رحلة رغيف الخبز بين الماضي والحاضر
 

رحلة رغيف الخبز بين الماضي والحاضر

يعد الخبز المادة الاساسية لحياة الانسان منذ اقدم العصور وللوصول الى الرغيف الطازج تجري عمليات متنوعة منذ بداية زراعة القمح وحتى طحنه وعجنه وخبزه ليصبح رغيفاً قابلاً للأكل.

وحرص الانسان منذ القدم على تأمين حاجات منزله الضرورية وخاصة ما يتعلق بقوته اليومي من الخبز فكان يعمل على تأمين مادة الطحين التي سرعان ما تنفد من المنزل حيث إنه الغذاء الرئيسي للانسان الى جانب منتجات الارض التي لم تكن تنتج اكثر مما تؤهله لها فصول السنة.

http://www.tishreen.info/images/th10-23-08/fi007.jpg


ويمر رغيف الخبز بعدة مراحل ليصبح جاهزاً للأكل منها غربلة القمح من الشوائب كالتراب والحصى وإعداده للطحن في طواحين كانت تدور بقوة المياه الامر الذي كان يحمل الاسر الكثير من المشقة لطحن القمح في الماضي. ‏

ونقلت «سانا» عن صاحب مطحنة للدقيق في منتصف القرن الماضي: كانت الطاحونة عبارة عن رحى كبيرة دائرية الشكل ثقيلة قطرها قرابة متر ومحورها خشبة طويلة تربط الى فرس فتحرك الرحى الدائرية فوق سطح دائري مبني من الرحى ارتفاعه يقارب علو الفرس التي تجر الرحى في دورانها والسطح عادة أملس له حافة خارجية وداخلية مرتفعة قليلا كنهاية طبق العجين لحجز الحبوب بينهما وتدور الفرس حول الرحى التي تسمى الباطوس ويتم ترجيع الحبوب من مكان دوران الرحى بقطعة خشبية كلما ابتعدت عنه وتكون رحى الطاحون اكبر واثقل من رحى طاحون البرغل التي كانت موجودة في بعض القرى لإعداد البرغل وتصدر الطاحون اثناء عملها صوتا قويا وحشرجة نظرا لمرور الحجر على الحجر. ‏

فالطاحون تتميز بغبارها وبياض سقفها وسماكة طبقة الطحين المتصاعد والملتصق على جدرانها وتناثر الغبار من حركة قوائم الدابة التي تدور وتدور ومنظر الطحان الذي تغدو أجفانه وشعر رأسه بلون الطحين. ‏

ولم يكن من اليسير العودة بكيس الطحين بدلا من كيس القمح فكل الناس يأتون للغرض نفسه وقد يمتد الامر بالشخص الذي يقصد الطاحون الى النوم فيها عدة ايام ريثما يأتي دوره وينجز مهمته ويذهب الى قريته ليتم اعداد العجين وخبزه على التنور. ‏

ويقول احد اصحاب المخابز الحديثة باللاذقية: ان الرغيف حتى يغدو جاهزا ‏

كان يكلف الكثير من التعب والجهد ومشقات عديدة لا تخطر على بال احد في وقتنا الحالي لان من يريد الخبز يقف على باب المخبز ويتناول في ثوان الكمية التي يريدها او يأخذ ربطة خبز من البقال ويتكيف في اختيار نوعها «عادي ام سياحي» يأكلها دون ملاحظة كيفية صنعها ثم يرمي ما تبقى منها. ‏

اما في الماضي فقد كانت لقمة الخبز التي تبقى في يد الشخص كزيادة عن وجبته تحفظ لأن الحصول عليها ليس بالأمر اليسير فكل شيء تتعب به الايدي تحس به القلوب. ‏

وكانت الطواحين تعمل بوساطة شلال من الماء الساقط على فراش ينقل الحركة الى حجر الطاحون وكانت الطواحين موجودة بكثرة في الساحل وعلى ضفاف الانهار فرحلة الرغيف رحلة طويلة كرحلة الألف ميل لكثرة ما تمر به من مشاق وصعاب وتستهلك قوى وجهد الانسان ايام زمان ليؤمن به الطعام للعائلة والأولاد ولا يحتاجون منة من احد. ‏

‏

رد: رحلة رغيف الخبز بين الماضي والحاضر
 

بارك الله بكم هذا الخبز اسمه لدينا خبز الصاج وكذلك يصنع عليه السيالة تشبه القطايف

رد: رحلة رغيف الخبز بين الماضي والحاضر
 

بارك الله فيك اخوي انور وعندنا كذالك نسمية خبز الصاج