منتديات البوحسن - التجربــــــــــــة الفراتيــــــــة فــــــــي كتابــــــــة المصحـــــــــف الشريــ

مـــــــــن يتذكـــــــــــر المحاولــــــــــة الأولــــــــــــى ؟ التجربــــــــــــة الفراتيــــــــة فــــــــي كتابــــــــة المصحـــــــــف الشريــــــف )))‏

تعد كتابة المصحف الشريف الحلم الأكبر لكل ممارسي الخط العربي، حيث يسعى جميعهم إلى الوصول إلى مرحلة من القدرة والتفوق يؤهلانه إلى الارتقاء إلى اللحظة التي يقرر فيها الخطاط أن يكتب المصحف الشريف.‏

وذلك يعود لعدة أسباب تتعلق بهذا الفن بذاته، دون أن نغفل الأسباب الدينية، إلى الدرجة التي تعتبر فيها كتابة المصحف الشريف بمثابة دليل على وصول الخطاط إلى مرحلة النضج.‏

ولو أردنا استعراض الخطاطين الذين أرادوا أو بدؤوا بهذه الخطوة، لما أسعفنا الوقت ولا المكان، حيث تمتد الرقعة الجغرافية لهم لتشمل جميع أنحاء الديار الإسلامية، من الأستاذ حامد الآمدي في تركيا، إلى مصطفى نظيف، إلى العظيمين الراحلين العراقي محمد هاشم البغدادي والسوري محمد بدوي الديراني اللذين كانت آخر لحظات حياتهما متوجة بمحاولتين لم تكتملا لكتابة المصحف الشريف.‏

أما لو حصرنا الحديث في سورية لوجدنا أن المحاولات قليلة بل ونادرة، تبتدئ بالمحاولة الرائدة للعظيم بدوي الديراني وتنتهي بالمسابقة التي نال فيها شرف كتابة المصحف الشريف في قطر الخطاط الفراتي عبيدة البنكي، مروراً بمصحف المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية والذي نال شرف كتابته الخطاط السوري عثمان طه...‏

جميع تلك المحاولات السابقة كانت متميزة بكل المقاييس، سيما وأن لدير الزور فيها نصيب كبير، وهو الموضوع الرئيس في حديثنا هذا.‏

علق بالأذهان خطأً بأن الخطاط الفراتي عبيدة البنكي هو أول من حاول كتابة المصحف الشريف في دير الزور، دون أن يعلموا أن ثمة من سبقه في ذلك وهو الخطاط وليد علوش الذي كتب المصحف الشريف مرتين منذ ثلاثة عشر عاماً، وقد تلقى عدة عروض لطباعته إحداها من الحرس الملكي السعودي، وأخرى من مغترب في ألمانيا دون أن تُكلل بالنجاح حتى اليوم.‏

هاتان المحاولتان مرتا بصمت نسبي إلا من خبرين صغيرين في صحيفتي "تشرين" و"الثورة"، ولم يتم تسليط الضوء الإعلامي عليهما، سيما وأن خطاطنا علوش لم يعد يمتلك إلا نسخة يتيمة من المخطوط.‏

لم نقصد من خلال الكتابة في هذا الموضوع أي محاولة لشد البساط من تحت أحد أو محاولة لنشر دعاية مجانية لأحد، حيث لنا الشرف طبعاً أن لدير الزور ثلاث محاولات في كتابة المصحف الشريف لا تزال مخطوطة حتى الآن، ولكننا نكتب للتاريخ أن محاولة وليد علوش كانت حوالي عام 1995، ولكن عدم الاهتمام الإعلامي كان سبب "تطنيش" هاتين المحاولتين، بينما حظيت محاولة خطاطنا البنكي بدعم إعلامي ومادي كبيرين.‏

هي تحية لكلا الخطاطين ومحاولة لإثبات حق من تم هضم حقهم في الشهرة والظهور

صحيفة الفرات