منتديات البوحسن - سوق( بالستان) في دائرة الاهمال والنسيان

سوق( بالستان) في دائرة الاهمال والنسيان

حلب

اشتهرت مدينة حلب بأسواقها القديمة ( البازارات) وهي عبارة عن أبنية حجرية مرتفعة على رواق طويل معظمها ضيق جداً وتكون مقوسة من الاعلى ( ذات أقبية) أو مسقوفاً من الخشب وتصطف الحوانيت التي إما أن تكون مبنية داخل الجدار أو تكون ناتئة عنه ومغطاة بمظلة خشبية على الجانبين

فوق مصطبة يبلغ ارتفاعها قدمين أو ثلاث أقدام على طول الرواق وتغلق ليلا بأبواب قابلة للثني ويتم قفلها وفي العديد من البازارات القديمة تكون الحوانيت صغيرة جداً بحيث يتعذر على صاحب الحانوت أن يعرض بضاعته إلا أن بعض الأسواق أكثر اتساعاً والحوانيت فيها أكثر رحابة بكثير إلا أن جميعها مظلم ويتم اتقاء الشمس قدر الامكان للمحافظة على الرطوبة لذلك تغسل بالماء مرتين أو ثلاث مرات في اليوم الواحد خلال الصيف وعندما يكون الطقس بارداً يلتف اصحاب المحال بالفراء ويستمدون الدفء من وعاء يشعل فيه الفحم.‏

وتكون الأسواق الرئيسية قريبة من بعضها البعض في ذلك الجزء من المدينة وتكون ملاصقة للخان الكبير وتتخصص بعض الأسواق في بيع سلع محددة ومن هذه الأسواق سوق بالستان الشهير ( الحراج) وهو من أشهر الأسواق التي كان يقام فيها المزاد على معظم الحاجيات والأغراض من السجاد إلى الأقمشة إلى الألبسة وغيرها.‏

وقد التقينا بالسيد محمد مصفي العسل أحد تجار السوق ليحدثنا عن أهمية هذا السوق وسبب دخوله حيز الاهمال والنسيان وكيفية اعادة تنشيطه وتفعيله عما كان عليه منذ عشرات السنين فقال:‏

إن سوق بالستان أو الحراج هو قديم قدم أسواق المدينة واشتهر بحركته التجارية واقامة المزاد فيه على مختلف أصناف البضائع وسوق الحراج مصدرها ما كان ينادي به دلال المزاد كقوله:( حراج مزاد ماهون البزيد باطل هالبساط بخمسين بخمسين وقد يزيد بدي ابيع أجيب مصاري على اونو على دوه على تري)‏

والحراج : تحريف الحرج من العربية ( الاثم) يريدون بالاثم ان من زاد ثم نكل يأثم شرعاً وسوق الحراج يسمى الدلالين.‏

ويحتوي سوق بالستان على قرابة 30 دكاناً يباع فيه الألبسة بأنواعها والمسابح والقباقيب القديمة والسجاد والاواني النحاسية والزجاجية القديمة والمآزر وغير ذلك وكان يقام فيها المزاد كل يوم اثنين وخميس ويوجد فيه 25 دلالا وكانوا عند الصباح يقرؤون الفاتحة على نية التيسير وعدم الغبن وآخر دلال توفي منذ خمس سنوات وكان يتواجد في السوق موظف من البلدية يأخذ رسم الدلالة من بائع البضاعة وألغي رسم الدلالة منذ 25 عاماً.‏

ويعود سبب انقراض مهنة الدلالة في هذا السوق فتح العديد من المحال خارج اسواق المدينة وعدم وجود مرآب للسيارات فأحجم الناس عن القدوم إلى أسواق المدينة ومنها سوق بالستان إلى جانب اهماله من قبل مديرية السياحة وعدم ادخاله في خريطتها السياحية للتعريف بالأسواق القديمة أو سوق بالستان إلى جانب جشع بعض الادلاء السياحيين المرخصين أو غير المرخصين الذين يتقاضون من 30-40 بالمئة من ثمن القطعة التي تباع للزائر وليس من الربح الصافي وعند امتناع صاحب المحل عن الدفع فيحجم الدليل عن احضار السياح إلى السوق إلى جانب فتح بعض الادلاء ضمن أو خارج السوق واحضار السياح لمحالهم ويجب عدم السماح للدليل بافتتاح محل طالما هو يقوم بهذه المهمة وعدم السماح لدليل غير مرخص للعمل بهذه المهنة لانه كثيراً ما يتصرف بشكل غير حضاري مع الزوار أو أصحاب المحال.‏

ولاعادة الحيوية والنشاط لهذا السوق يجب الاهتمام بنظافته واحداث فتحات مطرية فيه واعادة فتح واستثمار( المنافع العامة ) الموجودة بجوار السوق والتي هي مغلقة منذ خمس سنوات وهي حاجة ضرورية للزوار وأصحاب المحال .‏