منتدى الإحسان - فائدة في قوله تعالى :(كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
فائدة في قوله تعالى :(كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) البقرة 28
يقول الواحدي رحمه الله في تفسيره الوسيط :
وكل ما فارق الجسد من نطفة أو شعر فهو موات، وقوله فأحياكم: فِي الأرحام بأن جعل فيكم الحياة، ثم يميتكم فِي الدنيا، ثم يحييكم للبعث، ثم إليه ترجعون فيفعل بكم ما يشاء.
أقول : لابد لنا أن نرجع إلى أصلنا،أصل كل واحد منا هكذا ، لابد أن لانتكبر ولانخرج عن الإستقامة بهذا نستحق دخول الجنة أو دخول جهنم ، يفعل بنا ربنا مايشاء ولكن علينا أن لانخالف شرع ربنا جل وعلا وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام
والله تعالى يرينا حقيقتنا جميعاً سواء كنا مسلمين أو كافرين ، هذا هو أصلنا أصل الكافر هكذا وأصل المؤمن هكذا وأصل المخالف هكذا ، يقولون الإنسان من الأولياء والأنبياء مخلوق من نطفة وهي نجسة فأجبناهم ، وكل ما فارق الجسد فهو موات ولذا ينقلب إلى العدم كما قال الامام الماتريدي رحمه الله تعالى يكون من الإتلاف على نحو النطفة تصير علقة على تلف النطفة فيها ، لايبقى شي من النطفة أو الماء المهين ، لأن الله قيد بفاء التعيب يخرج من المادة النجسة إلى المادة الحية في الأرحام بأن جعل فيكم الحياة ، بعد ما أعطى ربنا الحياة في الدنيا وأنزل القرآن على محمد المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام وعلماء المسلمين المجتهدون الأربعة الإمام النعمان والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد رضي الله عنهم ، هؤلاء الأربعة استنبطوا من القرآن الكريم وقالوا هذا حكم الشريعة ، هذه هي الشريعة عند أهل السنة والجماعة ليس كاعتقاد المخالفين ، بعد هذا والله بعلمه وبصفاته الجليلة يراقبنا (إن الله كان عليكم رقيبا) يرى بعلمه الأزلي من يوافق شرعه ومن يوافق سنة نبيه عليه الصلاة والسلام ، كما قال ربنا (قل إن كنتم تحبون الله )، المؤمن محقق يحب الله ويحب أن يحبه الله ( فاتبعوني يحببكم الله )، بعد ماثبتت هذه الشريعة و السنة ، نبقى ونحيا في الدنيا منا صالحون ومنا فاسقون ومنا تاركون للصلاة ومنا كافرون ومنا مبتدعون و منا موافقون ، في هذه المدة أولا فأحياكم في الأرحام بأن جعل فيكم الحياة ثم جميع حياتنا الدنيوية كلها مقيدة عند الله تعالى لايغيب عنه جل وعلا كما أسلفنا، ثم يميتنا بانتهاء أجلنا إما بالمرض أو بالقتل كله بانتهاء الأجل ، خلصت دنيانا وإذا خلصت دنيانا خلصنا؟ لا ، ثم يحييكم كما أن الله أحياكم في الأرحام ثم يحييكم للبعث هذاالبعث أمامنا ثم إليه ترجعون فيفعل بنا ربنا مايشاء ، إن سألتم ما الخلاص ؟ قلنا لكم التمسك بالشريعة والسنة النبوية ، الخلاص بهذا .
ياربنا يارب العالمين لانكفر بما جاء من عندك وبلغنا رسولك صلى الله عليه وسلم بالحق، وكنا أمواتا فأحييتنا بفضلك ورزقتنا دين الإسلام وتميتنا إن شاء الله على دين الاسلام ، واما تعاملنا بعد ذلك بفضلك نرجو رحمتك أو بعدلك ( إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ ) المعارج 28 وقال جل وعلا ( إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ )هود 119 ، كيف نترك شرع ربنا وسنة نبينا وهذا أمامنا لا نعرف نحن نخلص من هذا أو لا ، ارحمنا ياربنا أجمعين و آتنا من فضلك وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

أحمد الفقير الغريب