منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=13)
-   -   من يبيع الحكام الخونة في السوق (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=1898)

ابوعبدالله 01-12-2009 01:35 AM

من يبيع الحكام الخونة في السوق
 
ولد "عبد العزيز بن عبد السلام" ، المعروف بالعز في مدينة "دمشق" سنة (577 ﻫ =1181م) وبها نشأ وتعلم، وساعده ذكاؤه وفهمه العميق على إتقان الفقه والتفسير وعلوم القرآن والحديث، والتبحر في تحصيل اللغة والأدب والنحو والبلاغة. وبعد أن انتهى من دراسته اتجه إلى التدريس في بيته وفى مساجد دمشق ومدارسها التي كانت الدولة تنفق عليها وتجعلها تحت إشرافها ..


خطيب الجامع الأموي بدمشق :

كان "العز عبد السلام" خطيبًا بارعًا، يؤثر في مستمعيه بصدق عاطفته وغزارة علمه، وسلاسة أسلوبه، ووضوح أفكاره، وهذه المؤهلات جعلته جديرًا بأن يكون خطيب الجامع الأموي في دمشق وكانت خطبه في الجامع مدرسة يتلقى الناس فيها أمور دينهم، ويستمعون منه القضايا التي تهمهم، ويحل لهم المشكلات التي تعترض حياتهم.
وعرف عن الشيخ "العز بن عبد السلام" أنه كان لا يسكت عن خطأ أو تهاون في حق الأمة والوطن ..

فإذا علم أن هناك تجاوزات كشفها في الحال وبين موقف الإسلام منها .. وكانت هذه المواقف تسبب له مضايقات، لكنه لم يهتم بها ما دام قد أدى واجبه.

وفى إحدى خطبه أفتى بحرمة بيع السلاح للفرنج الصليبيين، وكانوا لا يزالون يحتلون أجزاء من بلاد الشام، بعد أن ثبت عنده أن هذه الأسلحة يستخدمها الفرنج في محاربة المسلمين.

وكان قد علم أن وفدًا من الصليبيين قد سمح لهم سلطان "دمشق" الصالح "إسماعيل" بدخول "دمشق" لشراء سلاح لهم من التجار المسلمين.

وكان لهذه الخطبة أثر كبير في الناس، فتناقلوها فيما بينهم، وأعجبوا كلهم بها إلا السلطان وحاشيته، فقام بعزل الشيخ عن الخطابة والإفتاء، وأمر بحبسه، لكنه أطلق سراحه بعد مدة خوفًا من غضب الناس وثورتهم و ألزمه بألا يغادر منزله.


· الرحيل إلى "القاهرة" :

سئم الشيخ "العز بن عبد السلام" العزلة التي فرضت عليه، ومنعه من إلقاء الدروس وإفتاء الناس، وكان يستشعر أن قيمة الإنسان فيما يعطى، وأن قيمته هو أن يكون بين الناس معلمًا ومفتيًا وخطيبًا لذلك قرر الذهاب إلى القاهرة، ورفض أن يتودد للسلطان ويستعطفه حتى يرضى عنه.

وصل الشيخ إلى "القاهرة" سنة (639 ﻫ = 1241 م) واستقبله سلطان "مصر" الصالح "أيوب" استقبالاً عظيمًا، وطلب منه على الفور أن يتولى الخطابة في جامع "عمرو بن العاص"، كما عينه في منصب قاضى القضاة، وجعله مشرفًا على إعادة إعمار المساجد المهجورة في "مصر"، وهذه الوظيفة أقرب ما تكون الآن إلى منصب وزير الأوقاف .


· "العز بن عبد السلام" يبيع الأمراء :

قبل الشيخ الجليل منصب قاضى القضاة ليكون مدافعًا عن الناس محافظًا على حقوقهم، حاميًا لهم من سطوة الظالمين وأصحاب النفوذ .. وفى أثناء عمله اكتشف أن الأمراء المماليك الذين يعتمد عليهم الصالح "أيوب" لا يزالون من الرقيق، لم يتحرروا بعد؛ لتذهب عنهم صفة العبودية، ورأى "العز بن عبد السلام" أن هؤلاء الأمراء لا يصح تكليفهم بإدارة شؤون البلاد ما داموا عبيدا أرقاء, وعلى الفور قام الشيخ الشجاع بإبلاغهم بذلك، وأوقف تصرفاتهم في البيع والشراء وغير ذلك من التصرفات التي يقوم بها الأحرار، وترتب على ذلك أن تعطلت مصالحهم، وكان من بين هؤلاء الأمراء نائب السلطان .

وحاول هؤلاء الأمراء أن يساوموا "العز بن عبد السلام"، ويجعلوه يرجع عما عزم عليه من بيعهم لصالح بيت مال المسلمين حتى يصيروا أحرارًا وتعود لهم كامل حقوقهم، لكنه رفض مساوماتهم وإغراءاتهم وأصر على بيعهم، ولما كان الموقف صعبًا على المماليك فإنهم رفضوا الامتثال لرأى الشيخ وفتواه، ورفعوا الأمر إلى السلطان الصالح "أيوب" ، فطلب السلطان من الشيخ التراجع عن فتواه فرفض، فأغلظ السلطان القول للشيخ واحتد عليه فانسحب الشيخ وترك السلطان وقد عزم على الاستقالة من منصبه.


· مزاد لبيع الأمراء :

ولما انتشر خبر استقالة الشيخ "العز" ومغادرته "القاهرة" حتى خرج الناس وراء الشيخ يرجونه في العودة، وفى الوقت نفسه أدرك السلطان خطأه فخرج هو الآخر في طلب الشيخ واسترضائه، وأقنعه بالعودة معه، فوافقه على أن يتم بيع الأمراء.
وكم كان المشهد مهيبًا جليلاً والشيخ "العز بن عبد السلام" واقف ينادى على أمراء الدولة واحدًا بعد آخر ويغالي في ثمنهم، والسلطان الصالح "أيوب" يدفع الثمن من ماله الخاص إلى الشيخ الشجاع الذي أودع ثمنهم بيت مال المسلمين. وكانت هذه الوقعة الطريفة سببًا في إطلاق لقب "بائع الملوك" على الشيخ "العز بن عبد السلام".


· الأمراء أولاً في دفع الضرائب :


وطالت إقامة الشيخ في "القاهرة" حتى شهد ولاية السلطان "سيف الدين قطز" سنة ( 657 ﻫ =1258 م)

وفى عهده أرسل المغول رسلاً إلى "القاهرة" تطلب منها التسليم دون قيد أو شرط، وكان المغول على أبواب "مصر" بعد أن اجتاحوا مشرق العالم الإسلامي، لكن سلطان "مصر" رفض هذا التهديد وأصر على المقاومة والدفاع، وكان الشيخ "العز بن عبد السلام" وراء هذا الموقف، يهيئ الناس للخروج إلى الجهاد .

واحتاج السلطان إلى أموال للإنفاق على إعداد المعركة، فحاول فرض ضرائب جديدة على الناس، لكن "العز بن عبد السلام" اعترض على ذلك وقال له : قبل أن تفرض ضرائب على الناس عليك أنت والأمراء أن تقدموا ما تملكونه من أموال لبيت مال المسلمين، فإذا لم تكف هذه الأموال في الإعداد للمعركة، فرضت ضرائب على الناس، واستجاب السلطان لرأى "العز بن عبد السلام"، وقام بتنفيذه على الفور ... وخرج المسلمون للقاء المغول في معركة "عين جالوت" وهي على مشارف غزة وكان النصر حليفهم .
ترى من يبيع أمراء اليوم لأن البارحة تشبه اليوم
وأين العلماء العاملين الصادقين الذين يتولون مهمة بيع السلاطين .

من الشبكة الاسلامية مع إختصار وإضافة .

عبدالقادر حمود 01-12-2009 02:49 AM

رد: من يبيع الحكام الخونة في السوق
 
رضي الله عن سيدي العز بن عبدالسلام بائع الامراء

قراءة سيرته رضي الله عنه فيها فوائد


واما هؤلاء فسياتيهم يوم

صبا الجمال 01-12-2009 05:09 AM

رد: من يبيع الحكام الخونة في السوق
 
http://aljofy.jeeran.com/بارك%20الله%20فيك.gif

ابوعبدالله 01-17-2009 04:56 PM

رد: من يبيع الحكام الخونة في السوق
 
شكرا لكم أخوتي مشاركاتكم

هبة الله 01-17-2009 10:09 PM

رد: من يبيع الحكام الخونة في السوق
 

ابوعبدالله 01-17-2009 10:35 PM

رد: من يبيع الحكام الخونة في السوق
 
شكرا لك أختي هبة
بارك الله فيك

هيثم السليمان 01-18-2009 09:56 PM

رد: من يبيع الحكام الخونة في السوق
 
المشكلة يا أبا عبدالله هي أنه من يشتري هؤلاء الصغار
فلا أعتقد أن أحداً يدفع فيهم دانقاً (( مع العلم أن الدانق قد انقرض منذ قرون........!!!))


الساعة الآن 09:39 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى