منتدى الإحسان

منتدى الإحسان (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   القسم العام (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=27)
-   -   الطمع ضرّ وما نفع (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=5958)

عبدالقادر حمود 12-20-2010 10:24 PM

الطمع ضرّ وما نفع
 
الطمع ضرّ وما نفع

إسماعيل ديب

لو أكل أحدنا خروفاً محشواً بالأرز والصنوبر والزعفران، وشرب ما طاب من الشراب، وأكل شخص آخر رغيف خبز حاف وشرب شربة ماء لا غير، هل نستطيع تمييز ومعرفة من أكل الخروف ومن أكل الرغيف؟!

من حكمة الله أن إحساس الشبع واحد، فمن أكل خروفاً كمن أكل خبزاً، أو بصلاً.. فلا يفرحنّ من أكل أطايب الطعام، ولا يحزننّ من لم يذق إلا خبزاً أو بضع لقيمات!

قيل: الحرص ينقص من قدر الإنســان ولا يزيد في رزقه، وقيل لحكيم: ما بال الشيخ أحرص على الدنيا من الشاب؟ قال: لأنه ذاق من طعم الدنيا ما لم يذقه الشاب وما أحسن ما قال بعضهم:




إذا طاوعتَ حرصـكَ كنـت عبـــداً لكلِّ دنيئــةٍ تدعـــــــى إليهــا
وقال آخر:

قد شابَ رأسي ورأسُ الدهرِ لم يشـبِ إن الحريص على الدنيا لفي تعـب

وقيل للإسكندر: ما سرور الدنيا؟ قال: الرضا بما رزقت منها. قيل: فما غمها؟ قال: الحرص عليها.

وقال الحسن: لو رأيت الأجل ومروره لنسيت الأمل وغروره، ولقد أحسن أبو العباس أحمد بن مروان في قوله:

وذي حـــــــرصٍ تــراه يلــمّ وفــراً لوارثــــه ويدفـــع عـــن حِمـــاه

ككلب الصـــيد يمســك وهو طاوٍ فريســــته ليأكلهــــــا ســـــواه

قال عبدالصمد بن المعدل:

ولي أمـــــل قطعـــتُ بــه اللـيالي أراني قـد فنيــــتُ به ودامــــا

وقال الحسن: إياكم وهذه الأماني، فإنه لم يعط أحد بالأمنية خيراً قط في الدنيا ولا في الآخرة.. وقال قس بن ساعدة:

وما قد تولّى فهـــو لا شــك فائت فهل ينفعنــي ليتنـــي ولعــلّني

وقال آخر:

ولا تتعـــــلّل بالأمــــــاني فإنهـــــا عطايا أحاديث النفوس الكواذب

وقال آخر وأجاد:

الله أصدقُ والآمــــــــالُ كاذبــــــــة وجلّ هذي المنى في الصّدر وسواس

وقال أبو العتاهية:

لقد لعبتُ وجَدّ المـــوت في طلبــــي وأن في المــوت لي شغلاً عن اللعبِ

ولو سمتُ فكرتي فيمـا خُلقـــتُ لـــه ما اشتدّ حرصي على الدنيا ولا طلبي

وله أيضاً:

تعالى اللــــه يا ســـلم بـن عمـــرو أذلّ الحــرص أعنــاق الرجـــالِ

هب الدنيا تقـــاد إليــــك عفـــواً أليــس مصــــير ذلك للـــزوالِ

واجتمع الفضل وسفيان وابن كريمة اليربوعي، فتواصوا ثم افترقوا وهم مجمعون على أن أفضل الأعمال الحلم عند الغضب، والصبر عند الطمع، وقيل: لما خلق الله آدم عليه السلام عجن بطينته ثلاثة أشياء: الحرص، والطمع، والحسد فهي تجري في أولاده إلى يوم القيامة، فالعاقل يخفيها، والجاهل يبديها، ومعناه أن الله تعالى خلق شهوتها فيه.

قال إسماعيل بن قطري القراطيسي:

حســـــــبي بعلمـــــــــيَ إنْ نفــع ما الــــــــذلّ إلا فـــي الطمـــعْ

مَـــــن راقـــــب اللـــــه نـــــــزع عـــــن ســـــوء ما كان صنــــعْ

ما طــــــار طيــــــــــــر وارتفــــع إلا كمــــــا طــــــــــــار وقــــعْ

◆ بالفصيح : قيل لأشعب: ما بلغ من طمعك؟ قال: أرى دخان جاري فأفتّ خبزي، وقال أيضاً: ما رأيت رجلين يتساران في جنازة إلا قدرت أن الميت أوصى لي بشيء من ماله، وما زُفّت عروس إلا كنست بيتي رجاء أن يغلطوا فيدخلوا بها إليَّ.


الساعة الآن 05:31 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى