منتديات البوحسن - المشكاة...أصل وفصل وتاريخ

المشكاة...أصل وفصل وتاريخ

المشكاة إناء زجاجي يوضع ضمن حاملة من الفخار وأحياناً من المعدن تأخذ شكل آنية بيضوية أواسطوانية لها فتحة كبيرة

من أجل وضع السرج ولها عدة ثقوب للتهوية ولاستمرار إضاءة الفتيل وخروج النور, وكانت أحياناً تزين ببعض العناصر الزخرفية أو تكون مزججة ولها حلقة لسهولة الحمل والتعليق.‏

والمشكاة الزجاجية ظهرت في العصر المملوكي, كانت توضع للإنارة في المساجد أو القصور وتزين بأشكال نباتية أوهندسية وغالباً بكتابات عربية, وقد بلغت ذروة صناعتها في سورية ومصر.‏

ويمكن اعتبارها النموذج المتطور والأحدث في صناعة السراج الذي كان نقطة تحول في التاريخ الحضاري الإنساني وعاملاً على إبداع الفن في تزيينها, وبالرغم من أن السراج كان له مبدأ واحد بشكل عام وهو إشعال الفتيل, إلاأنه كان لكل عصر ميزاته وخصائصه في صناعته وتزيينه, وغدت كل منطقة أو مدينة لها خصوصيتها في هذه الصناعة, عندما نتحدث عن مراحل تطور السرج يمكن القول: إن أقدم السرج المعروفة في مناطق الشرق الأدنى المختلفة يعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد وكانت عبارة عن طاسة من الفخار, ومع قيام النهضة المعمارية الثانية التي شملت مناطق واسعة, عرض الساحل السوري السراج المصنوع من الحجر الكلسي في تل سيانو, ويعود لعصر البرونز القديم الرابع وقد عرف خلال هذه الفترة السراج متعدد المثاعب وهو من الفخار وعثر عليه في تل سيانو وتل عرقا.‏

وخلال الألف الثاني ق.م عرف نمط سراج العبيد عند الكنعانيين ونجده في معظم المواقع الكنعانية على الساحل السوري واللبناني, وانتشر نمطه ليشمل مناطق سورية الداخلية حيث عثرعليه في العديد من المواقع مثل تل المشرفة وحماة.‏

وفي بداية القرن الرابع ق.م عرف السراج في العالم الإيجي و كانت مصنوعة من الفخار أوالبرونز وكان بعضها مغلقاً من أجل حماية الزيت من الغبار, وبدأت صناعة السرج بواسطة القالب.‏

من البساطة تطورت السرج خلال العصر الهلنستي لتصبح أكثر تعقيداً ولتشكل ذروتها خلال العصر الروماني.‏

ومع بداية القرن الأول الميلادي شهدت هذه الصناعة تطوراً ملحوظاً إذ تنوعت أشكال مثاعبها وغالباً كانت تطلى بألوان مختلفة كما تنوعت مواضيع زخرفتها.‏

واستمرت هذه الأنماط خلال القرنين الثالث والرابع الميلادي وظهرت نماذج لها فتحة مركزية للزيت واسعة.‏

وفي نهاية القرن الرابع الميلادي وخلال العصر البيزنطي شهدت السرج الفخارية والبرونزية تنوعاً في أشكالها مستديرة وبيضوية ومستطيلة وأصبحت بشكل عام تتميز بثقب فتحة الزيت الواسعة كما زينت ببعض العلامات التي تشيرإلى المسيحية, ويوجد منها أشكال قد تنتمي إلى التقاليد القبرصية, عثر عليها في مواقع على طول الساحل السوري, وفي هذا العصرظهر نمط جديد من السرج عرف في شمال الأردن وفلسطين, كما بلغ انتشاره في سورية حتى منطقة حمص بعد ذلك تنوعت أنماطها خلال الفترات الاسلامية وغالباً حتى القرن الثاني عشر الميلادي في بداية العصر الإسلامي (الأموي), استمر استخدام أنماط السرج البيزنطية التي كانت تحمل الشكل البيضوي الخالية من العناصر الزخرفية وظهرت السراج المزججة بألوان مختلفة وبأنماط منوعة وبعضها كان يحمل أشكالاً حيوانية.‏

وفي نهاية العصر الأيوبي وبداية العصر المملوكي أعيدت صناعة السرج المفتوحة ذات النمط الكنعاني بقعر مستو, واستمرت هذه الأنماط حتى الفترة العثمانية.‏

بعد ذلك ظهرت المشكاة..‏

هذا التاريخ والمكتشفات السرجية منه تعتبر كنوزاً ولكن مجهولة يوجد منها نماذج كثيرة في المتحف الوطني بدمشق, تشكل مجموعة متكاملة من أنواع تغني الباحث في التاريخ وفي الفن, وجميعها تعود إلى العصر البرونزي القديم والعصر البيزنطي سواء سرج فخارية أو حجرية أو خزفية أوزجاجية أو برونزية.‏