منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   ركن وادي الفرات (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=79)
-   -   أول دار للتراث في سورية تحدث بجهود فردية (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=325)

عبدالقادر حمود 08-21-2008 03:19 PM

أول دار للتراث في سورية تحدث بجهود فردية
 
إن أول ما تراه وأنت تدخل حديقة الرشيد في مدينة الرقة من الجهة الغربية هو أسدان كبيران وضعا على جانبي باب الحديقة.
ولكن ما يثير انتباهك وتساؤلك تلك القبب الطينية الموجودة في الزاوية الشمالية الغربية من الحديقة، فيدفعك حب الاطلاع والفضول إلى معرفة سر وجود هذه القبب في هذه الحديقة الجميلة ومقابل قصر المحافظة، ولكن الدهشة تكمن عند دخولك إلى هذه القبب حيث ستجد أشياء غريبة وعجيبة من تحف وصور ومجسمات تمثل تراث وادي الفرات والبليخ.


ولمعرفة محتويات هذه القبب شكلاً ومضموناً, التقينا صاحبها الأستاذ الباحث حسن العساف الذي حدثنا عن قصة دار التراث قائلاً:
نشأت لدي الفكرة منذ بداية السبعينيات أثناء تحول نهر الفرات وغمر مساكننا على ضفة الفرات اليمنى- قرية القرين- مدرج الطفولة والحنان لهذا المكان الذي غمرته المياه حيث كانت المتروكات الشعبية.
تعايشت مع هذه المتروكات منذ نعومة أظافري, منذ أيام خبز الصاج ونقل المياه على رؤوس نساء القرية, وبقيت هذه المتروكات معلقة بذاكرتي.
وعندما انتقلنا إلى المدينة وتركنا هذا الكم الهائل من المتروكات الشعبية, غير أنها بقيت معلقة بذاكرتي, مما دفعني إلى عمل معرض من خلال نشاطي الشبيبي بفرع الرقة عام 1987 حيث حزت على قبول وتقدير القيادة الشبيبة, مما شجعني على الاستمرار وجمع أكبر كمية من المتروكات والمشاركة في المعارض المركزية في سورية حيث نلت الجائزة الأولى على مستوى القطر عدة مرات، هذا عزز لدي الاستمرار بالحفاظ على هذه المتروكات القيمة والوثائق الوطنية التي تمثل هوية بلدي, وصار لدي حلم وطموح أن أبني قرية تراثية على مستوى سورية تكون بمنزلة رسالة معرفة بتراث بلدي.
ويضيف العساف: ومن باب المحبة لهذا التراب الغالي اجتهدت وسهرت الليالي لكي أنفذ هذه الفكرة، ولكن الذي كان يحطم أحلامي عدم مقدرتي المادية على شراء المواد، والتي غالباً ما تكون أسعارها غالية, وخاصة شراء قطعة أرض لبناء هذه القرية, كما أفكر بها وأحب أن أعرضها للزائر والباحث والسائح وغيرهم.

برنامج ابن البلد ساعدني كثيراً
وعن مساعدة برنامج ابن البلد له يقول الأستاذ حسن العساف:
جاء برنامج ابن البلد الذي يقدمه الأستاذ توفيق الحلاق عام 2004 وطلب مني تسجيل ريبورتاج عن عملي, حيث وجد فيه الأستاذ حلاق نوعاً من الإبداع والاهتمام، وخاصة أنني كنت أعرض هذه المتروكات في دار الأسد للثقافة بالرقة بعدة أجنحة.
وبعد عرض مقابلتي وتكريمي على مستوى سورية كباحث ومهتم بالتراث الشعبي المادي واللامادي، خاطب الأستاذ توفيق حلاق السيد المحافظ عدة مرات لمساعدتي وتأمين قطعة أرض لبناء متحف يضم هذه الأقسام التي تمثل تراث الرقة.
وفعلاً استجاب السيد المحافظ أحمد شحادة خليل وأعطاني البيت الريفي الذي تأسس بأول مهرجان للتراث في الرقة عام 1998, فقمت بترميمه وبناء أجنحة جديدة, بالإضافة إلى المهن اليدوية المتروكة وإدخال بعض مجسمات الصروح التاريخية "العباسية" مثل مقطع عن سور الرقة ومأذنة المسجد الجامع وباب بغداد والبحرة المثمنة الموجودة في قصر البنات, وكذلك أضفت سكن ابن الفرات القديم مثل الدبابة, وهي غرفة لبن نصفها فوق الأرض والنصف الآخر تحت الأرض, والكهف والسيباط والكوخ والقاووش مع بناء القبب والجملون, وذلك لتخليد نماذج البناء بمحافظة الرقة.
بالإضافة إلى بيت الشعر "سكن ابن البادية في الرقة" مع أقسامه والقهوة المرة.

أقسام الدار
وعن الأقسام الرئيسية في الدار يقول العساف:
توجد في الدار عدة أقسام
القسم الأول:
قسم الأدوات المنزلية القديمة لابن الفرات ويضم:
القدور والمناسف والصحون النحاسية والأباريق وملعقة الخشب، وتعود هذه الأدوات إلى عام 1850 وما بعد.
قسم اللباس الشعبي ويضم:
لباس الرجل الفراتي من العباءة والكوفية والعقال والثوب "الجلابية" بالإضافة لزينة الرجل وأدواته الشخصية مثل "المسبحة، مجند الطلقات، علبة الدخان، وقداحة الفتيل التي تعود إلى 1800م" وأدوات الحلي البسيطة كخاتم الفضة.
كما يضم القسم أيضاً لباس المرأة الفراتية مثل "ثوب الشلاليح والزبون والهباري ومحزم الشويحي" والحلي مثل "لبة العجيج "تلبس بالعنق" والهياكل الفضية وبعض المجوهرات والكحل ومشط العظم والخشب والخناقية "توضع على الصدر" والمرآة، بالإضافة إلى لباس الفتيات ولباس العروس الكامل الذي يضم "الصندوق الخشبي الجميل الذي يحوي بداخله المرآة والكحل والبيلون "شامبو أيام زمان" والحلي والمجوهرات وعطر المحلب والخضيرة.
قسم الأسلحة الريفية ويضم:
الأسلحة الفردية التي كان يحملها ابن الفرات لاتقاء شر الوحوش مثل "الدبوس، الكلنك، السيف، الخنجر، القردة، الطبنجة، البارودة القديمة التي تحشى بالبارود والخردق، المقلاع، قوس ونشاب".
وكذلك بعض البواريد التي كان يستعملها ابن المنطقة للدفاع عن الوطن ضد المستعمرين مثل البارودة الفرنسية القصيرة والألمانية والإنكليزية وغيرها.
قسم المضافة الشعبية لابن الفرات والبليخ وتضم: البسط العربية والبسط العجمية والعبيدية ولبابيد الصوف والوسائد المشغولة يدوياً والمنقل ودلال القهوة المرة والفنجان وكافة مستلزمات الضيافة العربية.
وكل هذه الأدوات موجودة في المضافة, وهي غرفة مصنوعة من الطين ومسقوفة بالعمد والقش وفوقه الطين.
أما بالنسبة للمضافة البدوية والمشهورة في بادية الرقة فهي قسم من بيت الشعر مسيجة بزرب البردي أو الزل الذي يكثر في الرقة.
وتضم المضافة الموقد والمهباش والنجر ودلة القهوة والقمقوم, وهو عبارة عن دولة قهوة كبيرة تستخدم لتخمير القهوة بعد الغلي.
والمضافة مفروشة بالنسيج العربي المصنوعة من الصوف، بالإضافة للهودج.
القسم الزراعي ويضم:
الأدوات الزراعية القديمة مثل المحراث القديم وأدوات الري القديمة كالغراف والدولاب لضخ المياه من النهر إلى المزروعات والذي يدار بقوة الحيوان والذي انقرض بدخول الآلات الحديثة للري.
كما يضم القسم العربات الخشبية التي كانت تستخدم لنقل المحاصيل من الريف إلى المدينة مثل عربة البرشق التي تجر بحصانين والعربة الرومانية ذات الدولابين والتي تجر بحصان واحد وجرجر يجره ثور أو حمار لدرس القمح,بالإضافة لأدوات عزل القمح عن التبن مثل مذراية الخشب، والجرن الحجري الذي يستخدم لعزل قشرة القمح عن الحبة, وذلك من أجل طبخه مع اللبن.
وآلة فتل الشعيرية, وهي عبارة عن آلة يدوية مجهزة بأسطوانة لوضع العجين, وغربال من الأسفل حيث تدار من الأعلى بميل حديدي ليضغط العجين المدهون بالسمن العربي ليخرج بعد ذلك على شكل فتائل لتوضع على الحصير لتنشف وتقطع.
والرحى التي تستخدم لطحن القمح وجرس الحبوب بأنواعها، وكانت وسيلة ترافق البيت الريفي تغنيه عن حمل الحبوب للطاحونة.
وكذلك الفأس المصنوعة من الحديد والقدوم والكريك والمذراية المصنوعة من الحديد.
قسم الفن الفطري الذي يمثل إبداع المرأة الريفية الفراتية والمتوارث منذ القدم مثل النقش على قطع قماشية بيضاء, وهو عبارة عن رموز وأساطير متوارثة وحيوانات وزهور تزين به المرأة بيتها
وهناك الصناعات النسائية مثل الزخرفة على الزرب, وهذه المهنة لم تعرفها إلا المرأة الريفية في الرقة, وذلك لتوفير عيدان البردي والزل على حواف نهري الفرات والبليخ.
بالإضافة إلى السدو العربي "وهو عبارة عن نسيج نول لكن بشكل طولاني محدد على الأرض" وتوابعه الصيصة وهي عبارة عن قرن غزال والمغزل والمبرم "الدوك" والمنساج ومشط الحديد لمشط الصوف وتنظيفه.
قسم الوثيقة الوطنية الذي يضم صوراً ومشاهد من الرقة بين الماضي والحاضر تبين للزائر صور آثار الرقة منذ العصر العباسي إلى الآن, والمراحل التي مرت بها، بالإضافة لصور عن الفلكلور والعادات والتقاليد الشعبية في المحافظة, مثل صور الحصاد وتقديم الولائم والمناسف والأعراس وعمل المرأة الريفية والرعي والطبخ.
وكذلك لصور وجوه وشخصيات من الرقة أدت دوراً وطنياً في محاربة الاستعمار, مثل محمد فرج السلامة الذي نفته فرنسا إلى جزيرة مالطا حين منع الجباة الفرنسيين من جمع محاصيل الفلاحين والقائد رمضان شلاش وغيرهما,وصور مشاهير من أعلام المحافظة في الأدب والطب والسياسة, مثل الدكتور عبد السلاح العجيلي والشيخ الحافظ الذي كان يدرس القرآن الكريم والحديث والملا الحسيني الرقي ورمضان الكشة وغيرهم.
كما يضم القسم وثائق خطية ومراسلات كانت تجري قديماً أثناء وجود الحكومات العثمانية والفرنسية عن شؤون المحافظة ومواطنيها,بالإضافة إلى الأشرطة الصوتية والمرئية على لسان المعمرين لتوثيق الغناء الشعبي، وكذلك أسماء الذين حكموا الرقة منذ العهد العثماني إلى الآن، وذكر أعوام الحوادث التي مرت على الرقة مثل حادثة الثلج الأحمر، وتجمد الفرات وغيرها.
ويضم هذا القسم أيضاً الطوابع السورية والعربية والأجنبية حيث يوجد في الدار أول طابع صدر في سورية.
وكذلك صالة للنقود العربية, وخاصة العملة السورية منذ بداياتها إلى الآن وفرائد من النقد الإسلامي، بالإضافة للصحف والمجلات والدوريات التي صدرت في الرقة أو التي تحدثت عنها مثل جريدة صوت الرافقة الذي صدر العدد الأول منها عام 1967 والتي كانت تصدرها ثانوية الرشيد وغيرها.
قسم المهن اليدوية والذي يضم:
قسم تصنيع الحبوب والخبز والتنور والصاج، قسم صناعة اللبابيد والبسط والزرب، قسم صناعة الشعيرية، قسم صناعة الحليب ومشتقاته.
وعن الجهات التي ساهمت بهذا العمل يقول الأستاذ حسن العساف صاحب دار التراث:
إلى الآن لم تصلني أي مساهمة أو مساعدة من أي جهة كانت سوى تقديم الأرض من السيد المحافظ, وكل هذه القطع تم شراؤها على حسابي الخاص.
أما عن طلباته ومقترحاته لتطوير الدار:
أطالب بتقديم الدعم المادي من السيد المحافظ ورئيس مجلس المدينة والمؤسسات الحكومية والأهلية بالمحافظة, لأن هذا العمل للجميع.
كما أطلب الدعم من مديرية السياحة والآثار والمتاحف وتسجيل الموقع على الخارطة السياحية, كونه الأول من نوعه في سورية.
وأوجه نداء للأهالي الذين يملكون أي قطعة أثرية أو تراثية أو وثيقة وطنية أن يقدمها للدار, وذلك من أجل أن يطلع عليه الجميع

الـــــفراتي 09-03-2008 06:13 AM

[imgr]http://img76.imageshack.us/img76/3230/wh75775738fs2hf9.gif[/imgr]


الساعة الآن 06:12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى