيف يمكن لقوم هذا شأنهم أن يعالجوا قضاياهم حسب أهميتها وأن يرتبوا الأمور بشكل يجعلهم قادرين على استئناف مسيرة الحياة الإسلامية؟
إن إثارة الخلاف بين المسلمين، أو تنمية أسبابه خيانة عظمى لأهداف الإسلام، وتدمير لهذه الصحوة المعاصرة التي أحيت الأمل في النفوس، وتعويق لمسيرة الإسلام، وتشتيت لجهود العاملين المخلصين لا يرضي الله جلّ شأنه، ولذلك فإن من أكثر وأهم واجبات المسمين اليوم عامة ¬ والدعاة منهم خاصة ¬ بعد الإيمان بالله تعالى: العمل على توحيد فصائل حملة الإسلام ودعاته، والقضاء على كل عوامل الخلاف بينهم، فإن كان لا محالة فليكن في أضيق الحدود، وضمن آداب سلفنا الصالح، ولا يمنع اختلاف الآراء من التقاء القلوب لاستئناف الحياة الإسلامية الكريمة ما دامت النية خالصة لوجه الله تعالى، وعندها فلن يعدموا التفويق والتأييد من الله.

أبو أنور 02-20-2009 05:08 PM

رد: حالة الأمة في الأحقاب الأخيرة
 
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهذا الكتا ب

اضغط هنا -كتاب ادب الاختلاف في الاسلام


للدكتور طه جابر العلواني

ابوعبدالله 02-20-2009 05:24 PM

رد: حالة الأمة في الأحقاب الأخيرة
 
شكرا لكم أخي ابا انور
سنقرأ الكتاب ان شاء الله
ولأفهم من يقصد بالصحوة الاخيرة هذه التي يتكلم عنها !!

أبو أنور 02-20-2009 06:05 PM

رد: حالة الأمة في الأحقاب الأخيرة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوعبدالله (المشاركة 13977)
شكرا لكم أخي ابا انور
سنقرأ الكتاب ان شاء الله
ولأفهم من يقصد بالصحوة الاخيرة هذه التي يتكلم عنها !!


بارك الله بكم ومنكم نستفيد واهم شاهد لدي في الكتا ب هو رؤيته الثاقبة حول الخلاف ودعوته الى نبذه

ومنهج الدكتور طه وسطي حسب ما عرفته من زملاء لي اشرف على بحوثهم العلمية

--بانتظار تعقيبكم الكريم فالمؤمن قوي باخوانه

ابوعبدالله 02-21-2009 03:56 AM

رد: حالة الأمة في الأحقاب الأخيرة
 
لقد قرات الكتاب
وما اردت أن أفهمه هو الخلاف الموجود في العصر الحالي ويدعو الى نبذ الخلاف والفرقة تاسيا بالسلف الصالح
ولكن الكاتب حفظه الله يتكلم بشكل عام بدون ان يشير لفئات معينة , لذا فكل فئة ستقرا الكتاب وتظن ان الاخرى هي سبب بث الفرقة في الامة وتدعي ان الحق معها
هو لم يخصص ولم يضرب امثلة ولم يشر او يحدد وبقي بالعموميات .
فهناك فئة تكفر المسلمين وتدعي ان الحق معها وتلغي الآخر والجنة محصورة عندها وهي تحتكر التكلم باسم الاسلام لانها هي شيخ الاسلام , هذه الفئة هي سمة عصرنا ومالئة الدنيا وشاغلة الناس وهي تملك المال والاعلام وتركب موجة الهوى وسار في تلك الموجة وركبها الكثير من هذا الجيل , افلا تستحق هذه الفئة ان يشار اليها بصريح العبارات ام ان الارهاب الفكري قد جعل الكثير من الكتاب يشيرون من البعيد البعيد بحيث يوغلوا في الالغاز ويحسبوا خط الرجعة اذا حان اجلها لظرف ما . وبارك الله بكم فيما تنقلون لنا
شكرا لكم اخي ابو انور

أبو أنور 02-21-2009 03:45 PM

رد: حالة الأمة في الأحقاب الأخيرة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوعبدالله (المشاركة 14012)
لقد قرات الكتاب
وما اردت أن أفهمه هو الخلاف الموجود في العصر الحالي ويدعو الى نبذ الخلاف والفرقة تاسيا بالسلف الصالح
ولكن الكاتب حفظه الله يتكلم بشكل عام بدون ان يشير لفئات معينة , لذا فكل فئة ستقرا الكتاب وتظن ان الاخرى هي سبب بث الفرقة في الامة وتدعي ان الحق معها
هو لم يخصص ولم يضرب امثلة ولم يشر او يحدد وبقي بالعموميات .
فهناك فئة تكفر المسلمين وتدعي ان الحق معها وتلغي الآخر والجنة محصورة عندها وهي تحتكر التكلم باسم الاسلام لانها هي شيخ الاسلام , هذه الفئة هي سمة عصرنا ومالئة الدنيا وشاغلة الناس وهي تملك المال والاعلام وتركب موجة الهوى وسار في تلك الموجة وركبها الكثير من هذا الجيل , افلا تستحق هذه الفئة ان يشار اليها بصريح العبارات ام ان الارهاب الفكري قد جعل الكثير من الكتاب يشيرون من البعيد البعيد بحيث يوغلوا في الالغاز ويحسبوا خط الرجعة اذا حان اجلها لظرف ما . وبارك الله بكم فيما تنقلون لنا
شكرا لكم اخي ابو انور

شكرا لكم اخي ابو عبدالله على تعقيبكم وارجوا ان تقرأ الاتي ففيه عبارات قوية وواضحة ولاذعة

(((بمن فيهم أولئك الذين يرفعون أصواتهم عاليا بنبذ التقليد ونفيه عن أنفسهم، وأنهم يأخذون الأحكام من الكتاب والسنة مباشرة دون تقليد، وهم في الحقيقة يعكفون على بعض كتب الحديث، ويقلدون كاتبيها في كل ما يقولون في الحديث ودرجه ورجاله ويتابعونهم في كل ما يستنبطونه من تلك الكتب أو ينقلونه من الفقهاء، وكثير منهم ينسب لنفسه العلم بالرجال ومعرفة مراتب الجرح والتعديل وتاريخ الرجال، وهو في ذلك لا يعدو أن يكون قد درس كتابا من كتب القوم في هذا الموضوع أو ذاك فأباح لنفسه أن يعتلي منبر الاجتهاد، وحق له أن يتعالى على العباد، وحري بمن نال نصيبا من العلم أن ينهاه علمه أن يكون من الجاهلين، وأن يترفع عن توزيع الألقاب واتهام الناس، )))

ابوعبدالله 02-22-2009 03:03 AM

رد: حالة الأمة في الأحقاب الأخيرة
 
لقد قرأت هذا وعرفت مشرب الرجل وانه ضدهم ولكن يبقى التلميح لا يغني عن التصريح
فالامر عندي محسوم ومفهوم ولكن أقصد من اجل الاخرين

هيثم السليمان 02-26-2009 08:58 AM

رد: حالة الأمة في الأحقاب الأخيرة
 

(((بمن فيهم أولئك الذين يرفعون أصواتهم عاليا بنبذ التقليد ونفيه عن أنفسهم، وأنهم يأخذون الأحكام من الكتاب والسنة مباشرة دون تقليد، وهم في الحقيقة يعكفون على بعض كتب الحديث، ويقلدون كاتبيها في كل ما يقولون في الحديث ودرجه ورجاله ويتابعونهم في كل ما يستنبطونه من تلك الكتب أو ينقلونه من الفقهاء، وكثير منهم ينسب لنفسه العلم بالرجال ومعرفة مراتب الجرح والتعديل وتاريخ الرجال، وهو في ذلك لا يعدو أن يكون قد درس كتابا من كتب القوم في هذا الموضوع أو ذاك فأباح لنفسه أن يعتلي منبر الاجتهاد، وحق له أن يتعالى على العباد، وحري بمن نال نصيبا من العلم أن ينهاه علمه أن يكون من الجاهلين، وأن يترفع عن توزيع الألقاب واتهام الناس، )))



نسأل الله يصلحنا ويصلحهم

ويعيدهم إلى جادّة الصواب

لأنّهم سبب فرقة الأمة واختلافها

أبو أنور 02-28-2009 07:43 PM

رد: حالة الأمة في الأحقاب الأخيرة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيثم السليمان (المشاركة 14491)

(((بمن فيهم أولئك الذين يرفعون أصواتهم عاليا بنبذ التقليد ونفيه عن أنفسهم، وأنهم يأخذون الأحكام من الكتاب والسنة مباشرة دون تقليد، وهم في الحقيقة يعكفون على بعض كتب الحديث، ويقلدون كاتبيها في كل ما يقولون في الحديث ودرجه ورجاله ويتابعونهم في كل ما يستنبطونه من تلك الكتب أو ينقلونه من الفقهاء، وكثير منهم ينسب لنفسه العلم بالرجال ومعرفة مراتب الجرح والتعديل وتاريخ الرجال، وهو في ذلك لا يعدو أن يكون قد درس كتابا من كتب القوم في هذا الموضوع أو ذاك فأباح لنفسه أن يعتلي منبر الاجتهاد، وحق له أن يتعالى على العباد، وحري بمن نال نصيبا من العلم أن ينهاه علمه أن يكون من الجاهلين، وأن يترفع عن توزيع الألقاب واتهام الناس، )))



نسأل الله يصلحنا ويصلحهم

ويعيدهم إلى جادّة الصواب

لأنّهم سبب فرقة الأمة واختلافها

اللهم ثبتنا على النهج القويم

عبدالقادر حمود 03-11-2009 03:44 PM

رد: حالة الأمة في الأحقاب الأخيرة
 
:extra96:



بارك الله بكم ونفع بعلمكم وجزاكم عنا كل خير


الساعة الآن 07:15 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى