الطواحين الأثرية
 

الطواحين الأثرية في مدن وبلدان محافظة حماة تاريخ وحضارة



اشتهرت محافظة حماة منذ قديم الزمان بزراعة الحبوب وخاصة القمح والشعير وفي هذا الموضوع سنتطرق إلى أهم أدوات طحن الحبوب التي كانت تستخدم قديماً .....

ويذكر المؤرخون والآثاريون أن محافظة حماة شهدت تطوراً ملحوظاً منذ أقدم العصور في مجال الاقتصاد الريفي وكما أشارت أخبار الرحالة العرب في العصور الوسطى أن منطقة مصياف والغاب كانت تعتبر مستودعات لتخزين الحبوب وكذلك نلاحظ أن طراز بناء البيوت القديمة في تلك المناطق كان متأقلماً بحيث يستطيع الإنسان استخدام أسطح المنازل المبنية بشكل متجانب من أجل نشر الحبوب بعد سلقها وهذا الشيء مازال متبعاً حتى يومنا هذا من حيث نشر الحبوب. لذلك كان لا بد من دواعي استخدام الحبوب في الحياة والمعيشة من أدوات خاصة لطحنها وجعلها جاهزة للاستعمال المباشر كالخبر وغير ذلك من أمور معاشية ومنذ القديم ابتكر عدة أنواع من أدوات ووسائل لطحن الحبوب أحصي منها أربعة في محافظة حماة وبصورة خاصة في منطقة مصياف لا سيما في الأودية وعلى مجاري الأنهار والمياه الشتوية الغزيرة والطواحين القديمة التي كانت تستخدم في طحن الحبوب هي : 1-الطواحين الصغيرة – المنزلية – والتي تستخدم في المنازل وتتألف من قرصين مستديرين من حجر البازلت الصلد وقطرها نحو /50/ سم وهي تخدم عائلة واحدة فقط وتعتمد آلية عملها على تدوير القرص العلوي بواسطة ساعد وفيه فجوة لإدخال الحبوب منها لتطحن وهذا النوع كان مستعملاً في الفترة الرومانية ... ومازال يستعمل حتى الآن في الأرياف . 2- طاحونة الصنوبر وهي مكونة من جذعين مفرغين من خشب الصنوبر وتعتمد أيضاً على نفس مبدأ الطاحونة الأولى الصغيرة ولكن أكبر حجماً وهذا النوع قليل الانتشار 3- الطاحونة الكبيرة – مزدوجة المخروط – وتسمى بالجاروشة وهي مصنوعة من حجر البازلت وكانت تستخدم في العصر الروماني وربما قبل ذلك لأنها كانت معروفة عند اليونان أيضاً وهي تتألف من جزأين علوي وسفلي وهي بشكل مخروطي العلوي يركب على السفلي ويوجد تجويف مستدير في الأعلى يوضع فيه الحبوب وتطحن على الأطراف لينساب للأسفل الطحين الناعم وتتم العملية بواسطة رجال أو حيوانات تسير بشكل دائري وعلى ما يبدو أنها هجرت منذ زمن عند قيام الطواحين المائية . 4- طواحين الماء : وهي التي أقيمت على مجاري المياه الدائمة أو الموسمية الغزيرة وأغلبها الآن متهدم وتوجد في الأودية مثل وادي حزور – وادي العيون – برشين – بلدات الغاب والقرى المجاورة لمدينة مصياف وأثارها مازالت موجودة حتى اليوم وربما بنيت هذه الطواحين في القرن السادس عشر أو السابع عشر الميلادي وهي تعتمد في عملها على أقراص فولاذية كبيرة يصل السفلي الذي يرتبط مع العلوي بواسطة قشاط جلدي وبدوره يتحرك وتتم عملية الطحن وبقيت هذه الطواحين مستخدمة حتى أواخر القرن الماضي وبعضها في الريف ما زال إلى يومنا هذا ... حيث تم ظهور أنواع جديدة من الطواحين منها ما يعمل بواسطة الديزل ومنها ما يعمل بواسطة الكهرباء. وهكذا نرى أن مناطق محافظة حماة عرفت حضارة زراعية منتظمة وحالياً نستطيع القول أنٍ محافظة حماة وبصورة خاصة منطقة الغاب هي سلة الخضار والحبوب في سورية نظراً لما تنتجه من خضار وفواكه وحبوب بشكل كبير