منتديات البوحسن - ثمرة 3 ذو القعدة 1430

:144:

بسم الله والحمدلله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
الله ورسوله والاسياد كلهم يوجهوننا أن لا نتبع أنفسنا لأن اتباع النفس يختلط إما بالرياء أو بالشهرة او بتوجيه الناس إلى نفسه فيقع في الغفلة ، ويترك رضا الله بالصراحة بدون علم ، بل يكون مخدوعاً لنفسه ، حينذاك تذهب صفوته ، ويذهب اعتقاده الصحيح بالله تعالى .
ولا ينتبه لذلك إلا إذا تمسك بشيخ الوقت الموافق المصلح المطلع على حيل النفس ، وكان مُسلّماً له يقبل منه فإذا لم يقبل منه ، وكان يدفن في قلبه نوعاً من الاخلاق غير المرضية ، ويتفكر ويقول : هذا ما قاله لي الشيخ ، ويؤول بحيل النفس والشيطان ، فيقع في الأوهام الساترة للقلب عن مطالعة الواحد الأحد جل وعلا ، لأنه يقيس ذلك الناصح على نفسه ، وإذا قاسه على نفسه يقع في الخطأ ، ألا إذا حصل له بقوة إيمانه ترك هذه الأوهام الساترة ، وتوجه إلى الواحد الأحد ، وتعلق بأسمائه وصفاته تعالى ، وتفكر في كلام المتقدمين من أهل المعرفة ، حينذاك يرجع ويبقى على حاله بمقتضى إيمانه ، وإلا فإنه يحاول أن يجمع على فكره القديم بعض الموافقين له لصفوتهم ، حتى يؤدي فكره ، حينذاك يترك الشيطان ويأخذ وضيفته ( أي الشيطان ) ، ويحاول إلى ما شاء الله .
أما إذا أراد الله أن يصلحه فإن ذلك يذهب ، ويكون سبباً للآخرين كذلك .
لو أنكم تحللون وتذكرون ما وقع معكم تشاهدون هذا .
والله حافظ لقلوب عباده على أن لا ينحرفوا إلى غير رضاه ، وموافقة سنة رسوله عليه الصلاة والسلام .
اللهم احفظنا بلطفك وكرمك من المخالفات النفسانية والشيطانية والأوهام والخيالات

باب فتنة الدنيا إذا فتح لا يُغلق ، تفوح منه الخباثات ، ولذا فإن حق الإنسان الإعراض عنه وعدم الاسترسال معه.
مادام ربنا ( يعلم سركم وجهركم ) و ( ويعلم السر وأخفى ) ، لِمَ هذه الفتنة من المعتقدين ؟ السبب هو الغفلة عن الله تعالى وعن قوله جل وعلا .
لو نسألهم كلهم يعلمون ، لكن هذا هو إيمان الغافل . إيمان الغافل مقبول ، لكنه لا يثمر الإصلاح ، لأن صاحبه يتصرف بالغفلة .
(يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ) جمع بين السر والجهر والعمل بالجوارح

هذه ثمرة بعد صلاة الظهر يوم الأربعاء 21 تشرين الأول 2009 /3/ ذو القعدة 1430

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
وسئل سيدي الجيلاني - رضي الله عنه - عن البقاء ، فقال :
البقاء لا يكون إلى مع اللقاء ، واللقاء يكون كلمح البصر أو هو أقرب مثاله : " كالشمس أحياناً تغيب وفجأة تطلع تحت السحاب وفجأة تغيب هذا مثال للقاء "
وكان يقول رضي الله عنه : ( متى ذكرته فأنت محب ، ومتى سمعت ذكره لك فأنت محبوب - تنتقل من درجة المحبين إلى المحبوبين هذا يحصل بإتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم - ، والخلق حجابك عن نفسِكَ ، ونفسُك حجابك عن ربك ، وما دمت ترى الخلق لا ترى نفسك ، وما دمت ترى نفسك لا ترى ربك .
الإنسان لابد أن يترك نفسه . ربنا قال لسيد المرسلين : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " بهذا الإتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ينتقل من درجة المحبين إلى درجة المحبوبين .