منتديات البوحسن - ماهو سؤال القبر ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما هو سؤال القبر ؟؟؟؟؟؟؟

سئل فضيلة الشيخ الشعراوى رحمه الله عن ما هو سؤال القبر ومن سيسأله ؟؟؟؟؟؟؟؟
فأجاب فضيلته :
أما سؤال القبر :
قال الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم : " إن أحدكم إذا مات ، عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فيقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة "
قال الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم : "أعوذ بالله من عذاب القبر ، وإن العبد المؤمن إذا كان فى إقبال من الآخرة وانقطاع عن الدنيا ، جاءه ملك الموت ، فجلس عند رأسه فيقول :
اخرجي أيتها النفس المطمئنة إلى مغفرة من الله ورضوان ، فتخرج نفسه تسيل كما يسيل قطر السقاء ، ثم تنزل ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم أكفان من أكفان الجنة ، وحنوط من حنوطها ، فيجلسون منه مد البصر ، فإذا قبضها الملك لم يدعوها في يده طرفة عين . قال : فذلك قول الله تعالى( توفته رسلنا وهم لا يفرطون ) الانعام :61،
قال : فتخرج نفسه كأطيب ريح وجدت، فتعرج بها الملائكة ، فلا يأتون على جند فيما بين السماء والأرض إلا قالوا : ماهذه الروح ، فيقال فلان بأحسن أسمائه ، حتى ينتهوا إلى أبواب
السماء الدنيا ، فيفتح له ويشيعه من كل سماء مقربوها ، حتى ينتهي إلى السماء السابعة ، فيقال : اكتبوا له كتابه في عليين ، وما أدراك ما عليون، كتاب مرقوم يشهده المقربون .
فيكتب كتابه في عليين ، ثم يقال : ردوه إلى الأرض ، فإني وعدتهم أنى منها خلقتهم ، وفيها نعيدهم ، ومنها نخرجهم تارة أخرى . قال فيرد إلى الأرض، وتعاد روحه : فيأتيه ملكان شديدا الانتهار فينهرانه ويجلسانه ، فيقولان : من ربك ودينك ؟ فيقول : ربى الله وديني الإسلام . فيقولان : ماتقول فى هذا الرجل الذى بعث فيكم لله ؟ فيقول : هو رسول الله ، فيقولان : مايدريك ؟ فيقول : جاء بالبينات من ربنا فآمنت به وصدقت ، قال : وذلك قول الله تعالى ( يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا والأخرة ) ابراهيم ك27 ،
قال :فينادى مناد من السماء :صدق عبدى ، فألبسوه من الجنة وأروه منزله منها ، فيفسح له مد البصر ، ثم قال : ويمثل له عمله في صورة رجل حسن الوجه ، طيب الريح ، حسن
الثياب ، فيقول له: أبشر بما أعد لك ، أبشر برضوان الله وجنات النعيم . فيقول : بشرك الله بخير ، من أنت فوجهك الذى جاء بالخير ، فيقول : هذا يومك الذى كنت توعد ، أنا عملك
الصالح ،فوالله ما علمتك إلا كنت سريعاً في طاعة الله بطيئاً عن معصية الله ، فجزاك الله خيراً، فيقول يا رب ، أقم الساعة كي أرجع غلى أهلي ومالي .

قال : فإن كان فاجراً وكان في إقبال من الدنيا وانقطاع عن الآخرة جاءه مللك الموت فجلس عند رأسه فقال : اخرجى أيتها النفس الخبيثة، اخرجى بسخط من الله وغضبه ، فتنزل ملائكة سود الوجوه ، معهم مسوح من النار ، فإذا قبضها المللك ، قاموا فلم يدعوها فى يده طرفة عين تتفرق فيستخرجها وقد تقطع منها العروق والعصب كالسفود الكثير الشعب في الصوف
المبلول ، فتؤخذ من الملك ، فتخرج كأنتن جيفة وجدت ، فلا تمر على جند فيما بين السماء والأرض إلا قالوا : ماهذه الروح الخبيثة ، فيقولان هذا فلان بأسوأ أسمائه ، حتى ينتهوا
به إلى السماء الدنيا ، فلا تفتح لها فيقولان : ردوها إلى الأرض ، إني وعدتهم أنى منها خلقتهم ، وفيها نعيدهم ، ومنها نخرجهم تارة أخرى ، فيرمي بها من السماء ، وتلا هذه
الاية ( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق ) الحج :31
قال : فيعادإلى الأرض ، فتعاد فيه الروح ويأتيه ملكان شيداً الانتهار ، فينتهرانه ويجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ وما دينك ؟ فيقول : لا أدري
فيقولان :ما تقول فى هذا الرجل الذى بعث فيكم ؟ فلا يهتدي لاسمه . فيقال : محمد ، فيقول ك لا أدري ، سمعت الناس يقولون ذلك فقلته . قال : فيقال له : لا دريت . فيضيق عليه
قبره حتى تختلف أضلاعه ، ويمثل له عمله في صورة رجل قبيح الوجه ، منتن الريح ، قبيح الثياب ، فيقول : أبشر بعذاب الله وسخطه ، فيقول : من أنت ؟ فوجهك الذى جاء بالشر
، فيقول : أنا عملك الخبيث ، فوالله ما علمتك إلا بطيئاً في طاعة الله ، سريعاً إلى المعصية ، قال : فيقيض الله له أصم أبكم ، ومعه مرزبة لو ضرب بها جبل لصار تراباً ،
فيضربه به ضربة فيسمعها الخلائق إلا الثقلين ، ثم يقال : افرشوا له لوحين من نار ، وافتحوا له باباً إلى النار .

المصدر : الفتاوى لمحمد متولى الشعراوى ،اعداد وتقديم وتعليق عبد الرحيم محمد متولى الشعراوى ، الناشر دار التوفيقيه للتراث 2009 ،ص :354،353.