منتديات البوحسن - بين الخيول العربية الأصيلة ومالكيها... حكاية وفاء عربية

بين الخيول العربية الأصيلة ومالكيها... حكاية وفاء عربية

محمد علو

http://esyria.sy/sites/images/aleppo...3_14_42_06.jpg

بين الخيول العربية الأصيلة ومالكيها حكاية وفاء عربية نتحدث عنها مع السيد "محمد نور المصطفى الحمّادي" أحد الأشخاص الذين لا زالوا يربون الخيول العربية ويهتمون بها..

وذلك حين لقائنا به في eSyria بتاريخ 22/6/2009م ليحدثنا عن السبب الذي يدفعه للاهتمام بالخيول العربية الأصيلة وتربيتها. فيقول:

«يعود تاريخ امتلاكنا للخيول العربية الأصيلة منذ زمن جَدّي الحاج "مصطفى الحمّادي"، حيث كنا وقتها عرب رحّالة نجوب البلاد بماشيتنا وبقيت معنا هذه الخيل حتى بعد استقرارنا في القرية.

سبب تمسكنا بالخيول هي وصية جدّي لنا بالمحافظة عليها فمقولة جدي لا تزال في أذهاننا فقد قال لنا: كنتُ فقيرا وعندما امتلكتُ الخيول فتح الله عليّ أبواب الرزق. وقد أوصانا بعدم بيع الخيول وقال لنا: بيعوا الأرض وأي شيء آخر ولكن الخيول لا تبيعوها.. وها نحن لازلنا نحافظ على وصية جدّي، وعموما من يتعود على الخيول الأصيلة لا يستطيع التخلي عنها..».

http://esyria.sy/sites/images/aleppo..._06.image1.jpg

ويحدثنا السيد "محمد" عن أنساب الخيول العربية وتسمياتها فيقول:

«للخيول العربية عدّة أنساب كـ (الحمدانيات، معناكية السبيلي، الجدراني، كروش..) وغيرها، حيث يعود نسبها إلى الأم، تسمى الأنثى منها بـ "الفَرَس" والذكر بـ "الحِصَان"، أما الصغار فتسمى "مُهر"و"مُهرة". والمعروف أيضا عن الخيول الأصيلة أن الذكر منها لا ينكح والدته، والفرس الأصيلة لا تلقح اصطناعيا.. أما مدّة الحمل عند الفرس
فهي سنة كاملة (360يوم)..».

وعن بعض صفات الخيول العربية وأوصافها يتابع قائلاً:

«الخيول العربية الأصيلة جاحظة العينين، تمتاز عيناها بالسواد، عريضة الجبين، طويلة الرقبة متناسقة الجسم، جميلة المنظر حتى أن الناظر العادي بإمكانه تمييزها عن غيرها، كما أن الخيول العربية الأصيلة تتحمل العطش في السفر أكثر من غيرها، وتتمتع بسرعة هائلة في الجري وذلك كون رئتها أكبر من غيرها لذلك كانت تستخدم دائما في السباق، وأيضا تتمتع الخيول بصفة عامة وبالأخص الأصيلة منها بقوة نظر حادة وخوصا في الليل، كما تعرف الخيول العربية بشدة ذكائها..

تلعب صفات الخيول ودرجة تحملها دورا في سعرها».

وعن علاقة الخيل بفارسها يقول السد "محمد":

«من يتعود على الخيول ويتعامل معها تربطه بها علاقة حميمة لا يستطيع التخلي عنها بسهولة، وخصوصا ما تحمله الخيول من وفاء لأصحابها، فالخيل تبقى عند فارسها لفترة من الزمن حينما يسقط عن ظهرها ويصاب ومن ثم تعود لأهله وحينها يعلمون بحدوث مكروه لابنهم، وتبدأ هذه العلاقة بين الخيل وفارسها منذ ترويضها في السنين الأولى من عمرها».

http://esyria.sy/sites/images/aleppo..._06.image2.jpg

دائما ما ارتبطت الخيول بقصص الفروسية والشجاعة عند العرب وهي لم تفارق
من يملكونها، وعن إحدى هذه القصص التي حصلت مع "جَدِه" يختم السيد "محمد نور المصطفى الحمّادي" حديثه لنا قائلاً:

«تحدث لنا جدي عن إحدى الغزوات التي استهدفت قطيع "الأباعر" عنده إذ جاءه رجال من إحدى المناطق وقاموا بسلب القطيع وهو خارج المنزل..

ويضيف جدي: عدّت إلى المنزل فوجدت "الفَرس" تضربُ حديدها، فسألت زوجتي عنها فحاولت إخفاء الأمر بداية خشية عليّ ومن ثم أخبرتني بسلب قطيع "الأباعر"، فشددت أحزمة "الفَرس" وحملت السيف ولحقت بهم حتى وصلتهم والتففت أمامهم، ولشدة ما رأوا عليّ من تصميم قالوا لبعضهم أعطوه بعيرا واحدا يساعده في جلب الماء ودعوه يعود لأن الرجل يبدو عليه أن قد أهدر دمه.

فقلت لهم: لن أعود إما دمي أو أعود بالإبل، فتطاردنا أنا وقائد الغزو فضربني بالسيف فشق جلدة رأسي فشددت "الحطاطة" على الجرح وتبعته حتى عاد إلى أصحابه فضربت وأوقعته من فرسه ووقفت فوق رأسه فتدخل عليّ وتركته بعد أن أشار إلى أصحابه وتركوا لي القطيع وذهبوا وعدّت بها إلى منزلي..

لنفاجأ بزيارتهم لنا بعد خمسة أيام فأكرمناهم وطلبوا مني فرسي، لكنّ زوجتي مانعت وقالت: "من يأخذ
الفرس أصبح زوجة له"،كيف نتخلى عنها وهي من أعادت لنا ماشيتنا..».

http://esyria.sy/sites/images/aleppo..._06.image3.jpg

بقي أن نذكر أن السيد "محمد نور المصطفى الحمّادي" من مواليد (1954)م يملك مزرعة صغيرة للخيول العربية الأصيلة في مزرعة "مشرفة البوير" بريف منطقة "منبج"..