منتديات البوحسن - مركز الوثائق التاريخية ذاكرة سوريا

http://www.alkhaleej.ae/uploads/gall...06/19/8095.jpg

في قصر خالد العظم الأثري في منطقة ساروجة قرب جسر شارع الثورة في العاصمة السورية دمشق يوجد مركز الوثائق التاريخية الذي يشغل قسم “السلاملك” من القصر المبني على الطراز الشامي التقليدي.

يضم المركز الذي تأسس عام 1959 ملايين الوثائق والصور لملفات الجريدة الرسمية التي تعود للحقبتين العثمانية والفرنسية ويعود عمر الآلاف منها إلى حوالي 400 سنة، يعمل المركز بإمكاناته المتواضعة ومكانه الضيق وموظفيه الأربعة عشر على المحافظة عليها وتبويبها وأرشفتها عبر السجلات والكمبيوتر (الأرشفة الالكترونية) وضمن مشروع مهم انطلق في المركز قبل ثلاث سنوات لحماية هذه الوثائق التي تشكل ذاكرة سوريا لمئات السنين

.الدكتور محمد غسان عبيد مدير المركز أوضح أنه تأسس عام 1959 ويتبع إداريا للمديرية العامة للآثار والمتاحف التي تتبع وزارة الثقافة، وأضاف: مر المركز بعدة مراحل انطلقت أولاً مع جمع الوثائق من جهات حكومية وخاصة أو من خلال شخصيات عامة وبعد ذلك تم تقسيم الوثائق على شعب حسب تبعيتها وبناء عليه تم إحداث شعب المركز كالتالي: شعبة الوثائق العثمانية وتضم سجلات المحاكم الشرعية في الفترة العثمانية بشكل كامل وتعود لعدد من المحافظات السورية هي: دمشق وحلب وحماة، وهناك سجل لغزة قد يكون ورد بالخطأ في فترة الحكم العثماني إلى المحاكم الشرعية في سوريا، وتضم الشعبة مجموعة أوامر سلطانية (فرمانات) تهتم بتعيينات ولاة وموظفين وقضاة ومدرسين وهناك الجريدة الرسمية العثمانية التي كانت تسمى “سنامة” وتضم الشعبة كذلك حججاً شرعية وسجلات المحاكم التجارية لمدينة دمشق ومجموعة من الكتب العثمانية والقوانين والدساتير وسجلات المحاكم النظامية الاستئنافية، وهذه الشعبة تعد أكبر شعب المركز وتضم ملايين الوثائق التي تغطي الفترة العثمانية كاملة (400 سنة) ومعظمها محفوظ في مستودعات المركز وهي بحالة جيدة.
ومؤخراً أسست شعبة ترميم الوثائق وعملت منذ انطلاقتها على ترميم 50 سجلاً كانت موضوعة على الأرض في المحكمة وكان وضعها سيئاً من حيث تأثير الرطوبة فيها فعملنا على غسلها وتعقيمها وترميمها وإعادة تجليدها
وهناك شعبة وثائق الدولة التي تضم وثائق وزارات الدولة والمؤسسات إضافة للجريدة الرسمية وهي من عام 1919 حتى الآن وبشكل كامل كما تضم مجموعة سجلات المحاكم المختلطة في الفترة الفرنسية وباللغتين الفرنسية والعربية. وهناك شعبة الملف الصحافي وتضم بعض أعداد الصحف العربية القديمة إضافة للصحف السورية الثلاث (تشرين والبعث والثورة) منذ تأسيسها وحتى الآن حيث يتم جمعها وتجليدها وحفظها بالمستودعات ووضعها لخدمة الباحثين ومن يرغب في الاستفادة منها في المركزومن شعب المركز شعبة الوثائق الخاصة التي تهتم بحفظ أوراق لشخصيات سياسية مثل المذكرات، وهناك شعبة المركز وهي مكتبة صغيرة متممة للوثائق الموجودة أقيمت لخدمة الباحثين وتمكن من يحتاج منهم ويبحث في الوثائق لمعلومة عن مكان أو تاريخ أو علم من الأعلام أن يعود إلى المكتبة ولا ينتظر حتى يذهب إلى مكتبات أخرى. وهناك أيضاً شعبة التصوير وتضم ما يقارب 6000 صورة لرجال سياسيين ووطنيين وصور مظاهرات واجتماعات ولقاءات رسمية.

وحول تطوير العمل في المركز قال: تم العمل مؤخراً على إدخال الوثائق وتفريغها على بطاقات ومن ثم إعادة تفريغها على الكومبيوتر، وهذا العمل لم يكن موجوداً في السابق حيث لم توجد بطاقات للوثائق بسبب عددها الهائل إذ يوجد في المركز 6500 سجل وكل سجل يضم ما بين 300 و400 وثيقة، ونعمل حالياً وفي جميع أقسام المركز على إنجاز بطاقات لها رغم أنها تحتاج لكادر كبير ونحن لدينا كادر قليل جداً قوامه 14 موظفاً ففي كل قسم موظف واحد فقط يعمل رئيساً للشعبة وعامل بطاقات ومدخل بيانات ومدقق لها، كما أن البناء ضيق ولايتناسب مع حجم عمل المركز وأهميته، وشكل وزير الثقافة السوري الدكتور رياض نعسان آغا مؤخراً لجنة من الوزارة مهمتها دراسة إمكانية تشكيل هيئة عامة للأرشيف الوطني، وفي حال حصل هذا الأمر وصودق على تشكيل الهيئة سيكون حتماً هناك مبنى جديد وسيتمكن المركز من جمع كافة وثائق مؤسسات الدولة والأوراق الموجودة لديها لتشكل فعلاً الأرشيف الوطني لسوريا. وفيما يتعلق بالأرشفة الالكترونية للوثائق فتتم على ميكروفيلم ويسعى المركز حالياً للحصول على جهاز قارئ ميكروفيلم نستطيع من خلاله النسخ من الميكروفيلم إلى الأقراص الليزرية وهذه الأقراص يمكن إعارتها للباحثين بدلاً من وضع السجلات الأساسية بين أيديهم