منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   القسم العام (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=27)
-   -   أبواب خلف أبواب (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=7242)

عبدالقادر حمود 01-29-2012 01:20 AM

أبواب خلف أبواب
 
:159:

ألقِ السلام وابتسم، طارقاً أبواب القلوب، اطرق الباب بقلبك لتسمع دقاته القلوب قبل الآذان.. الباب معنى، وعنوان، وبداية، والتزام، بيتك نفسه لا تدخله من النافذة مهما كانت قريبة منك، وإن دخلت من النافذة، فستشعر بالتأكيد بالخوف والشك في نفسك على الرغم من أنه بيتك، وإن شاهدك جيرانك تتسلَّق جدار بيتك لتدخل من النافذة تاركاً الباب، فسيتهمونك باللصوصية أو الجنون، ولو كانوا متأكدين أنك صاحب البيت.

من أي باب نلج القلوب، والعقول، وهل لكل العقول والقلوب أبواب، ومتى نفتح الأبواب، وهل نفتحها على مصاريعها، أم نتركها مواربة، وإذا أوصدت واستعصت فكيف نفتحها، وكيف نخترع المفاتيح المناسبة، أليست هُناك مفاتيح سحرية تفتح الأبواب المغلقة؟!

أبواب من سنديان، وأخرى من حديد، وأسوار تعانق الفضاء، أسوار من شجر، وأسوار من ورد، كم من أسرار وأسرار خلف الأبواب، كم من حكايات الألم، والدموع والحزن، والضياع والشتات، أو قصص الظلم والقهر، أو قصص السعادة والفرح.. كم خلفها من الأصحاب والأحباب.




كم من الناس من لم يعرفوا يوماً معنى أن يغلقوا خلفهم باب بيت يملكونه، فهم يعيشون في العراء، وجوههم وظهورهم للريح دوماً.. أبواب مغلقة وموصدة لا تفتح أبداً، ساكنوها أغلقوا أبواب قلوبهم قبل أبواب بيوتهم، آثروا أن تكون الأبواب سدوداً في وجوه الآخرين.. وأبواب تفتح للحياة وللناس، لنجدة ملهوف وإغاثة مستغيث، وهي لا تغلق أمام أحد، ولم تغلق يوماً باب نتمنى أن ندخل منه، لنصل إلى محبوب.
وباب دخلناه بطريق الخطأ فدفعنا كثيراً من حياتنا ثمناً لذلك.

للأبواب لُغة أحياناً لا يفهمها إلاَّ من ملكوا مفاتيح الحياة، ومفاتيح هؤلاء قلوبهم الكبيرة وعقولهم النيرة، ينصتون لما تحكيه الأبواب، بل لما تحمله الأبواب من آمال وآلام.

هل يكفي باب واحد للبيت، وهل يؤلف باب واحد، بين قلوب لها ألف باب وباب، ماذا تنفع كثرة الأبواب ما دامت مغلقة، وما دامت لا تمنح الساكنين خلفها الأمان، وإن كانت القلوب والنفوس القابعة خلفها ملأى بالشر، فما نفع تلك الأبواب؟!

وحين تفتح الأبواب بمفاتيحها، ينام الإنسان خلف باب يحميه.

فاروق جويدة:

الليلة أجلسُ يا قلبي خلف الأبواب

أتأملُ وجهي كالأغراب

يتلونُ وجهي لا أدري

هل ألمحُ وجهي أم هذا.. وجه كذاب

مدفأتي تنكر ماضينا

والدفء سراب

تيار النور يحاورني

يهربُ من عيني أحيانا

ويعود يدغدغ أعصابي

والخوف عذاب








إسماعيل ديب


الساعة الآن 10:53 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى