منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   كتب سيدي الشيخ احمد فتح الله جامي حفظه الله (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=70)
-   -   الدرر البهية في الوصايا الجامية (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=950)

عبدالقادر حمود 12-19-2008 03:47 PM

رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة
 
{ 192 } أسلوب الخداع يقدر عليه كل إنسان ، ولكن المخادِع ماذا يقول لربه تبارك وتعالى يوم القيامة ؟ وماذا يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم ؟ فالمؤمن كما أنه لا يحب أن يُخدع ، فوجب عليه أن لا يَخدع ، وأشر ما يصدر من المخادِع أن يَخدَع المؤمن الصادق المخلص ، والخِداع من طبيعة النفوس الأمارة بالسوء ، فهي تزين لصاحبها هذا الفعل حتى يتوجه الناس إليه ، لأنها تظن أنها بهذا الأمر تترقى ، وفي الحقيقة تسقط من عناية الله عزوجل ، ويتشتت شمل صاحبها في الدنيا والآخرة ، وفي الحديث الشريف : ( من طلب العلم ليماري به السفهاء ، ويكاثر به العلماء ، او يصرف به وجوه الناس إليه ، فليتبوأ مقعده من النار ) أخرجه الترمذي
حفظنا الله وإياكم من شرور أنفسنا . آمين .
{ 193 } إياكم إياكم إياكم ، أن تتبعوا خطوات الشيطان ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ 136 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فإنه يدخل بينكم وبين ربكم ، وبينكم وبين نبيكم ، وبينكم وبين شيخكم ، وبينكم وبين إخوانكم ، وإذا أورد إشكالاً لا يمكنكم حلَّه ، فلا تسترسلوا معه فإنه ينقلكم من إشكال لآخر ، بل عليكم أن تستعيذوا بالله تعالى منه لقوله تعالى : { وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } سورة الأعراف / 200
ففي هذه الحال أنت مأمور بالاستعاذة ، لا بالمجادلة والمعاندة له . نعوذ بالله من شياطين الإنس والجن .
{ 194 } صفة الغضب لا يجب استئصالها ، بل يجب علينا أن نصعّد صفة الغضب من الغضب للنفس ، إلى الغضب لله ، ومن لم توجد فيه صفة الغضب فهو ناقص ، فالغضب على قسمين :
1ً ـــ غضب للنفس ، وهذا مذموم لأنه يستولي على العقل ، ويخرج الإنسان عن دائرة العدل ويوقع في التعدي والظلم ، وهذا القسم يضر بالإيمان لقوله صلى الله عليه وسلم : ( الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل ) رواه الطبراني
2ً ـــ غضب لله عزوجل ، وأقله أن يتغير وجهه لله ، إذا انتهكت حرمات الله عزوجل .
ومن كان غضبه من القسم الأول يجب عليه أن يكظم غيظه ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 137 ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
حتى يدخل في صفة عباد الله المتقين ، الذين قال الله تعالى فيهم : { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } سورة آل عمران / 134

عبدالقادر حمود 12-29-2008 10:30 AM

رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة
 
{ 195 } إذا كنت سريع الغضب ، فكن سريع الرضا ، حتى لا يغلب غضبك عقَلك ، فإذا غلب غضبك عقلك ، لعب بك الشيطان ، كما يلعب الأولاد بالكرة ، وسبب هذا ضعف شخصيتك ، ولا يمكن أن تقوي شخصيتك إلا إذا تحررت من قيد النفس والشيطان ، وملكتَهما ولم يملكاك وفي الحديث الشريف : ( ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) رواه الشيخان
{ 196 } الجهل على ثلاثة أقسام :
1ً ـــ جهل بسبب الحسد ، وصاحبه لا يقبل الحق ، لأنه قد تمسك بنفسه .
2ً ـــ جهل بسبب الحماقة ، لحماقته لا يقبل الحق مهما كان مصدره ، ولقصر عقله لا يصل إلى الحقيقة ، بل ينكر على أهل الحقيقة ويقيس الحقيقة على عقله القاصر .
3ً ـــ جهل بسبب عدم المعرفة ، وصاحبه يصل إلى الحقيقة بالاستفسار .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 138 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ 197 } جرِمُ الانسان صغير ، ولكن جُرمه كبير ، والعقاب على قدر الجُرم ، لا على قدر الجِرم ، لذا صاحب الجِرم الصغير ، إذا أنكر شرع الله عزوجل لا يليق به إلا نار جهنم ، والعياذ بالله تعالى ، وما أكثر التهديد في القرآن الكريم لهذا الإنسان ، وهو في غفلته مستغرق لا يتفكر ، ولا يرجع إلى رشده قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الْإـِ نَسَـْانُ مَآ غَـْرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيْمِ } سورة الإنفطار / 6
لو هددك إنسان ، وهو قادر على إنفاذ تهديده ، هل تخالفه ؟ لا . فكيف بعد تهديد الله ووعيده ، تتعدى حدود الله عزوجل ؟ هذا لا يليق بإنسان عاقل ، وهو يرى نعم الله عزوجل تتوالى عليه ، علينا أن نستحي من الله عزوجل ، الذي أعد الجنة لمن أطاعه ، والنار لمن عصاه .
{ 198 } نفوسنا الأمارة بالسوء لا تصح أن تكون ميزاناً لأفعال وحركات المسلمين في تصويبها ، الميزان إنما هو شرع الله عزوجل ، لأن شرع الله عزوجل منزه عن المصلحة التي تعود لصالح المشرع ، فهو غني عن العالمين .
{ 199 } بعض الناس ينسبون الفضيلة والإحسان لأنفسهم ، والله عزوجل يقول : { فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } سورة النجم /32
والاعتراف بالنقصان كمال ، كما أن ادعاء الفضل نقص ، فلا بد
ـــــــــــــــــــــــــــــ ص 139 ــــــــــــــــــــــــــــ
للعاقل أن يفتش عن عيوبه ، ويعترف بنقصانه ، لأن الاعتراف بالخطأ ميراث للمؤمن من أبيه آدم عليه الصلاة والسلام .

عبدالقادر حمود 01-02-2009 06:57 PM

رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة
 
{ 200 } العلوم الشرعية ودراستها آلة لنيل رضا الرحمن عزوجل ، ولمخالفة النفس ، ومحاربة الشيطان ، وليست آلة لاتباع الهوى ، وتأييده بالحجة الشرعية . قال تعالى : {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ } سورة الجاثية / 23
. فحظ النفس من دين الله عزوجل مخالفتُها ومحاربتها بقلة الطعام والشراب وتخويفها بالله عزوجل وبالموت ، وأن تعلم أنها خلقت للعبادة . والعبادة من طاعة وذكر وتلاوة للقرآن الكريم ومحبة الله ومحبة لرسوله صلى الله عليه وسلم ، إنما هي من فضل الله عزوجل على العبد
{ 201 } احذروا شهوة حب الظهور والجاه لأنها مانعة من الوصول إلى الله عزوجل ، وتوقع الإنسان في حضيض الفرعونية والنمروذية . لذلك يجب ترك هذه الشهوة كلياًُ فكم من عالم متكلم يشار إليه بالبنان ، ولكنه غافل عن الله عزوجل يبحث عن شهرة وعن سمعة ، وربما تأخذه العزة بالأثم إذا قيل له : اتق الله ، لأن صاحب حب الظهور يعتبر نفسه مَظهَراً للشريعة ، فيجعل الشريعة خادمة لحظوظه وأهوائه ، وعندها يخسر الدنيا والآخرة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 140 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خاصموا أنفسكم بسيف الشريعة ، واقتلوا هواكم باتباعكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم هذا هو الميزان لمن أراد الوصول إلى الله عزوجل .
{ 202 } الدين واحد لا يتعدد ، والمؤمنون اختلفوا لاختلاف الأشخاص والأفهام والهوى ، فلابد من ترك الكل ، واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أمر ونهى ، هذا هو الدين الصحيح وليس هناك طرق للولاية إلا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم .
{ 203 } الذي يرى ذلته في معصيته مقدم على من يرى عزته في طاعته ، ومن رأى عزته في طاعته كان مقيداً بشهواته ، وما قيد بشهواته إلا لبعده عن الشرع الشريف ، وهذا يكون بعيداً عن الله عزوجل . ولا خير في رجل مكبل في شهواته ، كيف يصل إلى الله تعالى في طاعته وهو يطلب منزلة وشهرة ومكانة في قلوب الخلق ؟ وكل هذه الأمور تحجبه عن الله عزوجل ، الطائر لا يطير في جو السماء إذا علق بجناحه شئ ، فكيف بمن قيد بشهواته ؟ . لذا أقول : إذا أردت أن تكون مقيداً فليكن قيدَك الشرعُ الشريف ، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه من قيد بذلك جمع الخير من كل جوانبه بإذن الله تعالى .
{ 204 } كل إنعام يوجد فيه إيلام ، إلا نعمة المعية مع الله تعالى لا يوجد معها إيلام ، ومن كان في معية الله تعالى فإنه لا يشعر بفقد شئ كما انه من اعتمد على غير الله تعالى لا يجد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 141 ــــــــــــــــــــــــــــــ
شيئاً وكل نعمة أنعمها الله تعالى على عبده إذا سلبت منه فإنه يشعر بالإيلام بفقدها إذا لم يكن بمعية الله تعالى ، أما إذا كان بمعية الله ويتذوق حلاوة تلك المعية فإنه لا يتألم بفقد أي شئ ، لأن الله تعالى يقول : { مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ } سورة النحل / 96

عبدالقادر حمود 01-14-2009 12:21 PM

رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة
 
{ 205 } لا تقل في دين الله بهواك فُيرديك ويُظلم قلبك ، ويسلب إيمانك ومعرفتك ، ويسلط عليك شيطانك ونفسك وهواك . وإذا كان الهوى حاكماً عليك أفسد عليك دينك وآخرتك . لذلك أقول :
اجعل هواك مغلوباً لعقلك ، وصاحب العقل هو الذي يقيد نفسه بشريعة الله عزوجل ، فمن قيد نفسه بالشريعة ارتقى ، ومن قيد نفسه قيد نفسه بالهوى هوى وكانت عاقبة أمره خسراً والعياذ بالله تعالى .
{ 206 } من أراد أن يفتح اشتهاء قلبه للذكر ننصحه بكثرة الذكر ولو مع الغفلة ، ولو قلنا له شيئاً أخر لكنا غير صادقين في نصحه ، لأن الحديث القدسي يقول : ( أنا جليس من ذكرني ) رواه الديلمي والبيهقي
فإذا كان العبد يُصدَّق هذا الحديث عليه أن يذكر كثيراً حتى يشعر بمجالسته لربه عزوجل ، هذه هي آلة الفتح على العبد لمن كان

ـــــــــــــــــــــــــــــ ص 142 ــــــــــــــــــــــــــــــ

متعلقاً بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
وبعض العلماء يقول : الذكر باللسان مع غفلة القلب لا يفيد . ولكن نحن نقول : عليكم بكثرة الذكر ولو مع الغفلة حتى يفتح اشتهاء القلب للذكر ، فلا تتركوا ذكر اللسان حتى يذكر القلب ، عندها تجمعون بين ذكر اللسان وذكر القلب وهذا هو ذكر الذكر النافع .

{ 207 } إذا راقبت قلبك أيها المؤمن وجدته لا يثبت في أقل من لحظة على حالة واحدة في عبادة أو غيرها ، فكيف تتكل وتعتمد على نفسك وأنت في هذا الضعف وفي هذه الحالة ؟ فالتجئ إلى ربك تبارك وتعالى ، واخرج من حولك وقوتك ، وأكثر من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) رواه البخاري
وبادر بالأعمال الصالحة ، ولا تسوف في متابعتك للشرع الشريف فإن القلوب بين أصبعين من اصابع الرحمن .
{ 208 } أحياناً يعطي الرب جل وعلا من فضله وكرمه عبداً من عباده بعض الأمور الغيبية ، ويأخذها منه حيناً آخر حتى لا يتعلق العبد بتلك الأمور ، وليبقى في العبودية دائماً ولا يُنقص من وظائف العبودية شيئاً ، فمن عرف ذلك عليه أن لا يحزن إن غابت عنه بعض الأمور ، لأنها ما تخرج عن دائرة الأمور المادية ،
ــــــــــــــــــــــــــ ص 143 ـــــــــــــــــــــــــــــ
وعليه أن يبقى في مقام العبودية لأن هذا هو المطلوب للعبد الصادق المخلص .

عبدالقادر حمود 01-14-2009 12:26 PM

رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة
 
{ 209 } المؤمن الصادق إذا صلى فكر في صلاته أولاً هل هي موافقة للشريعة أم لا ؟ فإذا كانت موافقة حسب الظاهر فكر في صلاته ، هل صلى في خشوع أم لا ؟ فإذا صلى في خشوع فكر في تلك الصلاة هل قبلها ربي عزوجل أم لا ؟

وكذلك ذكره وعباداته ، نرجو الله عزوجل القبول بفضله وكرمه .

{ 210 } إذا أعطى الله تعالى عبده المؤمن نعمة من النعم التي اختص بها عباده الصالحين ، من معارف وأذواق ، أو وفقه لطاعته واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ، أو منحه بعض أسرار القرآن الكريم ووفقه للعمل بها ، يجب عليه أن يقدر هذه النعمة ، وأن يفكر بأن هذه النعم ليست رخيصة ، بل الدنيا بما فيها لا توازي نعمة واحدة من تلك النعم ، ويجب عليه أن يحسن جوارها حتى لا يعرضها للزوال ، والإحسان لجوار هذه النعم بأمور ثلاثة :
ــــــــــــــــــــــ ص 144 ــــــــــــــــــــــــــ
أولاً : أن يشكر الله تعالى على تلك النعم ، لأن الشكر عقال النعم .
ثانياً : أن لايضيع وقته في الاشتغال بما لايعنيه .
ثالثاً : أن لا يشتغل بشئ من الحظوظ الدنيوية من شهرة وسمعة ومقامات وكرامات وكشوفات ، أو بمال أو بأهل ، حتى لا تكون تلك الحظوظ حجاباً على قلب العبد ، فتحجُبه عن حضرة الرب تبارك وتعالى .

{ 211 } لا تضيعوا تلك الجواهر الثمينة التي منّ الله بها عليكم فأعلاها وأغلاها الإيمان بالله ورسوله ، ثم جوهرة هذا الطريق المبارك والصحبة الصالحة ، لأن من آتاكم هذه النعم الجليلة قادر على أخذها قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } سورة الرعد / 11
طريقة المحافظة عليها الشكر ، والشكر على شقين :
الأول : أن تعلم أن الله تعالى مصدر النعم كلها فتعبده وتشكره .
الثاني : أن تشكر السبب ، وأن تعلم أن السبب كان مظهراً لتلك النعمة فقط وليس خالقاً لها .
وبالشكر تحافظ على النعمة الموجودة وتستجلب النعمة
ـــــــــــــــــــــــــــ ص 145 ـــــــــــــــــــــــ
المفقودة . اللهم اجعلنا من الشاكرين لك ، ووفقنا للعبودية الحقة واجز عنا أسيادنا خير الجزاء برحمتك يا أرحم الراحمين .

عبدالقادر حمود 01-14-2009 12:35 PM

رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة
 
{ 212 } الإكثار من كلمة التوحيد لا إله إلا الله تغير الإنسان وتجعله ذهباً صرفاً ، ولكن لابد مع كثرة الذكر من الحضور التام ، وبالذكر يترقى الإنسان ويخفف من طبيعته البشرية فإذا حصل هذا حصلت معه المعرفة بالله تعالى . ولكن بعض الناس في غفلة ، وأصبح الذكر عليهم ثقيلاً ونسوا وصف الله تعالى للمنافقين في القرآن الكريم عندما قال : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا } سورة النساء / 142
يقرؤون القرآن ، ولا يفهمون ، وإذا فهموا لم يطبقوا على أنفسهم . ليس كل مؤمن أفعاله أفعال المؤمنين ، قد يكون مؤمناً ، وبعض أفعاله أفعال المنافقين ، لذلك وجب عليك أيها المؤمن أن تعمل بمستلزمات هذا الإيمان ، ومن مستلزماته الذكر الكثير ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} سورة الأحزاب / 41
فلو عرف الناس حقيقة الذكر وقيمته ما تركوه ليلاً ولا نهاراً ، ولا في حال من الأحوال ، ويكون مثلهم مثل الجائع الذي إذا لم
ـــــــــــــــــــــــــــ ص 146 ـــــــــــــــــــــ
يجد شيئاً أكل ما حضر ليسد جوعه .
{ 213 } كل كلام وكتاب وعلم جافٌ أمام كتاب الله عزوجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وشبح لا روح فيه ، وكأنه طعام لا ملح فيه ، إلا كلام بعض الكبار من الأولياء كالإمام الغزالي والقطب الرباني وبديع الزمان رضي الله عنهم جميعاً ، لأن هؤلاء وأمثالهم تكلموا وكتبوا وعلموا مع تجردهم من كل الحظوظ ، تكلموا بالله وعن الله عزوجل ،
فصحبة هؤلاء وأمثالهم فرض عين على كل مسلم قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } سورة التوبة / 119

{ 214 } الاناشيد تحرك مافي القلوب ، ولا توجد شيئاً مفقوداً ، عليكم أيها الذاكرون أن تشتغلوا بالذكر ، التفتوا إلى قلوبكم لتخرج من غفلتها عن الله عزوجل ، الكثير يذكرون بدون حضور قلب مع المذكور لأن القلوب تعلقت بغير المذكور ، فلابد من كثرة الذكر حتى تخرج القلوب من غفلتها .

{ 215 } تلاوة القرآن الكريم شئ ، والتدبر شئ آخر ، وحضور القلب شئ ثالث ، فإذا قرأت القرآن الكريم اقرأه بقوة الإيمان بأنه كلام ربك وأنه فوق كلام البشر بدون استثناء ، وحتى تكون تلاوته نافعة لا بد من كثرة الذكر لله تعالى مع الحضور ، فإن
ـــــــــــــــــــــــ ص 147 ـــــــــــــــــــــــــــ
كثرة الذكر لله تعالى مع الحضور التام ، تجعل تلاوتك للقرآن نافعة ، وتجعل استماعك للقرآن نافعاً ، وتجعل صلاتك تنهاك عن الفحشاء والمنكر
{ 216 } من القوم من يقف عند الأفعال ، ويفنى في أفعاله سبحانه وتعالى : { وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ } سورة الانفال / 17
ومنهم من يقف عند الصفات ، ويفنى في صفاته سبحانه ، قال تعالى : { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ } سورة التكوير / 29
ومنهم من يصل إلى مقام الإحسان فيراقب ربه ببصيرته . أقول وبالله التوفيق :
الوقوف عند الأفعال لمن بواسطة الأفعال يصل إلى الصفات ، ومن الصفات إلى الذات ، هذه المقامات تحصل لبعضهم دفعة واحدة ، يكون فيها الجمع مع الفرق ، هذا لمن وصل بنور الإيمان الصادق مع الأخذ بالشريعة ، فهو يعرف ربه تبارك وتعالى بإذنه ولا يحتاج إلى دليل ، كما قال سيدي ابو الحسن الشاذلي رحمه الله تعالى : ( نحن نعرف الله جل جلاله بدون دليل ) . والحاصل التفكر في الافعال والصفات لتقوية إيمان البعض ، وللبعض الآخر جمع من الفرق .

عبدالقادر حمود 01-14-2009 12:39 PM

رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة
 

{ 217 } الإنسان لا يأخذ بوسوسة الشيطان إلا لضعف
ـــــــــــــــــــــ ص 148 ـــــــــــــــــــــــ
إيمانه ، فلو كان إيمانه قوياً لاتخذ الشيطان عدواً ، كيف لا يتخذه عدواً ، وهو عدو لله وللإنسان ؟ فأنت أيها المؤمن مأمور أن تتخذه عدواً ، ومن اتخذه عدواً فإنه لايوافقه البتة ، والذي يعينك عليه كثرة ذكرك لله تعالى سراً وجهراً مع الحضور التام .

{ 218 } من عمل بمقتضى الإيمان ومستلزماته ، يكون مراداً عندنا لأنه على سنة سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما إذا لم يعمل بمقتضى الإيمان ومستلزماته ، فلا يكون مراداً عندنا ، ولا يُسترسل معه ، ولا يُعتمد عليه في التعامل ، ولكن لا يٌشك في إيمانه . ونحن لا نرد أحداً جاءنا ما لم يضر بالدين والطريقة ، وما رأينا ضرراً على الدين والطريقة أعظم من ضرر من اتبع نفسه وهواه وشيطانه ، وتمسك بالعصبية ، وأيد هواه بالحجة الشرعية . نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، لأن الذي أخذه هواه ضررهُ على الدين والطريقة أشد من الذين آمنوا ووقعوا في المخالفات الشرعية وتابوا قال تعالى : { فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا } سورة النساء / 135
فاتباع الهوى يحرف صاحبه عن العدل . ومن ترك خالقه وأخذ بهواه كيف يكون حاله ؟ .
{ 219 } الأفعال لها تعلق بالأرواح طيباً وخبثاً ، فمن كانت روحه طيبة فإنه لا يصدر عنها إلا الخيرات وصفات
ــــــــــــــــــــــــــ ص 149 ـــــــــــــــــــــــ
الكمال ، ومن كانت روحه خبيثة والعياذ بالله فإنه لا يصدر منها إلا كل فعل خبيث وصفات ناقصة ، فالأفعال مقيدة بالأرواح طيباً وخبثاً . ولما كانت روح النبي صلى الله عليه
وسلم طاهرة مطهرة نتج عنها كل فعل كامل مكمل . وكذلك من كان قلبه طاهراً تقياً نقياً ، وروحه طيبة كان على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم . نسأل الله تعالى طهارة القلوب والأرواح .



عبدالقادر حمود 01-15-2009 02:55 PM

رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة
 
{ 220 } إذا أردت أن تكون محبوباً عند الله عزوجل فاترك مرادك لمراد الله عزوجل ، واترك أفعالك لفعل ربك عزوجل ، واترك هواك لهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واجعل القيد الذي تقيد به نفسك شرع الله تعالى لا هواك ، عندها تكون محبوباً عند الله عزوجل بفضله وكرمه . والمحبوبون على قسمين :
القسم الأول : بالاصطفاء والاجتباء والعناية .
القسم الثاني : كانوا محبين فجاهدوا أنفسهم في المتابعة حتى صاروا محبوبين . وهؤلاء رتبتهم دون القسم الأول ، لأن المحبوبين بالاصطفاء ما تركوا المجاهدة في الاتباع فنالوا شرف المقام من الجهتين ، من جهة الاصطفاء ومن جهة المجاهدة ، لذلك كانت مرتبتهم أعلى .
{ 221 } الذي خرج من الدنيا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن التابعين والصلحاء خرجوا بأخلاقهم الطيبة وسيرتهم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 150 ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحسنة إلى قبورهم ، وهذه الأخلاق القرآنية بقيت لمن بعدهم فمن أخذ بها وعمل بها فهو على سيرتهم ونهجهم رضي الله عنهم ، فلا تتركوا هذه الأخلاق الحميدة فإنها ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمن أخذ بها أخذ بحظ وافر ، فليكن حظنا وافراً . والأمر يسير بفضل الله تعالى لمن صدق في الطلب .
{ 222 } العاقل لا يأكل مالا يتحمله في الدنيا والآخرة ، فطوبى لمن يقتصد في أخذ الدنيا ، ولا يحمله الحرص على أخذها بغير حقها ، حتى ينجو من وبالها ، مثله مثل التاجر الذي يكسب المال بطريق مشروع من بيع وشراء وغيرها ويؤدي حقه ، هذا ولو كان عنده حرص على الكسب فإنه لا يضر ، لأنه جُمع من حِله ووضع في محله . أما من دفعه حرصه على الكسب لأكل الحرام والعياذ بالله فإن حرصه يضر به وفي الحديث الشريف : (كل جسم نبت من سحت فالنار أولى به ) رواه البيهقي وأبو نعيم
{ 223 } اشتغالنا في الدنيا كثير ، ونتطلع إلى أحوال هؤلاء الرجال الكرام الذين وصلوا إلى ما وصلوا إليه من العبودية ، ونريد أن نكون مثلهم ، هيهات هيهات ، الوصول إلى مقام العبودية لايكون إلا بتخلية القلب من حب الدنيا بكل صورها ، لأن الإيمان ليس بالتمني ولا بالتحلي ، ولكن ما وقر في

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 151 ــــــــــــــــــــــــــــ
القلب وصدقه العمل ، فلابد لنا من المجاهدة حتى نهدى إلى سبل الهداية ، ووعد الله محقق لن يخلف الله وعده ، قال الله تعالى : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } سورة العنكبوت / 69

عبدالقادر حمود 01-16-2009 10:20 AM

رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة
 
{ 224 } الناس في دنياهم على مراتب ثلاثة :
المرتبة الأولى : رجل دخل الدنيا وانغمس فيها ، وتأثر بظاهرها وتعلق قلبه بها ، ونسي المهمة التي وجد من أجلها ، فهذا يُؤثر ما يفنى على ما يبقى والعياذ بالله تعالى .
المرتية الثانية : رجل دخل الدنيا ورأى مظاهرها وزخارفها وتأثر فيها ، لكنه يجاهد نفسه ليرجع إلى الله تعالى ، لأن الإيمان في قلبه يتحرك ويشتاق إلى العبودية .
المرتية الثالثة : رجل دخل الدنيا بجسده ، وقلبه متعلق بربه عزوجل ، فلم يتأثر قلبه بمظاهر الدنيا وزخارفها ، وكان من الرجال الذين قال الله فيهم : { رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ } سورة النور / 37
{225 } الدنيا وما فيها سراب ، وهل رأيت السراب يوماً أروى عطشاناً ؟ فلا تغتروا بالدنيا فهي والله سراب ، فلا بد من مجاهدة النفس بكثرة الذكر لله تعالى حتى تروا هذه الحقيقة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ ص 152 ــــــــــــــــــــــــــــ
والعاقل لا يعلق أمله بسراب ، فلا تجعلوا أقصى أمانيكم الدنيا فهي إلى زوال والله باق ، تمسكوا بالباقي ، فمن تمسك بالفاني فهو فانٍ ، ومن تمسك بالباقي فهو باقٍ .
{ 226 } بمقدار اشتغال العبد بالدنيا وتعلق قلبه بها يكون حرمانه من الدين والعياذ بالله تعالى ، كحال من يذهب إلى الحج فبمقدار اشتغاله في التجارة تكون خسارته من الزيارة ، فالعاقل هو الذي يجمع من الدنيا بمقدار حاجته منها ، لا بمقدار طاقته ، لأن تلك الطاقة التي جعلها الله فينا ليست من أجل الدنيا ، بل من أجل معرفته .
{ 227 } من وقف على حقيقة التقوى ، وحقيقة الشريعة ، وذاق ثمرة العبودية وحلاوتها ، فإن الدنيا لا تهمه ، ولا يأخذ منها إلا بقدر الضرورة ، والضرورة هي أن يقوى على فعل الطاعة ، وترك المعصية . وأصحاب هذا المقام يجتنبون الانغماس في المباحات رضي الله عنهم .
{ 228 } الذين يختارون ويقدمون ويرجحون أمر الله وشريعته ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته على أنفسهم وعلى كل شئ هم المؤمنون حقاً . اللهم اجعلنا ممن سبقت لهم العناية ، وتقدم في حقهم التوفيق الخاص والهداية ، آمين يا رب العالمين .
{ 229 } رأس حبل القرآن الكريم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو صلى الله عليه وسلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 153 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
متعلق بالإسلام . والإسلام يجمع جميع المشارب والمسالك ، ولكن بشرط واحد هو الاتصال بالشريعة والاتباع . ولا نرى مشرباً أفضل من المشرب الذي أخذ أهله باليد الأولى الكتابَ وبالثانية السنة ، وكانوا من أهل الاستقامة على الصراط السوي ، نرجو الله تعالى أن نكون من المتمسكين قلباً وعقلاً وروحاً بالشرع الشريف ، ومن الذين تطابقت أفعالهم مع أقوالهم ، إنه على ما يشاء قدير .

عبدالقادر حمود 01-17-2009 07:33 PM

رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة
 
{ 230 } الطبيعة البشرية ناقصة ، ولا يكمل الناقص الناقص ، بل من كان كاملاً كمل الناقص ، والكامل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمن كان على سيرته صلى الله عليه وسلم فببركته صلى الله عليه وسلم يكمل الناقص إذا كان صادقاً .
{ 231 } مداخل الشيطان على الناس كثيرة ، وقد يدخل عليهم من طرق شرعية ويؤيد هواهم بالحجة الشرعية والعياذ بالله تعالى ، فليكن السالك على حذر من شر الشيطان ، ولا يأمن شره ما دام حياً ، وليس هناك أضمن لنجاة العبد من التمسك بالشريعة .
{ 232 } العقل ليس ميزان الإنسان المؤمن ، لأن هذا الميزان خاطئ ، بل ميزانه الشرع الشريف ، فإذا ما حصلت خصومة بينه وبين الآخرين فلا يرد أمر الاختلاف إلى عقله بل إلى الشرع الشريف ، لأن الشرع قانون وضع لكل الناس ، فحدد فيه علاقة
ـــــــــــــــــــــــــــــــ ص 154 ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المؤمن مع المؤمن ، وعلاقة المؤمن مع غير المؤمن . ففي أية خصومة ومع أي إنسان كان اجعل مرجعك شرع الله تعالى .
{ 233 } لابد لأي تجارة كانت من رأس المال ، فتجارة الدنيا رأسمالها المال ، وتجارة الآخرة رأسمالها الإيمان ، فمن عمل بمستلزمات الإيمان فإن الإيمان ينمو في قلبه ويزداد حتى يُدخل صاحبه الجنة بفضل الله تعالى ، وأما إذا لم يعمل بمستلزمات هذا الإيمان فإنه يعرض إيمانه للضياع والعياذ بالله تعالى ، كمن لا يعمل برأسماله في التجارة الدنيوية فإنه يعرض رأس المال للضياع والنهاية .
{ 234 } أنت مؤمن بفضل الله تبارك وتعالى ، وقد رتب الله تعالى على إيمانك فلاحك ونجاتك وفوزك العظيم حيث قال تعالى : { أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ } سورة البقرة / 5
وحاشاه أن يكون خُلْفٌ في وعده . ناداك في القرآن الكريم بصفة الإيمان ، ورتب على إيمانك الهداية والفلاح . فلابد أن تكون أعمالك مطابقة لإيمانك ، وموافقة لمقتضاه ، من صلاة وزكاة وغيرها من الأوامر الإلهية ، وأن تترك المنهيات والمخالفات التي هي ضد مقتضى الإيمان ، فلا تتبع خطوات الشيطان ، ولا يركبنك الهوى ، واتبع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى تكون من الفائزين .
{ 235 } أمران لا بد منهما للسالك :
ـــــــــــــــــــــــــــــــ ص 155 ـــــــــــــــــــــــــــــ
الأمر الأول : امتثال أوامر الله تعالى ، وإذا ثبت امتثال الأمر انتهى السالك عن المعاصي .
الأمر الثاني : الشفقة على عباد الله ، وأن تسامح من أساء إليك في حقك ، واعلم أن الشجرة التي لا ثمار فيها لا ترمى بالحجارة ، ففوض أمرك إلى الله تعالى ، وتسامح مع خلق الله ولكن ليس على حساب دينك .

{ 236 } أيها السالك الصادق اصرف قلبك إلى ربك ولا تعلقه بمن لا يحصل منه شئ من نفع أو ضرر لقوله صلى الله عليه وسلم : ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) رواه الترمذي
فعلق قلبك بالله الذي بيده ملكوت السموات والأرض .


الساعة الآن 01:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى