منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   ركن بلاد الشام (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=22)
-   -   حمامات السوق تراث دمشقي منعش (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=385)

عبدالقادر حمود 08-26-2008 11:58 AM

حمامات السوق تراث دمشقي منعش
 
حمامات السوق تراث دمشقي منعش




إنكم تفخرون على الناس بأربع خصال بمائكم وهوائكم وفاكهتكم وحماماتكم”، عبارة خاطب بها الخليفة الأموي عبد الملك من مروان أهل دمشق منذ عشرات القرون غير أنها ما زالت عالقة في أذهان الكثيرين منهم يتباهون بها حتى اللحظة. ويشهد على ذلك احتفاظهم بالكثير من هذه الحمامات والتي يعتبرونها مأثرة خالدة وتراثاً أصيلا
وبالرغم من توفر الحمامات في المنازل إلا أن السوريين والعرب والأجانب ما زالوا يفضلون زيارة حمامات دمشق القديمة والمعروفة ب”حمامات السوق” وبالرغم من تهدم الكثير منها وتحول بعضها إلى مستودعات للتجار إلا أن البعض الآخر منها ما زال صامداً بتقسيماته وأجوائه التي تحكي قصص عشرات السنين التي مرت على بنائها

حماما “نور الدين الشهيد” و”سوق ساروجة” وغيرهما الكثير من الحمامات التي ما زالت قائمة تشهد إقبالا كبيراً على زيارتها ليس من أهل دمشق وحدها بل من السياح العرب والأجانب أيضا
في هذه الحمامات يلحظ المرء طقوساً للحمام الدمشقي الأصيل بطراز بنائه وأقسامه وطرق العمل فيه في مشهد لا يكاد يخلو منه أي مسلسل يتحدث عن دمشق وتاريخها، فالحمام يتألف من ثلاثة أقسام تختلف الحرارة فيما بينها، فالقسم الأول يطلق عليه لقب البراني وهو يضم المشالح والبهو وتزينه بحيرة في وسطه، وهو مخصص لاستقبال الزبائن وتغيير الملابس والاستراحة بعد الحمام، حيث توجد المصاطب الحجرية ملاصقة لجدرانه يجلس عليها الزبائن بعد أن ينتهوا من الاستحمام ويشربون الشاي مع نفس الأركيلة والمناشف تستر أجسادهم وتشعرهم بالوقت نفسه بالحميمية والدفء. والقسم الثاني هو الوسطاني وهو أعلى حرارة وفيه يستريح الزبون للتخفيف من أثر التغيير في درجة الحرارة والاستعداد للانتقال إلى القسم الثالث، وهو الجواني والذي يتميز بدرجة حرارته المرتفعة ويضم عادة الأجران الخاصة بالمياه الساخنة وهناك صنابير الاستحمام والمقصورات الدافئة وعمال متخصصون يعملون في الأقسام المختلفة بدءاً من استقبال الزبائن في القسم البراني، حيث يوجد عامل يوزع المناشف في الدخول وبعد الخروج من الوسطاني، وهناك عامل يستقبل الزبون في القسم الوسطاني ويقدم له ما يحتاجه من صابون وليف وأحجار الحمام المصنوعة من الصوان لتنظيف كعب الرجل، وهناك “المكيس” المسؤول عن تكييس الزبون بواسطة كيس خاص مصنوع من شعر الماعز حيث يساعد بشكل كبير على تنظيف الجلد. والمكيس من أهم عمال الحمام فهو يجب أن يتمتع بعضلات قوية وبخبرة في عمل المساج وتغسيل الزبون إذا رغب بذلك ليخرج بعدها الزبون إلى الوسطاني فيستريح من شدة الحرارة لينتقل بعدها إلى البراني ليجلس أمام البحيرة بعد استمتاعه بحمام عربي ساخن وطويل قد يستغرق ساعة من الزمن
وامتازت الحمامات الدمشقية بطرازها المعماري وزخرفتها الخاصة ونقوشها المميزة ونظام توزيعها للماء بين البارد والحار وفق قواعد هندسية غاية في الدقة والإتقان فضلاً عن ترصيع أرضيتها بالرخام والجص المزخرف الموشى بالرسوم والتزيينات على أطرافها والسقف من حجارة القعد أو على شكل قباب وضعت داخلها فتحات عليها قطع زجاجية تدعى القماري لإضاءة المكان.

ولا يقتصر رواد هذه الحمامات على كبار السن الذين اعتادوا زيارتها بل إن كثيراً من الشباب تجد متعة في زيارة هذه الحمامات بين فترة وأخرى ويخصص لها موعدا بين الأماكن التي يود قضاء الإجازة فيها. أبو محمد اعتاد على زيارة حمام السوق منذ نعومة أظفاره ويتذكر كيف كان يصطحبه والده إلى الحمام عندما كان صغيراً ولا يزال حتى الآن يتوق لزيارته بغية ممارسة عادات وتقاليد أراد أن يبقى على صلة بها. يقول: آتي لزيارة حمام السوق كل أسبوع تقريباً لأتمتع بحمام على الطريقة القديمة فأنعم بالتكييس والتدليك وآخذ نفس أركيلة وكأساً من الشاي أو فنجاناً من القهوة بعد أن أسمع من الموجودين كلمة “نعيماً” بابتساماتهم المعهودة.
في جولة على الحمامات الدمشقية رأينا عدداً منها ما زال يعمل ولكن بعد سلسلة من الترميمات التي خضع لها كحمام الآرماني وحمام الملك ظاهر وحمام باب سريجة وروادها بحسب ما يؤكد أصحابها من السياح العرب والأجانب وكبار السن الذين يرون أن حمام السوق يعود بهم إلى الماضي.
ويقول صاحب حمام سوق ساروجة: أجرينا بعض التعديلات على الحمام بغية مجاراة تغييرات العصر حيث راعينا فيه احتياجات كافة الأذواق من مختلف الأعمار “كالساونا والمساج والحلاقة الرجالية” واستحضرنا متخصصين في التدليك لحمام الرجال، وهذا كان له أثر إيجابي ضاعف من أعداد الرواد كما خصصنا أوقاتاً للنساء كي لا نحرمهن من التمتع بالحمام وكي لا يكون حكراً على الرجال
وحمام العرس عادة مارسها الدمشقيون منذ القدم وهي في طريقها إلى الاندثار لتظل وقفاً على السياح والأجانب وبعض الباحثين عن الاستمتاع بالأجواء الحميمة، وهناك طقوس احتفالية خاصة بكل مناسبة مثل حفلات الطهور، وحمام العريس له طقوس مميزة ومحببة لأهالي الشام تحديداً حيث تقوم أم العريس بتوجيه الدعوة لأهل العريس والعروس من النساء قبل الزواج وتستأجر الحمام على حسابها فيذهب الجميع ويقيمون فيه (السماط)، وهو طعام خاص لكافة المستحمات في الحمام وعندما يحين العصر تخرج العروس وحولها الجميع بالزغاريد إلى دار أبيها، وبعد الزواج بأسبوعين تعود أم العريس وتدعو الجميع لحمام ما بعد الزواج والذي يسمى (الضمرة

نوح 08-26-2008 02:34 PM

سلمت الايادي خيوه

عبدالقادر حمود 08-26-2008 10:12 PM

سلمك الله من كل شر


الساعة الآن 03:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى